مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #20  
قديم 10/10/2008, 09:56 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ هلالي من ارض اليمن
هلالي من ارض اليمن هلالي من ارض اليمن غير متواجد حالياً
مشرف منتدى المجلس العام
تاريخ التسجيل: 02/08/2005
المكان: بين الحلم والأسوار !
مشاركات: 13,589
جرحرح ... هذه بدل جرح يشتكي

حياك الله اخي العزيز محمد ... وتحية طيبة

يبدو ان هنالك من انضم مؤخرا الى قائمة الشياب ( سجل اسمك لدى فياض )




المدرسة من اجمل الذكريات ومن فترة طويلة الى فترة اخرى اطول منها أحن الى المرور بجوار المدارس التي سطرت فيها ذكرياتي ... لسان حالي كما قال محمود درويش ( يرحمه الله ) : أحن الى مدرستي !! أعتقد انه قال : أحن الى خبز أمي


اتذكر اول يوم لي بالمدرسة ... جميل ان ذاكرتي لم يصبها العطب

ايقظني الوالد والوالده الله يحفظهما .. ويبدو انهما لم يفوتا فرصة الحدث التاريخي وباكورة ابنائهما يخط الخطوات الأولى نحو المدرسة ... هكذا وجدت نفسي من يد الى أخرى الى ان اصبحت جاهزا بعد معركة تاريخية مع " الفطور " والتي لا زالت هذه المعركة تصاحبني حتى اللحظة بعد مضي عدة عقود

كانت المدرسة بجوار المنزل .. وهكذا اتخذ والدي يحفظه ربي قراره التاريخي وهي كثيرة في حقي ان اذهب منفردا الى المدرسة

الوالدة تستنكر .. الوالد يحسم الأمر ويضع الشنطة على كتفي ويقول لي : توكل على الله

نفذت التعليمات وخرجت الى الشارع .. كان اول يوم اجد نفسي بالشارع وحيدا هكذا سرت اتبع طوابير الطلاب المتجهه الى المدرسة الى ان وصلت لبابها وتوقفت قليلا فقد شعرت بالرهبه وأخذت اجول بناظري ارجاء المكان ...

كان في الجهة المقابله من الباب مجموعة من المدرسين يجلسون على كراسي منفردة يتبادلون الحديث هكذا وجدت احدهم قد قام من كرسيه لأتوجه اليه مباشرة وأحتل مكانه الشاغر كان منظر جميل ان أبدأ حياتي وانا يحيط بي المدرسين المدهوشين من حولي

بدأت طوابير الصباح ولم أكن اعرف ماذا افعل وقد قرأ أحد المدرسين علامات الحيرة في وجهي وقال لي : في اي فصل انت ؟

قلت له وانا لا اعرف ماذا يعني فصل : انا أتيت الى المدرسة

اتذكر انه ضحك بأجابتي القطعية الحاسمة .. أخذني من يدي وتوجه بي الى احد الطوابير ثم سألني عن اسمي وتوجه الى احد المدرسين ولديه قائمه ثم عاد ليضع بطاقة تعريفية في جيبي لكي اجد بعد ذلك والدي وعمي بجواري وكلاهما يبتسم بسعادة بالغة ... هكذا كانت البداية ،،،


سألت والدي الحبيب بعد سنوات طويلة بل وانا في الجامعه وقلت له : لماذا فعلت ذلك ؟ اجابني وهو يبتسم بابتسامته الحانيه قائلا : كنت استمتع بردود فعلك وانت طفل صغير كما لا زلت استمتع بها حتى الآن ... قال : لقد تابعتك منذ خروجك الى ان اتى المدرس يضع لك البطاقة كما لا زلت افعل ذلك حتى الآن وانت تظن أنك تعمل منفردا

يحفظك ربي يا والدي فقد عشت سنوات عديدة وانا اشعر ان هناك من يراقبني عن بعد


محمد الغالي .. الله يعطيك العافيه ويحفظك لك والدك وجميع من تحب

شكرا ان منحتنا مساحة للذكريات الأولى

والله يعطيك العافية
اضافة رد مع اقتباس