11/02/2003, 04:31 AM
|
زعيــم متواصــل | | تاريخ التسجيل: 01/01/2001
مشاركات: 149
| |
[c] الجزء الخامس[/c] كانت الدموع قد تجمعت في عيني منار وهي تقول لداليا بغضب :
- لماذا تريدين أن تقتليني ؟ ماذا فعلت لك ..
لم يسبق لداليا أن سمعت منار وهي تتحدث لها بهذه النبرة من قبل .. وحمدت الله كثيرا أنها تتحدث إليها من خلال الهاتف وليس أمامها .. حاولت داليا أن تدافع عن نفسها قائلة :
- أنا أريد أن أحميك من نفسك.. لأني أحبك يا منار ..
جاءها صوت منار باكيا هذه المرة وهي تقول :
- ومن يحمي قلبي الذي ينزف الآن بسببك ؟؟
اختنقت الكلمات في حنجرة داليا ولم تستطع أن تقول شيئا في حين تابعت منار :
- لقد كان هدفك أن تكشفي لي أنه يعبث معي .. لكن ما فعلتيه جعله يعتقد أنني أنا من يعبث به .. هل هذا يرضيك الآن ؟؟
لم تستطع داليا أن تصبر أكثر .. فصرخت بألم :
- منار أرجوك أنت تقسين علي .. سامحيني ..
سالت دمعة على خد منار وهي تقول بصوت لا يكاد يكون مسموعا :
- المهم أن يسامحني هو ..
[c]*** *** *** *** *** *** ***[/c]
لم يكن لدى طارق رغبة في أن يغادر غرفته ذلك اليوم .. كان يشعر بالضيق بعد اللقاء الأخير الذي جمعه مع منار .. أحيانا يشعر أنه ظلمها .. فهو لم يترك لها فرصة لتوضح له حقيقة الأمر .. فقد تعذر بالصداع وأنه يرغب بالنوم .. لأول مرة ينهي محاورته معها بدون أن يتمنى لها أحلاما سعيدة كعادته .. أليست هذه قسوة منه ؟؟
تذكر وقتها قول صديقه نواف أن ما بعد الحب هو المعاناة .. فهل هذه هي بدايتها ؟؟ لقد كان غاضبا وهو يعترف بذلك .. ولكن هذا الغضب كان بسبب حبه الشديد لها .. وربما هي فعلت ذلك لنفس السبب وهو حبها الشديد له ..
التقط طارق هاتفه الجوال .. وأخذ يتأمل الرسائل التي وصلته من منار .. كان يقرأ الرسالة ليعيش ذكراها مع منار .. وبدون أن يشعر ارتسمت ابتسامة هادئة على وجهه .. فكر في أن يكتب رسالة نصية إليها .. فكر كثيرا قبل أن يكتب : " لأني أحبك أقول لك آسف .. فهل تقبلين أسفي ؟؟ " ثم كتب رقمها .. ولكن في آخر لحظة وقبل أن يضغط على زر الإرسال عدل عن رأيه .. وألغى الفكرة من رأسه .. ووضع هاتفه جانبا ..
[c]*** *** *** *** *** *** ***[/c]
جلست داليا تتأمل في ملامح منار الشاحبة قبل أن تقول بصوت منخفض :
- منار هل أنت غاضبة مني حتى الآن ؟؟
التفت إليها منار وابتسمت ابتسامة باهتة وهي تقول :
- داليا أنت ابنة خالتي وصديقتي وأنا أعرف أنك فعلت ذلك لأجلي ..
نهضت داليا من مكانها وجلست بجوار منار وهي تقول بضيق :
- ولكن صمتك لا يعجبني .. دائما أجدك شاردة الذهن ..
خفضت منار عينيها إلى الأرض وهي تقول بحزن :
- لقدر أرسلت له أكثر من رسالة بواسطة البريد الإلكتروني لكنه تجاهلني ..
صمتت داليا قليلا قبل أن تقول بدهشة :
- أي حب هذا الذي منحتيه له ؟
رفعت منار عينيها الذابلتين لتنظر إلى داليا لكن بدون أي تعليق ..
[c]*** *** *** *** *** *** ***[/c]
- طارق إن لم تكن مشغولا فإني أريد أن أتحدث معك ..
نطقت شقيقة طارق بهذه العبارة .. فابتسم لها هذا الأخير وهو يقول :
- بكل تأكيد سأكون سعيدا بالحديث معك ..
دخلا سويا إلى غرفة طارق وبعد أن تأكدت شقيقته من أن الباب مغلقا قالت له :
- إن والدي يرغب في أن يكون زواجك من ابنة عمك في صيف هذا العام فما رأيك ؟
بدا الارتباك واضحا على طارق وتظاهر بأنه منشغل في البحث عن شيء ما وهو يقول :
- ومن قال إني أفكر بالزواج الآن ..
كانت شقيقته تحاول أن تكشف ما يخفيه في أعماقه .. لذلك قالت :
- هل تقصد الزواج بشكل عام أم زواجك من ابنة عمك بالتحديد ؟؟
لم يشعر طارق بالارتياح لأسئلة شقيقته فسألها بحذر :
- ماذا تريدين أن تعرفي بالضبط ؟؟
صمتت برهة قبل أن تقول في حزم :
- من هي منار يا طارق ؟؟
وكانت مفاجأة لم يحسب لها طارق أي حساب ..
