| النمر المقنع :
هذا الموضوع للكاتب الجزائري احمد عبدالكريم .... حرصا مني لتذويدكم بشيء الناس تتكلم عنه في المجالس وغيره وهو موضوع فلسفه الالوان .. ففي هذا المنوال سوف الخص ماذكره الكاتب في نطاق القران والشعر ..
يقول الكاتب:
( ان حضور الالوان في الحياه الانسانيه امر بالغ الاهميه، ذلك انهــأ تضفي علي الاشيــــــــــــــاء جمالا وسحرا ،
لقد طالت الالوان كل مناحي حياتنا المعاصره وتحولت الي وسيله اغراء واثارهز
ان الله يزين الثمر والجبال والناس والدواب بلالوان المختلفه وفيهمــــأ ما يدعو الي التامل الحق ، والرؤيه ببصر العين و بصيره القلب والعقل ، فاذا حدث ذلك ادي الي الاعتبار والخشيه الواعيه
قال تعالى ( ومن اياته خلق السموات والارض واختلاف السنتكم والوانكم ) (الروم22)
اللون الجميل يبعث علي البهجه والسرور
ومما يدعو الى الاعتبار والعظمه البالغه، اختلاف الوان العسل رغم صدوره عن النحل الواحد في جنسه ، قال تعالى ( ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونهـا شراب مختلف الوانه فيه شفاء للناس ان في ذلك لايه لقوم يتفكرون (النحل/13)، ذلك مدخل من مداخل الايملن ، الداله علي عظيم القدره ، وجليل الحكمه الالهيه.
وفيما يلي نعرض ، بايجاز لبعض معاني الالوان في الشعر و القران :
اللون الابيض:
يرتبط اللون الابيض ، في الثقافه العربيه بالطهر والبراءه ، وهو لون مصاحب للنور والصفاء لذلك فقد استعمل علي معان كثيره منها الطهاره والنقاء من الادناس المعنويه والي ذلك يشير قول زهير بن ابي سلمي :
وابيض فياض يداه غمامة
علي معتفيه ماتغب فواضله
ولذلك كانوا يقولون ((لفلان عندي يد بيضاء)) او يقولون لمن يخصل خصله حميده ((بيضت وجوهنـا)) والي ذلك القول المح الاخطل في قوله :
رايت بياضا في سواد كانه
بياض العطايا في سواد المطالب
واحيانا اخري ، كانوا يريدون بالبياض طلاله الوجه وبشره وقد جعل الله تعالى البياض علامه على حسن المصير في الاخره ، قال تعالي (( يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فاما الذين اسودت وجوههم اكفرتم بعد ايمانكمفذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون * واما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمه الله هم فيها خالدون )) (ال عمران 106 & 107)
يقول حسان بن ثابت:
بيض الوجوه كريمه احسابهم
شم الانوف من الطراز الاولز
وكما عبر القران الكريم عن ذهاب البصر بابيضاض العين، في تصويره لمحنه يعقوب عليه السلام ارق تصوير في قوله تعالى (( وتولى عنهم وقال ياسفي علي يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم )) ( يوسف 84)
دون ان يقول عميت عيناه ، والحزن سبب البكاء الكثير ، الذي هو سبب ابيضاض العينين وهذه الايه لون من الالوان البلاغه القرانيه المتناهيه امعانا في التصوير الفني و التعبير عن الحالات والانفعلات النفسيه بصور حسيه.
ولعل هذا هو مادفع باهل الاندلس، الي ان يجعلوا من الابيض رمزا للحزن وان يلبسوا الثيلب البيض ايام حدادهم وقد قال شاعرهم:
اذا كان البياض لباس حزن
باندلس فذاك من الصواب
الم ترني لبست بياض شيبي
لاني قد حزنت علي شبابي
| 