تسبب طبيب اختصاصي في مستشفى جازان العام في حرمان طفل في الثانية عشرة من عمره من المشي وإجباره على استخدام كرسي متحرك بسبب عدم وصوله للتشخيص الصحيح لحالته المرضية عند مراجعته للمستشفى الشهر الماضي. وخسر علي عثمان مسعد وهو طالب في الصف الأول المتوسط في مدرسة حي الروضة في مدينة جازان فرصة الدخول في امتحانات الفصل الدراسي الأول لهذا العام للسبب ذاته.
وبدأت تفاصيل الحادثة كما يرويها والد المريض في اليوم السابع عشر من الشهر الماضي عندما قام بمراجعة مستشفى مدينة جازان للكشف على ابنه نظراً لارتفاع درجة حرارته حيث قام بعرضه على طبيب مختص أكد له أن ابنه يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة وهو أمر طبيعي وفيروس منتشر بين الأطفال في هذه الفترة وليس هناك ما يدعو للقلق.
ويضيف عثمان مسعد قائلاً: قام الطبيب بتنويم ابني في المستشفى ووصف له أدوية مسكنة للحرارة وكمادات كانت تقدم له بين الفترة والأخرى ومضى اليوم الأول دون أي تحسن ملحوظ وقابلت الطبيب في اليوم الثاني فأخبرني بأنه يشك في إصابة ابني بالملاريا ثم بدل كلامه في اليوم الثالث وأبلغني بأنه مصاب بأنيميا حادة ثم بدل كلامه مرة أخرى وأخبرني بأنه مصاب بحمى صفراء.
ويكمل الحديث خالد الجهني (خال الطفل) الذي كان مرافقاً له منذ بداية مرضه فيقول: في اليوم الرابع من تنويمه في المستشفى توقفت يداه عن الحركة فلم يعد يستطيع تحريكهما ثم فقد بعد ذلك القدرة على تحريك رجليه فاتصلت مباشرة بوالده الذي حضر على الفور وطلب بشدة تحويل ابنه لمستشفى الملك فهد في جازان بعد أن شعرنا أننا سنفقده.
وقد تم نقله على الفور للمستشفى وفور وصوله خضع لعدة تحاليل مخبرية ومضى يومان ولم نحصل على نتيجة إيجابية عن حقيقة إصابته.
ثم قام أطباء المستشفى بأخذ عينة من النخاع الشوكي وإرسالها إلى مستشفى التخصصي في جدة حيث جاءت النتيجة بأن المريض مصاب بحمى شوكية بعد أن فقد الحركة وشلت يداه وقدماه.
ويؤكد والد الطفل أنه حاول نقل ابنه لأحد المستشفيات الخاصة في جدة بعد تدهور حالته ولكن أطباء مستشفى الملك فهد في جازان أخبروه أن نقله سيعرض حياته للخطر بسبب صعوبة التنفس التي كان يعاني منها مشيراً إلى أن ابنه بعد ذلك قضى (12) يوماً في العناية المركزة في المستشفى في ظل إهمال واضح من قبل الممرضين والممرضات.
وأضاف: لقد تدهورت صحة ابني وشعرت أنه في عداد الأموات وما زادني ألماً أن أحد الأطباء المختصين في المستشفى أخبرني أن الحمى الشوكية لا تحتاج سوى لـ3 أيام من العلاج لو تم اكتشافها مبكراً وأكد لي أن سبب حالة ابني الراهنة سببها عدم اكتشاف طبيب مستشفى جازان العام للحالة فور كشفه على الطفل أو تحويله مباشرة مما تسبب في انتشار المرض في جسمه.
وأوضح والد الطفل أن ابنه قضى (20) يوماً 5 منها في مستشفى جازان العام والباقي في مستشفى الملك فهد دون ظهور أي بوادر لتحسن حالته الصحية قبل أن يتم نقله بواسطة الإخلاء الطبي إلى مستشفى التخصصي في جدة بجهود كل من الدكتور محمد الحازمي والدكتور حمود أبو طالب وصبري بهكلي وحسين بكري مشيراً إلى أن ابنه وجد عناية فائقة في تخصصي جدة ساهمت في تحسن حالته كثيراً قبل عودته إلى منزله في جازان حيث يجري الآن تمارين في العلاج الطبيعي من أجل مساعدته على استعادة قدرته على المشي.
وأشار إلى أن مدير مستشفى جازان يحيى السنوسي قام بزيارة ابنه في العناية المركز في مستشفى الملك فهد واطمأن على صحته.
كما أكد والد المريض أن أحد المسؤولين في صحة جازان التقاه وطالبه بتقديم شكوى رسمية ضد الطبيب الذي تسبب في وصول ابنه لهذه الحالة.
وقد وعدت الشؤون الصحية في جازان بإرسال رد حول شكوى والد المريض في القريب العاجل بعد التأكد من تفاصيل القضية.
من جهة أخرى أوضح عبده حسن موسى مدير المدرسة التي يدرس فيها الطفل أن غيابه عن اختبارات الفصل الدراسي الأول لن تحرمه من مواصلة الدراسة لهذا العام حيث ستتم إعادة جميع الاختبارات له بعد تقديم ولي أمره لجميع المستندات الطبية التي تثبت حالته الصحية وسبب غيابه حسب اللوائح والأنظمة.