السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
اعتدت في مواضيعي الثلاثة السابقة أن أسرد ما يجول في خاطري إلى ثلاث محاور كي يسهل على القارئ
فهم و استيعاب ما أود إيصاله له بأفضل صورة ممكنة .
و لكنّني بموضوع اليوم تعمّدت أن أوجزه بمحور واحد لا ثاني له
و لأنّني من خلاله سأتحدّث عن موهبة (فذّة) لا شبيه لها .
عبقري , إعجازي , موهوب بدرجة امتياز , أو كما أفضّل أن أسمّيه أنا (خرافي)
لو لم يكن موضوعي بـاسمه لأجزمت بأن أول من تبادر إلى ذهن كل من كان يقرأ السطور السابقة
هو (الموهبة) الأفضل و الأبرز في تاريخ القارّة يوسف بن ناصر الثنيان المكنّى بـ أبو يعقوب .
لست هنا كي أسرد لكم ما قدّمه هذا الموهوب فلأنّني و إن كنت سأفعل فلربما سأحتاج إلى (15) موضوع كي أنتهي
من سرد خرافات هذا الخرافي .
و لكن ما جعلني أكتب هذا الموضوع هو ما فعله هذا العبقري في مباراة اعتزال اللاعب عبدالله صالح
و رغم يقيني التّام بأن هذه الموهبة لن توفيها حقها مهما كتبت .
ينقسم من يلعب كرة القدم إلى قسمين : لاعب و موهبة
بلا أدنى شك هناك الكثير من اللاعبين الأفذاذ و الذين يملكون تاريخ مشرّف و ناصع قد يتفوّقون
من خلاله على تاريخ بعض المواهب الفذّة و الخارقة للعادة .
و لكن هؤلاء اللاعبون كل ما تقدّم بهم العمر كل ما قل عطاؤهم داخل الملعب و قلّ تأثيرهم على الفريق
لأنهم فقدوا حيويّة الشباب التي كانوا يتمتّعون بها و التي كانت العامل الرئيسي لبروزهم و تألقهم .
أما الموهوبون في كرة القدم و هم من وجهة نظري (قلائل) في الكرة السعوديّة تحديدا
فتراهم يتمتّعون بكاريزما خاصّة تظل ملازمة لهم كالـ(وحمة) لا تفارقهم مهما تقدّم بهم العمر .
فتجدهم حتى في أواخر عمرهم الكروي يقدّمون لمسات و يصنعون كرات
من لا يعرفهم أو من يشاهدهم لأوّل مرة يعتقد بأنهم ما زالوا في ريعان شبابهم .
و من هذه النّوعيّة بلا شك يبرز اسم الموهبة الخارقة يـوسـف الـثـنـيـان
شخصيا أعتبر هذا العبقري لم يأخذ حقّه كما يجب لا من إعلام ولا من جماهير و ربّما لأنّه ظهر
في زمن غير زمنه إطلاقا .
ففي وقت كان هذا العبقري ينثر سحره في الملاعب كان الإعلام ضعيف و مقتصر فقط على التلفزيون و الصحف .
بعكس هذا الزمن الذي أصبح يعج بالمصادر , فالمنتديات و المواقع الرياضية و القنوات الرياضية
بالإضافة إلى الصحف كلّها أصبحت عوامل مهمّة تساعد على انتشار اللاعب أكثر من أي وقت مضى .
أعود للأعجوبة أبو يعقوب و أقول حمدا لله على منحي شرف متابعة هذا العبقري منذ بداياته مع
زعيم نصف الأرض و سيّد أسياد آسيا نادي الهلال السعودي .
تخيّلوا معي لو أن لاعبا بحجم الثنيان قد وجد في هذا الزمن و أنا هنا أتحدّث عن القارّة الآسيوية
ما الذي كا يمكن أن يحدث و إلى أي نادي عالمي كان سيصل هذا النّجم .
أحيانا أفكّر بهذا الأمر من زاوية أخرى و بطريقة عكسية و أقول حمدا لله على عدم وجود هذا الظاهرة
في هذا الزّمن لأنّنا كعشّاق للهلال و للإعجاز الثنيّاني كنّا سنحرم من وجوده و مشاهدته في ملاعبنا
و الاكتفاء بمتابعة قنوات الجزيرة الرياضيّة أو أبو ظبي الرياضيّة لنشاهد السحر الثنيّاني و هو ينثر (بضم الياء)
في الملاعب و الدوريات الأوربيّة .
عندما أصنف لاعبين كرة القدم في قارّة آسيا أو قارّة الهلال لدرجات حسب قوتهم فنيّا فأنا أصنّفهم على النحو التالي :
- جيد
- جيد جدا
- ممتاز
- مبدع
- ملهم
- ساحر
- يوسف الثنيان
فأجد السّحر الثنيّاني دائما في أعلى مراتب التصنيف و إن وصل إليه أي لاعب (لم يصل أحد بعد)
في هذا الزمن سيكون بلا شك أول لاعب سعودي يحترف بريال مدريد أو برشلونة أو مانشيستر أو ميلان أو .....
و لكن للأسف أقولها و بكل ضمير مرتاح , لا يوجد هناك موهبة في القارّة الآسيويّة كما هي موهبة الثنيّان
و أعتقد لن يأتي على المدى القريب من يشبهه أو يجاريه في موهبته الفذّة .
شكرا عبالله صالح لأنّك جعلتنا نشاهد السحر الثنياني مرة أخرى في ملاعبنا .
شكرا لاين سبورت لأنّك جعلتي أبو يعقوب يخرج قليلا من سحره في استديوهاتك .
شكرا لكل هلالي أنصف يوسف الثنيّان و أعطاه حقّه كما ينبغي (وهم قلّة)!! .
ختاما أقدّم لكم السّبب الرئيسي في كتابة هذا الموضوع
و شاهدوا ماذا فعل في الدقيقة 3:50 من المقطع لتعلموا ما الذي كنت أقصده بكلمة (موهبة)
YouTube - ملخص مشاركة يوسف الثنيان في اعتزال عبد الله صالح و لأنّني لا أجد من يشارك الثنيّان بالمتعة و الإعجاز فسأقول كما قال رئيس النادي الجار على فريقه
يــــوســــف الــــثــــنــــيــــان (صـديـق نـفـسـه) إلى أن يرزقنا الله بثنيانا آخر .