سلام من الرحمن موصول بالرحمه




صبـاحـكم / مسـائكم .. .. .. [ روســونــيري ] ... كـــ قــلبــي





عندما اجتمع الانكليز الثلاثة هيربرت كيلبن و دافيس و إليسون، في 16 ديسمبر 1899

لم يجتمعوا من اجل انشاء فريق كرة قدم وحسب .....

بل التحموا لانشاء حضارة عالمية

ستعرف لاحقاً بــ A C MILAN




نعم فريق قدم ابتدء الامر

كـ حال هانيبال

ذلك الفاتح العظيم الذي يأتي من خارج ايطاليا

ليفتحها

ويفتتح العالم انطلاق منها

مثلما اكتسح هانيبال العالم القديم


ها هو الميلان يعيد الكرة

لكنه هذه المرة يفتتح العالم الجديد


( الميلان ) بالنسبه لعشاقه ليس مجرد احدى عشر رجلا يركلون قطعة جلد مليئة بالهواء

بل هو هــوس لم يكلوا من اعتناقه


فــي كل مرة يـخرج القـوم متأهبين لغزو السان سيرو

كان هنالك دافع

والدافع هو حجر زاوية لبناء الحضارات

كانت بداية جديدة لبناء حضارة كادت ان تسقط

نــعم هو ليس مصدر فخر لميلانو فقط بل قبـلة تتباهى بها لومبارديا عن باقي الاقاليم ولسان حالها يقول:
[ هنا سيدكم احـتضنـه بين يدي , ادفعه حينً ليكون كبير اوروبا .
واجذبه احيانً اخرى لـكي يملئ عرشه في ميلانو , ]

لكن في ليلة الأحد لم تـكن مباراة ديربي وحسب

كانت موقعة اثبات ذات ( أكـون او لا أكـون )

هنا فقط في التسعين دقيقه سيكون الميلان على يقين هل يستحق ان يقاتل كل فرسان ايطاليا للظفر بعرش ايطاليا ام لا ,

لن اتحدث من ناحية فنية , لأن التحليل الفني له عرابوه الذين يفونه حقه , وانا لست احدهم


لكنني هنا اتحدث عن جنون مساء الاحد , مساء كان بـعيون الاخرين أمراُ معتاد . لكنه بعيون عشاق الميلانيستا أمرا أخراً . وبـعيني كان أشراقة مجد جديد

ليس لأننا كسبنا الأنتر , بل هو امر معتاد منذ أمد الدهر

رايته مجدً جديدً لأنني ايقنت ان ذلك الجنون الميلاني هو اول خطوة على الطريق الصحيح

في سلم الترتيب هي فقط ثلاث نقاط تقدمنا قليلا وتأخر المنافس

لكنها في بناء الروح عزيمة اضافية

الأنتر كان يلعب كرة قدم ,

لكن الميلان كان يصنع كرة قدم


بالأحرى :

جوزيه مورينهو كان يــَــدرس كرة القدم

وكارلوا انشيلوتي كان يــُــدرس كرة القدم

والفرق شاسع بين ان تــُـعلم او تــتـعلم









لاول مرة منذ سنين عجاف

ارى الميلان مكتملاً

ابحث عن خطأ للاعب ما فـيخيب ظني

لاعرف ان موقف انشيلوتي صعب جدا وهو يقول : أخرج من وأدخل من مكانه

رائيت بـاتو كـطفل يلهث فرحً بحثً عن هدية يقدمها للعراب في عيد ميلاده

رأيت كاكا مشتاق لأراقة دموع الأنتر وهو يدندن : لا جديد لا جديد سوى المزيد من المتعه فهل اردتم المزيد ؟


رائيت رونالدينهو وعينيه تفترقان : عين على السان سيرو وعين على الكامب نو ليقول : نعم هناك كانت بدايتي لكن نهايتي لم تكن هنالك كما حسبتم ,

رائيت سيدورف يرسل رسائل قصيرة جدا لفان باستن : أظننت حقا سوف تنكرني عندما أمرت بأبعادي . ها انا ذا في مكان لم تزل مشتاق اليه حتى الآن ,

رائيت قتوزو يعصي اوامر الألم والاصابة لان بينه وبين مورينهو كان هنالك ديربي اخر ,

رأئيت الكثير الكثير

لكن أجمل ما رائيته هي روح الميلان



THE GODFTHER سيلفيو برلسكوني كان يستعد لقضاء سهرة جميلة عشية عيد ميلاده وقبلها شحذ همم رجاله :

يا رجال اعطيتكم كل شيء فلا اريد منكم سوى هدية عيد مجيد .


في خضم الفرح لمحت انشيلوتي يحدث نفسه :

يا ايها العجوز الم تتعب بعد ؟
بلا تعبت لكنه الميلان الذي يستحق ان نتعب لأجله
اذن أخلد الى الراحة وأبتعد قليلا فالسيوف مسلطة على عنقك

هو ذاك منذ بدائت مع الميلان كانت السيوف مسلطة , لكنني اردها كل ما حسب القوم انني وهنت

انشيلوتي في تلك السهرة كان يـكرم التاريخ بدرس مـجاني لا ينساه من عايشوا ذلك التاريخ , واولهم المثير للجدل بتصريحاته مورينهو
لكن انشيلوتي كان في تلك الأمسية صانع للجدل بأفعاله





في نهاية الامر انفض الجمـع منصرفين وانطفئت الاضواء وهدئ الصخب في السان سيرو


ليبقى عجوزا تسعينيا يلتفت لحفيده ذو التسع سنوات : الم اقل فيما مضى

الميلان [ يـمـرض لـكـنه لا يـموت ]






مــانع الجربا
29 - 9 - 2008