بـعد الـعودة ، أود التـرحيب بـك أخي الـغالي ريـفالدو فـلسـطين وبـماسطَـرته يـداك فـي هـذا الـموضوع الـذي لامـسَ جـانباً مـن أميَـزِ إمـكانات الـبارسا .. ألا وهـو الـنوكامـب ..

مُـمتـعٌ جـداً ذلك الـحديث الـذي يأتي عـن الأبـطال ..
حـديثٌ عـن نـادٍ عـريق .. وعـن إنـجازاتٍ طَـرّزَت حتـى الـخيال ..

عـن نـادٍ عـانَـقَ بـتألقـه عـنان الـسماء .. وأروى بإبداعه كـلّ صـحراءٍ جـرداء ..
ضـمّ نـجوماً بـل نـُـخبةٌ لاتـرضى بـالقـليل .. وعـن التـألقِ والـروعة أبـداً لاتـميـل ..

[[ الــكـــامــب نــو ]]

كـان هـو المـسرح لـهذا الـسحر الأخـّـاذ .. والأرض الـخصبـة لـزرع كـلّ إنـجـاز ..
وكـغيـره مـن الـملاعب الـتي تُـمتـع الـنظر .. كـان لعُـنصـرٍ مُـهم مـكاناً شـاسعاً فـي أذهـاننا ..
ألا وهـو إلـى مـن يـنتـمي هـذا الـصـرح .. الـصرح الـشامخ ..

مـا مـنـَحَ هـذه الـدُرّة رونـقـها الـفـريـد .. هـو عـقـدُ الـنجوم الـذي الـتفّ حـولـهـا ..
كتـشـييدٍ رائـع .. وتـصميم جـميل .. يُـعـدّّ الـنوكامب مـلعبـاً وبـناءاً فـريداً ..
ولـكن مـامنـحه مـزيداً مـن الـخصوصيـّة والتـميّـز عـن غـيره .. مـا ذّكـرتُـه سـابقـاً .. وزن الـبارسا وثـقله ..

كـم مـن نـجمٍ بـارزٍ وطأت قـدماه هـذا الـصرح .. وكـم مـن مـرّة هـتـفت جـماهـير الـبارسا فـرحاً لـنصرٍ مـا ..
وهـذا الأمـر يـقودنـا إجـباراً إلى الـحديث عـن أولـئك المُـتعطّـشيـن لـعشق بـرشلـونة ..
أولـئك الـذين لايـرتـَوون أبـداً مـن مـنهل هـذا الـفريق .. فـبعدَ كـلِّ مـوسمٍ هـم يـعشقـونه أكـثر فـأكثـر ..

دوافـعٌ عـدّة تـلك التـي تُـجبر الـحشود الـهائلـة للـوقوف خـلفَ فـريقها الـرائع .. بـرشـلونة ..
أهـمها وأبـرزها ذلك الـعشق الـذي زاحـمَ الـدم فـي شـراييـنهم ..
وبـنظرةٍ بـسيطة للـحضور فـي لـقاءات الـبارسا سـتتّـضح الـصورة ..

وإن كـنا نـقفُ كـثيـراً أمـام غـياب الـبارسا عـن سـاحة الـبطولات .. ونتـأمّل كـيفَ لـهذا الـوضع أن يـحدث ..
ولـكن تـبقى الـقناعة بأن بـرشلونة عـائدٍ [ والله وحده أعلـم ] لامـحاله إلى مـوقـعه الـطبيـعي ..

إقتباس سنذكر بعضاً من الإضطهادات التي تخص ملاعبنا , و لن نذكر بقية الجوانب السوداء من تــاريخ الحكومة المتوشحة بالبياض ..

