أهلا أهلا بكِ أستاذة نورة ...
سعداء حدَّ تجسّد الفرح ورفرفته كطيفٍ ساحر .. أهلا وسهلا يا صمت الرماد، تشرفت بحضورك
لديّ عدد من الأسئلة التي أتمنى أن تثري هذا الحوار أكثر , وأن لايثقل هذا عليك .. إذ لن نستيقظ كلّ صباحٍ على حدثٍ مهم كتواجدك بيننا .. وإن كان في هذا بالغ البهجة . أسئلتك جميلة ورائعة وتدل على ثقافتك وسعة متابعتك للساحة الأدبية، شكرًا جزيلا لهذا الحضور الراقي
المحور الأول :
أستاذة نورة .. ماذا عن صحّة ارتفاع سقف الحرية وتزحزح الخط الأحمر - ولو قليلا - في الصحافة السعودية .. هل ترين هذا ملحوظًا ؟ وهل هذا ماننشده أولاً إذا أردنا تحديد مفهوم الحرية، فلن نصل إلى مفهوم واحد نتفق عليه جميعًا
وذلك لاختلاف الثقافات بين الأفراد والمجتمعات، فما يمكن أن نراه متجاوزًا لطوق الحرية، قد يراه الآخرون دون مستوى الحرية!!
أما بالنسبة لصحافتنا فمفهوم الحرية مفهوم مطاطي، بحيث يتسع متى ما شاءت السلطة الحاكمة، ويضيق أيضا متى ما شاءت!
ومن خلال تجربتي مع الصحافة أقول وبكل صدق لا توجد مساحة لحرية الرأي الآخر، بل يوجد قمع ومنع ورفض لكل ما يمكن أن يتضارب مع مصالح مسؤول أو سلطة عليا، مهما لو كان ذلك الرأي بعيدًا عن السياسة والأمور الحساسة التي تمس أمن الدولة، فما هذا الجشع والطمع الذي نشهده، وما هذا الإهمال والتسيب، والفساد إلا نتيجة لقتل حرية الأقلام التي تهتم بمصالح الشعب.
وباختصار يمكن القول أن الحرية التي يظنها بعض الناس حرية، هي حرية موجهة مدروسة ومؤقتة وهادفة للنيل من فئة معينة أو للترويج لرأي معين أو لبث أفكار محددة بين الناس! مع تزاحم المشاكل الاجتماعية وكيف أنها تكبر ككرة ثلج ضخمة هل تعاملت الصحافة السعودية مع هذه المستجدات كما ينبغي ؟
للأسف صحافتنا صحافة حوادث وأخبار منقولة، لم تشهد صحافتنا منذ نشأتها تبني قضية اجتماعية بكل شفافية، فهي لا تمنح الفرصة للكتاب ولا تعطيهم المساحة الكافية من حرية الرأي للإصلاح، لذا ستكبر وتكبر ولا حل إلا بمنح الكاتب الحرية والأمان والثقة وتقدير إحساسه بالمسؤولية، فالكاتب حين يكتب عن مشكلة اجتماعية يكتب وهو يشعر بالمسؤولية تجاه أبناء المجتمع الذي يعيش فيه، أما أن تُمنع المقالات من النشر أو تبتر بحيث تفقد قيمتها وهدفها فلا فائدة حينئذ، ونتيجة لهذا نجد كثير من الأقلام أصبحت تكتب أي كلام لمجرد ملء العمود!!
وآخر مايتعلق بهذا المحور :
أودّ أن أسأل عن مدى تفاعل المسؤول مع ماتكتبة المرأة ؟ لست أدري من تقصد بالمسؤول؟ وإذا كنت تقصد المسؤول في المؤسسات الحكومية وغيرها، فلا شك أن هناك أحيانا تفاعل، وأحيانا تجاهل قد تكون إيجابية وقد تكون سلبية!
المحور الثاني :
الأستاذة نورة .. الشاعرة .. ماذا تقدّم هيَ وبقيّة الأديبات للفتيات الموهوبات اللاتي ينشدن عرّابًا - ربما - لكن المؤكد أنهنّ بحاجة لمن يعاونهنّ لمواجهة الصدامات العديدة التي ستتلقفهنّ مع كل خطوة للأمام ؟ عني لم أبخل يوما على أحد بما أعرف، أوبتقديم المساعدة لأحد سواء كان شاعر أو شاعرة، أو كاتبا أو كاتبة!
الأندية الأدبية لدينا متفاوتة الفاعلية ..
لكن الأسماء القديمة مازالت متشبثة بأماكنها ..
مازالت الرؤى القديمة تحيط بمبانيها القديمة ,, وتحجب مرور الكثير من المواهب الحقيقية الغضّة .
كيف ترين ذلك ؟؟ ربما ما لدى الأسماء القديمة أفضل بكثير مما لدى الأسماء الجديدة!
الأندية الأدبية فاشلة بما تحمله هذه الكلمة من معنى!
فأي جهد يبقى حبيس الأدراج لا فائدة منه، وأي نادي لا يقبل عليه الجمهور لا فائدة منه، وهذا حال أنديتنا الأدبية للأسف! فهي لا تسهم في نشر الثقافة، ولا تعلن عن فعالياتها بشكل جيد، ولو زرت أي نادي أدبي لوجدت الحاضرين فيه هم أعضاء النادي!!
________
أعلم أنني استرسلت كثيرا ..
لكن كما قلتُ في بادئ الأمر ..
لن نستيقظ كل صباح .. بجَمال تواجد حدث مهم كتواجدك بيننا .
شكرا لك من قبل ومن بعد شكرا جزيلا لك |