06/06/2011, 10:37 PM
|
زعيــم فعــال | | تاريخ التسجيل: 05/03/2007
مشاركات: 468
| |
وفقك الله أولا : ما دمت لا تعلم نقلا في معنى كون ( المس = الوسوسة ) فهذا يوجب لديك البحث أكثر في هذا الموضوع , والوقوف وقفة فاحصة صادقة متجردة حتى يستبين لك الطريق , ودونك مراجع اللغة و معاجمها لكي تقف على مفترق الطريق في هذه النقطة . ثانيا : كون (معظم المفسرين فسروا المس الشيطاني لأيوب والمؤمنين بأنه وسوسة) أيضا يحتاج منك إلى وقفة أخرى ؛ لأن الأمر بخلاف ذلك !! ولكنهم ذكروا أقوالا ومن جملتها ما ذكرت . ثالثا : لكي تتأمل أكثر في هذا الموضوع سأفتح لك آفاقا واسعة تنطلق من خلالها إن رغبت وتتوصل للنتيجة التي ربما تكون غائبة عنك .. كما تعلم أخي الكريم أن كل كلمة كلام ربنا في أي موضع من كتابه لها قيمتها ودلالتها اللغوية و الشرعية , بل هناك ألفاظ ربما تتكرر في أكثر من موضع , ومع ذلك يكون لها معنى ومدلول خاص و عام .. وأحيانا تتكرر قصة معينة فتجدها بألفاظ مختلفة , وأيضا كل لفظة لها مدلولها وسرها البلاغي واللغوي ( أمثلة: بغلام حليم = بغلام عليم ) ( حية تسعى=ثعبان مبين ) والأمثلة كثيرة ,,, الشاهد أن كل كلمة سواء تكررت أو وردت بأكثر من وجه فلها دلالالتها العظيمة و أسرارها البليغة و لم توضع هنا أو هناك عبثا ( هذا شيء نتفق عليه جميعا ) . وفي كتاب الله ورد لفظ ( المس ) وورد ( الوسوسة ) .. ووردت كذلك مقترنة بالشيطان و غير مقترنة .. تأمل ( فوسوس إليه الشيطان ) إي : إلى آدم عليه السلام . وفي موضع آخر ( فوسوس لهما الشيطان ) أي: إلى الأبوين الكريمين . وفي موضع آخر وشأن مختلف ( ولقد خلقنا الإنسان و نعلم ما توسوس به نفسه ) .. إذن ذكر الله لفظ ( الوسوسة ) صريحة مقترنة بالشيطان ولم يذكر هنا لفظ ( المس ) لماذا ؟! الجواب: لأن المس شيء آخر غير الوسوسة !! ربما يكون من معاني المس: الوسوسة , لكنهما عندما يذكران منفصلين فهذا يعني أن لكل منهما معنى مغاير , فتأمل !! لاحظ أيضا : عند ذكر ( الوسوسة ) يأتي بعدها مباشرة نص هذه الوسوسة : ( فَوَسوس لَهُمَا الشيطانُ لِيُبۡدِىَ لَهُمَا مَا وُورِىَ عَنۡهُمَا مِن سَوۡءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنۡ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَين أَوۡ تَكُونَا مِنَ الخالدين). ( فَوَسوس إِلَيه الشَّيطانُ قَالَ يَـٰٓـٔادَمُ هَلۡ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الخلد وَمُلك َّلا يَبلى ) بينما يأتي ذكر ( المس) مقترنا بفعل وحركة ودلالته في الضرر أعظم من الوسوسة وليس بقول ولا كلام : ( يتخبطه الشيطان من المس ) ( مسني الشيطان بنصب وعذاب ) لاحظ كيف وصف أيوب عليه السلام أثر هذا المس وأثره عليه ( نصب+عذاب ) إذن هناك ضر عظيم لحقه من هذا المس , بل ذكرها أيوب بنفسه فقال ( مسني الضر ) ولاحظ كيف جاء النداء الرباني ( دلالة الفعل و الحركة ) " اركض برجلك " ختاما : لاحظ أنني لم أشر لا من قريب ولا من بعيد لذكر معنى التلبس هنا !! |