يـبقـى لـرأيـك الـغالي اخـوي ريفالدو فلسطين تـقديـره وإحتـرامه الـكامل لـديّ ..
ولـكن لـيَ تـعليقٌ بـسيط عـلى هـذه الـنقطـة ..
أنا عـلى قـناعة تـامّـة بـماحدث فـي تـلك الـفترة وخـصوصاً مـن الـمدعو فـرانكو والـذي عـاثَ بـالأرضِ فـساداً .. وكـما تـعلم هُـوَ لايـقل شـرّاً وإنـحرافاً عـقـلـياً عـن هـتلـر ومـوسوليـني .. رغـم بـعض الإختـلافات فـي بـعض الجـوانب ..
لـن أقـول بأن هـذه التـواريخ التـي تـفضـلتَ بـطرحـها أخي الـكريم تـعود إلى مـا قـبلَ وفـاة الـطاغـية فـرانكـو حـيث كـانت وفـاته إن لـم أكن مُـخطئـاً فـي عـام 73 .. لـن أقـول ذلك .. لأننـي عـلى عـلمٍ تـامٍ بأن الـمسألـة لاتـقفُ عـلى ذلك فـقط .. أعـني أنه قـد يـكون حـدثَ غـيرها الـكثير بـل وفـي أوقـاتٍ مُـختـلفة ..
ولـكن كـما تـعلم أخـي الـكريم وأجـزِمُ أنه لايـخفاك هـذا الأمـر لعِـلمي وثـقتـي بإطّـلاعـك ورقـيّ تـفكـيرك .. أن إقـليم كـاتـلونـيا يـبحـثُ عـن الإنـفصال عـن إسـبانيا ويُـشكّـل هـذا الأمـر تهديداً لـسُلطـة الـدولة ونـفوذهـا ، عـلى الأقـل عـلى مـستوى السُـلطة .. نـعم ، نـعلم جـميعاً ببـعض الأحـداث التـي قـد تـجعل الـشخص يـحمِل مـايكفـي مـن الـكره لـحكومة إسـبانيا ..
فـي زمـن الـدكتـاتوريّـة الـسوداء ويُـعدّ وقـت فـرانكو أحـدها.. لاشـكّ أنه وبـعدوانـيته بـحثَ عـن إزالـة أي عـائقٍ فـي طـريقـه وطـريق سُـلـطتـه ونُـفوذه .. وإقـليم كـاتالـونيا قـد يُـعدّ حـجَرةً فـي الطـريق بالنـسبة إلـيهم .. وصـدقنـي لـستُ أقف مـع تـصرفاته الـرعناء بـل هـو أشـبه بـطفـلٍ وُضِـعت فـي يـده بـندقـيّـة ..
لاحـظ أننـي أقـول فـي ذلك الـوقت .. حـيثُ لـم يـكن للـناس إطّـلاعـهم فـي الـسياسة وعِـلمُهم بـما يـحدثُ خـلف الـكوالـيس عـلى الأقـل مـثل الـوقت الـحالي .. وهـذا أحد الأمـور التـي لابـدّ مـن عـدّهـا وحُـسبانـها .. فـي ذلك الـوقت كـانت الأفـعال والتـصرّفـات الـغير عـادلة تـحدث وبـكثرة حـتى خـارج عـالم كـرة الـقدم .. فـي أي دولـة مـن الـمؤكد أنـك سـتجد ذلك .. وإذا كـانت إسـبانيا حـديثنا فـيجب أن لانـقفُ عـند كـرة الـقدم فـقد حـدثت إضطـهادات عـدّة مـع الأسـف .. وهـذا هـو الـفارق أخـي الـكريم ..
مـا أعنـيه يـالغالي هـل نُـقارن ذلك الـوقت بـوقتنا الـحالي .. وهـل نـعتبره مِقـياساً حـقيقيـاً للإنطـلاق بأحـكامنـا وإطـلاقـها ..

