الـحُـلـمُ الـخـامـس ، ومـحـمـد نـور !
    تفاوتت مُشاركاتُ مُنتخبنا السّعوديّ في بطولات كأس العَالم ما بين الإيجابيّة 
 والسّلبيّة ، ففي الوقت الذي أبهر فيه صقور آسيا العَالم صيف عام 1994 م
 بأمريكا ، كان التّواضع سمة المُشاركة التّالية في فرنسا ، لتحدث الإنتكاسة
 بعد ذلك في شرق آسيا في العَامِ 2002 م ، ولتؤكد مُشاركة المانيا عام
 2006 م بأننا لا نزال في القاع ، ولم نتحسن للأفضل !
 بحث المسئولين عن الأسبابٍ ، وحاولوا مُعالجة الأخطاء ، وتكاتفوا لبناء 
 مُنتخب شاب ، فأبعدت أسماء ، وحضرت أخرى ، والكُل يُشّخص الخلل
 من وجهة نظره فالتّأهل لم يكن صعباً على السّعوديين في البطولتين 
 السّابقتين ، بل الصّعوبة كانت تكمن بكيفية الخروج من كأس العالم
 بأداء جميل !
 والآن وقد بدأنا معركة التّأهل لجنوب افريقيا ، بدأ علي دائي هجومه مُبكراً 
 علينا فأعلن بأنهُ سيهزم السّعوديين في عاصمتهُم الرّياض ، ولتأتي مُباراة
 القمة وأنا هائماً على وجهي في شوارع الرّياض المُزدحمه ، ولساني 
 حالي يقول : هذا وبعضهم بالملعب ، والبقيّة الآخرى عند التّلفزيونات !
 عندما كان المُبدع فارس عوض يُردد مع هدف الحارثي: بأن السّعوديّة 
 جابت ولد ، كُنتُ حينها غافلاً ، ولم أعلم بتلكَ الأحداث ، ليُهاتفني صديقي 
 ويُبشرني بهدف الجارح ، لأطمئن بعدها بعد أن أراحني من ناحية المستوى
 بأنهُ عال العال ، واستمريت على اتصال معهُ حتّى صعقني بأن ايران 
 سجلت التّعادل وكنتُ حينها مُتخطياً نقطة صلبوخ مُتجهاً لحائل ، فأيقنت
 أن هُناكَ خلل .
 تابعتُ اللّقاء مُسجلاً ، ولفتَ نظريّ توتر علي دائي ، وتأكدتُ بعدها بأن 
 السّعوديّة تحتاج إلى قائداً في وسط الملعب ، وزاد لقاء الإمارات من 
 قناعاتي بأن وسط الملعب يحتاجُ إلى لاعب قائد ، فطالما كان هذا القائد 
 مُتواجداً وعبرَ سوانت خلت ، ففي التّسعينات الميلاديّة كُنا نملك قائدين 
 فكان يوسف الثّنيان ، وخالد مسعد علامات فارقة لدينا .
 وأما الآن فاعتزل الثّنيان ، ورحل المسعد ، ولم يبقى لدينا أحد يقوم بهذه
 المُمهة سوى نور الكُرة السّعودية ( محمد نور ) ذلك المَاهر في وسط
 الملعب ، فإن أردتهُ صانعاً للعب كان كذلك ، وإن أردتموه هدافاً فسيحضر
 في الوقت المُناسب ، وليُصبح نور ومع مرور الوقت مطلباً شعبياً يُنادي به
 الجميع ، ولنترك نور قليلاً ولنعود للقمةِ الخليجية السّعوديّة والإمارات .
 ففيها خرجنا من عُنقٍ الزّجاجة وبمهارات لاعبين رائعين ، ففي طيلة لقاء
 كامل لم يستطع المُنتخب السّعودي من صناعة فُرصاً خطرة ، ولم يتمكن من 
 التّحكم بمنطقة المُناورة ، حتّى خرج المتواضع محمد الشّلهوب ، ودخل 
 المُبدع احمد الفريدي ، وبعدها حدث الفارق من الفريدي نفسهُ الذي أحتاجَ
 إلى مهارته كما هو الحال مع السّاحر عطيف ، ليقلبا الطّاولة على المُنتخب
 الإماراتي ، ولا زلنا نُردد إلى متى سيُكابرون ، ومتى سيعون ؟
 صرّح الأمير سُلطان في برنامج في المرمى بأنهُ لو كان مُدرباً للمُنتخبٍ 
 السّعودي لاستدعى محمد نور ليكون مع المُنتخب الوطني ، وأعلن الأمير 
 نواف بن محمد في برنامج فوانيس بأنه لو كان يملكُ من الأمر شيئاً فسيعمل
 على استدعاء محمد نور ، والمُنتشري ، ويؤكد جُل كُتاب الصّحف يومياً 
 بأن نور ورقة هامة لتحقيق الحُلم الخامس ، وأما أنا فأجزم بأن نور 
 رجل مرحلة هامة في تاريخ الكُرة السّعوديّة ، وهو الرقم الصعب في 
 تاريخ الكُرة السّعودية في الأعوام العشرة الماضيّة .
 وأما مدني رحيمي فأعلن بأن السّبب في عدم استدعاء محمد نور قد يكون 
 لكونهِ غير سعودي ، قالها مُتهكماً منهُم ، ومُتعجباً في الوقتٍ نفسه من 
 عدم ضمه ، كونه فنياً مُمتاز ويستحق المُنتخب ، إلاّ إن كانوا 
 يرونه - المسئولون - غير سعودي ، ومن أجلِ ذلك فليقنعونا 
 بمقولة أخرى غير تلكَ النفيّة التي يرونها ! 
 ويبقى حالياً مُنتخبنا الوطني بوضع نُقطي مُميّز ، وأدى تعادل الكوريتان إلى
 أن نكون كذلك ، وأملي بمُنتخبنا كبير في التّأهل للمونديال الأفريقي بنور
 أو بدونهِ ، وبالتّوفيق لصقورنا الخُضر .
   يستاهل التثبيت 