[c]*** *** *** *** *** *** ***[/c]
انطلقت من طارق تنهيدة قوية وهو يغلق باب غرفته بعد أن غادرتها شقيقته .. قبل أن يرمي بنفسه على السرير وهو يفكر في الحديث الذي دار بينه وبينها .. وبينما هو كذلك سمع رنين هاتفه الجوال .. وأصابته الدهشة عندما لمح رقم داليا يظهر له في شاشة الهاتف الجوال .. ورغم الحيرة التي كان فيها قرر أن يعرف ماذا تريد منه .. قالت له متظاهرة بالحزم :
- سيكون هذا الاتصال الأخير بك .. ولكن أريد منك طلبا واحدا ..
أجابها طارق بكل برود :
- لن أعدك بشيء .. قولي ما لديك ..
أجابته بصوت غاضب هذه المرة :
- إن منار تحبك وهي لم تكن تعلم بما فعلته معك .. فلا تكن قاسيا معها .. إن لم تكن تحبها فأرجوك لا تعذبها يكفيها ما حصل بسببك ..
شعر طارق بالألم لهذه الكلمات .. وقال بصوت مرتفع وغاضب :
- الألم الذي تعيش فيه منار كان بسببك وليس بسببي .. وما يجمع بيني وبين منار لن أسمح لأحد أن يتدخل فيه .. لأنه يخصنا .. أنا وهي فقط .. شكرا لاتصالك ..
ثم أغلق الهاتف قبل أن يضرب بقبضته حافة السرير بعنف ..
[c]*** *** *** *** *** *** ***[/c]
هز نواف كتفيه بحيرة وهو يقول لطارق :
- طارق لا أعتقد أن شقيقتك ستقتنع بأن علاقتك مع منار لن تتجاوز حدود الشبكة الالكترونية فأنت لا تعرف ماذا تعرف هي عن علاقتكما ..
أجابه طارق بشرود :
- هي تريد أن تطمئن إلى أني موافق على زواجي من ابنة عمي ..
نظر إليه نواف قبل أن يسأله باهتمام :
- وهل أنت موافق يا طارق على ذلك ؟؟
أجابه طارق بنفس الشرود :
- أليس الحب هو زواج مع وقف التنفيذ ؟؟
هز نواف رأسه نفيا قبل أن يقول :
- الحب لا يجعلك ترى إلا ما ترغب أن تراه .. لكن الزواج سوف يكشف لك خفايا كثيرة لم تكن تراها .. فأنت بالحب ترى بخيالك فقط وليس بعينيك ..
التفت إليه طارق وهو يقول :
- ليس عندما يكون العقل والقلب قد اتفقا على حبها ..
[c]*** *** *** *** *** *** ***[/c]
شعرت منار بالخيبة وهي تتأمل بريدها الإلكتروني .. كانت تأمل أن تجد رسالة من طارق بعد صمته الطويل .. هل هو يعاقبها ؟ شعرت بالألم والخوف من هذا الخاطر .. لقد أرسلت له خمس رسائل الكترونية خلال الثلاثة الأيام الماضية .. لكنه لم يرد على أي منها ..
لمعت في رأسها فكرة مجنونة .. أخذت هاتفها الجوال ثم كتبت رسالة نصية : " أنتظرك على الماسنجر ، أرجوك لا تتأخر " شعرت بالارتياح وهي ترى الرسالة تنطلق إلى هاتفه الجوال .. انتظرت دقائق وهي تتأمل نافذة الماسنجر لعل اسمه يظهر فجأة .. لكنها شعرت بالدقائق تمر بطيئة دون أن يظهر .. أقنعت نفسها بأنه ربما يكون بعيدا عن جهاز الكمبيوتر أو حتى خارج المنزل .. لكن شعورها بالقلق أخذ بالازياد .. التقطت هاتفها الجوال مرة أخرى وكأنها تريد أن تتأكد من أنه لم يرسل رسالة نصية لها ..
لا تدري كم من الوقت مضى وهي تمسك بهاتفها دون أن تتحرك .. وفجأة امتدت أصابعها تضغط على أزرار الهاتف لتجري اتصالا بهاتف طارق .. لا تعرف من أين أتت لها هذه الجرأة .. كانت أنفاسها تتسارع ويديها ترتجفان في انتظار أن تسمع صوت طارق .. لكنه أيضا لم يجب على الهاتف .. شعرت بدموعها تتجمع في عينيها وهي تعيد الاتصال به .. لا يمكن لها أن تتحمل هذا الجفاء من طارق أكثر .. ولكن هذه المرة لم يخيب طارق رجاءها .. فقد جاءها صوته منخفضا وهو يقول :
- ألـو ؟
وشعرت منار بأن الحروف توقفت جميعها في حنجرتها ودموعها بدأت تسيل على خدها ..
[c]*** *** *** *** *** *** ***[/c]
[c] [/c] |