
17/08/2011, 01:54 AM
|
كاتب رياضي في جريدة الجزيرة | | تاريخ التسجيل: 24/01/2001
مشاركات: 38
| |
(( رحمك الله أيها الوالد )) قال تعالى : ( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ, وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ ) وقال تعالى : ( كُلُّ نَفْس ٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) ، الموت حق على كل حي هكذا شاء الله سبحانه وتعالى الخالق الموجد من العدم وإليه يرجع الأمر كله .. هكذا شاء الله عز وجل أن يودع الوطن هذا الشهر المبارك شهر القرآن ، الشيخ الوالد الفاضل / عبدالرحمن بن سعيد ، شيخ الرياضيين ومؤسس الكيان الهلالي العظيم رحمه الله رحمة الأبرار وأسكنه الجنة مع المتقين الأخيار ، إن العبرة تسبق الكلمة، والدمعة تسقط الجملة، والتعبير عن تلك المأساة الكبرى ليس بالشيء الهيّن ، رحل الشيخ عبدالرحمن بن سعيد إلى رحمة الله في شهر كريم وعند رب كريم تاركاً خلفه سيرة عطرة ومسيرة مشرفة ، حافلة بالبذل والعطاء ، رحل بعد أن ترك أقرباءه وأصدقاءه ومحبيه تحت هول الصدمة الفاجعة، مختتماً بذلك حياة حافلة وجامعة، تميزت بالكفاح والنجاح المذهل ، كان متميزاً في كل شيء وشامخاً طوال حياته المديدة ، وقدم خدمات جليلة للوطن لا تعد ولا تحصى .
تشرفت بلقائه والتعرف عليه – رحمه الله - ذات يوم حينما كان مقر نادي الهلال في شارع العصارات فوجدته يتميز بشخصية فريدة وخصال عديدة من شهامة ونبل وكرم وصدق وتواضع جم وتقدير للجميع ، كان يتعامل معنا كإعلاميين مثل أبناءه لا نملك إلا أن نكون مصغين لحديثة الذي لا يُمل ، أحببت هذا الكيان العظيم أكثر من ذي قبل من حبي لأبي مساعد ، فما أقسى المصائب وما أفجعها وهي تأخذ هذا المربي وهذا الرجل الفاضل ، لقد رحل الوالد الشيخ عبدالرحمن إلى جوار ربه ، إلى جنة الخلد بمشيئة الله ، ولا نملك إلا أن نقول: لا حول ولا قوة إلا بالله ، لله ما أخذ ولله ما أعطى ، لقد قاوم المرض بيقينه الصادق.. حتى توفاه مولاه سبحانه.. رحل أبو مساعد وأسأل الله أن يجعله من أصحاب اليمين وأن يجعل مثواه الجنة.. رحل بمشيئة الله وقدره ولا راد لقضاء الله ونحن مؤمنون بهذا القدر، فما أكبرها من فجيعة على أبنائه لكنني أقول لهم: البقاء لله عز وجل ويبقى دوركم بالدعاء له بالمغفرة والرحمة فعمل ابن آدم كما في الحديث الصحيح ينقطع إلا من ثلاث منها: ابن صالح يدعو له ، وإن كان في فراقه حزن وغصة فنحن على هدى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حين قال: (إن العين تدمع، والقلب يحزن، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون).
رحمك الله أبا مساعد وأسكنك فسيح جناته وعوض أبناءك من بعدك بالصلاح والتقوى وألهم أهلك وذويك وأقاربك ومحبيك الصبر والسلوان .
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
مـحـمـد الـســيـاط
إعلامي رياضي
مدير مكتب جريدة الجزيرة بمنطقة الجوف |