سأعـطيك أحـد أقـرب الأمـثلة وهـو مـاحدث فـي إحدى مـباريات الـريال والـبارسا الأخـيرة فـي الـنوكامب حـينما .. دخـل اثـنان مـن الـجماهير وأحـكمـا تـكبـيل أنـفسـهما فـي قـائميّ الـمرمى وهـما يـحملان عـلم الإقـليم إيـضاحاً للـمُطالبـة بالإنـفصال .. وإن لـم تـخني الـذاكرة فإن الـحضور لـهذه الـمناسبة كـان غـفيراً وأعـني أعـيان الـشخصـيات وكـبارهم حـيثُ ذكـر الـمعلق إحدى الـمناسبات التـي سـتقام فـي بـرشلونة وإن لم أكن مُـخطئاً فـهي إجتـماعٌ أوروبـي لـشئٍ مـا أشـبه بـالقمّـة الأوروبـية .. وبـالتـالي ، بـرأيـك اخـوي الـغالي جـداً ريـفالدو فـلسـطين .. مـاذا لـو حدث هـذا الأمر فـي زمـن فـرانكو مـثلاً .. هـل سـتكون ردّة الـفعل هـي نــفـسها مـن الـوقت الـحالي .. لا أظن ذلك أبـداً .. فالآن أصـبحت مُـعظم الأمـور واضـحة .. ولـن أقـول جُـلّـها ..

أتـمنى مـن كـل قـلبي أخـي الـكريـم أن لاتـرى فـي هـذه الـنقطة تـشكيـكاً فـي كـلامك أو هـزّاً لأسـاسه .. لا والله .. ولـكن رغـبت فـي إيـضاح أحد الـجوانب .. خـصوصاً بـعد أن اُعـييَ الإعـياء نـفسـه مـن رمـي بـعض التـهم جـزافاً عـلى كـاهل الـغير .. والأمـثلة كـثيرة .. ولا أودّ التـطرّق إلى أحدهـا رغـم وفـرتـها .. فـجميعـنا يـعلم الـرأي الـقويم والـسليـم مـثـلاً حـول إيـقاف سـافيولا قـبل لـقاء الـريال وبـرشلونة الأخـير .. حـيث أبى الـبعض إلا أن يـرمي بـها عـلى عـاتق الـريال .. كـفريقٍ للـحكومـة !!

ولـكن مـاذنـْبُ إبـداع نـجم الـنجوم زيـدان .. و التـألق الـدائم لـرونـالدو ..
والـظهـور الـرائع جـداً لـراؤول .. وإعـتلاء الـقـمم لـروبرتو كـارلوس ..
وقـتاليـة مـاكلـيلي .. و روح ايـلقـيرا .. وبـروز كـاسياس ..

صـدقنـي لـستُ أقـف مُـعاديـاً لـبرشـلونة .. ولا كـارهاً لـه .. بـل أقـرب مـا أكـون إلى أحد مُـعجبـيه .. ولـكن ذلك لـن يـمنعـني مـن قـول الـحق .. تـماماً كـما لـم يـمنعـني مـن طـرقِ بـاب الـحقيقـة حتـى لو كـانت ضـدّ الـريال ونـجومـه ..

وأخـيراً ولـيسَ آخـراً .. أعـلمُ جـيّداً طـبيـعة آرائـك والتـي تـصفُ لـنا إلى أيّ مـدى وصـل رقـيّ طـرحك .. حتـى لـو كـانت هـذه الـمواضـيع تـصفُ وتـنثر الـميدح لـخصمك اللـدود الـريال .. إلا أنـك دائـماً تُـتحفـنا بـردودٍ ومـواضـيعَ جـميـلة تُـجبر الـشخص عـلى إحتـرام طـرحك .. ومـن هـذا الـمنطلق .. حـديثي اللـذي ذكـرتُ فـيه بـعض الآراء الـظالمة للـريال .. بـالتأكـيد لايـشمل الـجميع .. دون أدنـى شـك ..

أعـتذر عـلى الإطـالة .. وأشـكرك عـلى طـرحك المُـتـميّـز ومـازلـنا مُـتعطـشيـن لأكـثر مـن ذلك أيـها الـرائع .. فـلا تـحرمنـا أخي الـكريم ..
تـحياتي لك ..