الأخوة الزعماء الكرااااام . .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .

كثر في الأونة الأخيرة الحديث عن دقيقة الصمت أو دقيقة الحداد في حال وفاة لاعب أو حصول كارثة في بلدا" ما بغض النظر عن الدين الرسمي لهذا البلد .

ما يهمنا هنا هو ديننا الإسلامي العظيم وهل دقيقة الصمت أو الحداد مخالفة للشريعة الإسلامية أم لا ؟

- الدين الأسلامي دين رحمة يقول المولى عز وجل ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )وأيضا" يدعو إلى التسامح واللين والرفق والمعاملة الطيبة والدعوة بالحسنى يقول الله تعالى ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيلة وهو أعلم بالمهتدين ).

- عندما بعث رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام بهذا الدين العظيم وجد عند العرب بعض العادات الطيبة مثل ( إكرام الضيف - حماية الجار - الوفاء بالعهد ) ووجد أيضا" بعض العادات السيئة عندهم مثل ( وأد البنات -حرمان المرأة من الميراث - عدم الوفاء بالعهود والمواثيق - شرب الخمر ) وغيرها .

فما هو موقف الإسلام والرسول الكريم من هذه العادات ؟

نجد أن الرسول عليه الصلاة والسلام أكد على العادات الطيبة والحسنة بل أصبح من يفعلها ويقوم بها له أجر عظيم من الله عز وجل , وبالنسبة للعادات السيئة فقد حذر منها ومن أرتكابها ونهى المسلمين عنها ومن يفعلها فله الجزاء والعقاب من الله عز وجل .

-شهد الرسول عليه الصلاة والسلام في الجاهلية مايسمى ( حلف الفضول ) وهو حلف يدعو إلى نصرة المظلوم ورد مظلمته والإقتصاص له من الظالم مهما كانت منزلته وقد قال عنه عليه الصلاة والسلام بعد البعثة وتمكن الإسلام ما يلي ( لقد شهدت في دار عبدالله بن جدعان حلفا ما أحب أن لي به حمر النعم ولو أدعى به في الإسلام لأجبت )

هنا يتبن لنا مدى سماحة الإسلام وتأكيده على الفضائل والصفات والعادات التي تزيد من روابط المجتمعات حتى لو كانت هذه العادات الطيبة في العصر الجاهلي .

- موقف الرسول عليه الصلاة والسلام من جنازة اليهودي : وقف عليه الصلاة والسلام حين مرت من أمامه جنازة يهودي , فقال له الصحابة رضوان الله عليهم جميعا" : يارسول الله إنها جنازة يهودي ؟ فقال لهم عليه الصلاة والسلام : أليست نفسا" . فهنا نلاحظ عظمة رسولنا الكريم وإنسانيته وإحترامه لهذه الجنازة وأدميتها .

- موقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع العجوز اليهودي : قام الفاروق رضي الله عنه بأخذ هذا الشيخ اليهودي وأمر صاحب بيت مال المسلمين بأن يفرض له معاشا" خاصا" بعد أن تقدمت به السن وقال رضي الله عنه : لقد أخذنا منه شبابه وبعد أن أصبح شيخا" يجب أن نرعاه ونقدم له ما يقيه ذل السؤال .

أيضا" هنا يظهر لنا مدى سماحة مبادىء تعاليم الدين الإسلامي العظيم الذي يحرص على حفظ وكرامة النفس البشرية وإحترام الجانب الإنساني مهما كان دين هذا الشخص .

بعد هذه المقدمة التي ظهر لنا فيها مدى حرص الدين الإسلامي ورسولنا الكريم وصحابته العظام رضي الله عنهم جميعا" على الجانب الإنساني وكرامة البشرية وصيانة الآدمية يتضح أن الوقوف كدقيقة صمت أو حداد تبين لغير المسلمين مدى حرص الإسلام على الجانب الأنساني وأنه دين رحمة وعطف ليس للأنسان وحسب بل حتى للحيوانات ومدى الأجر العظيم لمن يقوم بهذا الأمر كما بين لنا الرسول عليه الصلاة والسلام عن الاجر العظيم للرجل الذي أسقى الكلب الذي وجده يلهث من العطش أو العذاب الذي لحق بالمرأة التي حبست القطة ولم تطعمها ولم تتركها تأكل من خشاش الارض .


اذا" : الوقوف دقيقة صمت تبين رحمة الشخص المسلم ورفقه وعطفه على الغير وإحترامه للإنسان مهما كانت ديانته بل هي باب من أبواب الدعوة للدين الإسلامي والعكس صحيح فقد يتهم الغرب وأعداء الإسلام الدين الإسلامي بعدم الإنسانية والرحمة في حال عدم الأهتمام بالجانب الإنساني والوقوف مع الغير عند وفاة لاعب أو حدوث كارثة" ما .


- طبعا" العلماء سواء في السعودية أو في بلدان العالم الإسلامي الاخرى ليس رايهم واحدا" في هذه المسالة فالبعض لايرى فيها شيئا" والبعض الأخر حكم على القضية دون أن يدرسها من جميع الجوانب .

- أنا العبد الفقير أرى أن لها أثر طيب في نفوس الأجانب وتبين لهم مدى رحمة ديننا العظيم وقد تكون سببا" من أسباب هداية الغير مسلمين أو قد تنفرهم من الدين الإسلامي وهي من العادات الطيبة التي يقف فيها الإنسان مع الغير وتبين تعاطفه ورحمته لمن تعرض لأي مكروه دون المساس بالعقيدة الأسلامية .

هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين إلى يوم الدين .