مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 23/07/2003, 08:27 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ المختـار
المختـار المختـار غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 06/03/2002
المكان: الرياض
مشاركات: 1,934
Smile هيا معاً إلى حوار هادف

[ALIGN=CENTER]الحوار الهادف : [/ALIGN]

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على ـ من علمنا إذا اختلفنا كيف نختلف و كيف نجعل من اختلافنا دعامة وسُلماً يزيدنا علوّاً ورفعةً بين الأمم ـ نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا ....... وبعد :

إن ما نراه ونسمعه هذه الأيام من أخذ ورد في بعض القضايا ( وما نشاهده من تجريح وتقريع بييننا لمجرد اختلاف وجهات النظر ) ليستوجب علينا أن نعيد النظر في طريقتنا في الحوار ، والحمد لله الذي جعلنا مسلمين ويسّر لنا القدوة التي تدلنا إذا خالفنا .

وبسم الله نبدأ فنقول :

أن الغالب في حواراتنا هنا في المنتدى تتبع خطوات دون أن ننتبه لتسلسل هذه الخطوات فتكون بهذا الشكل :


@ يبدأ الحوار باستعراض الموضوع وطرح الآراء .
@ ثم يقوم كل محاور بمحاولة إثبات رأيه .
@ ثم يتشدد في ذلك ويحالول أن يجعل رأيه هو الصحيح دوناً عن بقية الآراء .
@ يحتدم النقاش فيلتفت المتحاورين أو بعضهم إلى انتقاص الرأي المخالف .
@ ثم يتجاوزون ذلك إلى انتقاص ( شخص ) صاحب الرأي المخالف .
@ بعد ذلك يكون الحوار قد أخذ منحى آخر وأصبح موضوع النقاش مسألة " كسب و خسارة " فلا يصبح هدف المتحاورين الوصول إلى الحقيقة ، بل للانتقام لذّات .


وإن مما يجدر ذكره هنا أن انتقاص الرأي الآخر أو صاحبه لهو ((( المراء ))) الذي حذر منه الرسول صلى الله عليه وسلم فقال : ( أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء ، وأنا زعيم بيت في وسط الجنة لمن ترك المراء ولو كان معه الحق ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم ، الله أكبر !!! أرأيت يا أخي مدى أهمية الهدوء واحترام من نحاور والبعد عن انتقاص الآخرين .

وقال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : " لا تمار أخاك فإن المراء لا تُفهم حِكمته ، ولا تُؤمن غائلته .." .


وقال مالك بن أنس : " المراء يقسي القلوب ، ويورث الضغائن " .

ولكي يكون حوارنا على أُسس صحيحة يجب إتباع الخطوات التالية و هي من أقول أهل العلم :



1 ) الدخول في النقاش بنيّة صادقة للوصول للحقيقة :

فلا يكون نقاشي من أجل منفعة أو مصلحة " خاصة " أو من أجل الإساءة للغير .

2) أهمية التبيّن والتثبّت قبل إصدار الأحكام :

قال تعال : ( يا أيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) .

3) حمل الكلام على أحسن الوجوه ، وإحسان الظن بالمسلمين :

فلا أقدم المعنى الأسوأ و أنا أرى أنه من الممكن إيجاد معنى أفضل .

4 ) ألا ينشر سيئات المخالف ويدفن حسناته :

وفي هذا ما يجعل الطرف الآخر أكثر تعقل في حواره و أطروحته .

5) النقد يكون للرأي وليس لصاحب الرأي :

وفي ذلك نوجد مصداقيّة أكثر في حوارنا .

6) الامتناع عن المجادلة المفضية إلى النزاع :

وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من الجدل المفضي إلى الخصومة فقال : " إن ابغض الرجال إلى الله الألد الخصم " .

7) حمل كلام المخالف على ظاهره وعدم التعرض للنوايا والبواطن :

النوايا والبواطن لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى ، ومحاولة البحث فيها تضيع الكثير من الوقت والجهد وتبعد النقاش عن مساره السليم .


و أحب أن أسوق لكم كلام أعجبني عن الحوار الهادف للدكتور محسن العواجي حيث يقول فيه :

إذا كان اختلاف الناس حول امر يقبل الخلاف حق مشروع فإن اتفاقهم على أبجديات ضبطه أمر مطلوب أيضا فالعدل في الخصومة يختلف عن الفجور فيها والقسط غير الظلم (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظم به) فأين نحن من العدل والإحسان في تعاملنا مع المخالفين لنا وحكمنا على الآخر؟؟
بكل أريحية لنأخذ النقد كمثال حي على ضبابية فهم الناس له ودور الأهواء في تحريك دفته بعيدا عن الانصاف في أكثر الأحيان مع ان الكتابة في المواقع الحوارية لا تمثل توجها اجتماعيا معنويا يمكن الحكم من خلاله إلا انها تعكس مدى عمق التشرذم الفكري في المفاهيم وفقدان أجواء التفاهم والعدل مع الآخر بحثا عن الحق الذي هو ضالة الجميع . طبعا لامقارنة بين النقد بالاسم الصريح وبالاسم المستعار من نفس الكاتب وهذا هو المحك الحقيقي للهوة بين حقائقنا ومظاهرنا!!! لا أريد ان أحجر واسعا ولا أملك أنا ولا غيري الحيلولة بين الناس وبين توظيف التكنولوجيا المتاحة للت عبير عن الرأي بأي وسيلة ولكن اعتقد انه من حق الجميع أن ندعوا الى التوظيف الايجابي لما فتح الله به على البشرية من وسائل لم تكن في الحسبان قبيل سنوات مضت ...... فلسان الحال المنصف يقول: اكتبوا كيفما شئتم باسمائكم المستعارة او بالحقيقية وانتقدوا كيفما شئتم ولكن فقط عليكم بالعدل والقسط والتخلق بأخلاق قدوتنا صلى الله عليه وسلم فقد بعثه الله ليتمم مكارم الإخلاق فلا بد من استحضار خوف الله الرقيب علينا قبل البشر عندما نكتب حرفا نؤمن بأن الله سيسألنا عنه وعلينا ان نستحضر أيضا المنهجية والعدل في النقد ولا بد من ان يتحمل الجميع بالتساوي مشروع النقد الذاتي ونقد المحبوب ونقد الفكرة مهما كانت ولا داعي لهذه التشنجات التى لا مبرر لها عندما يقول البعض رأيه في أمر لا نتفق معه عليه فالنقد ضرورة مرحلية يجب أن تطبق على الكبير والصغير والحاكم والعالم على حد سواء ( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون).
عند تحليل موقف ما، فهل يلزم ان يكون نحكم بالخطأ مئة بالمئة أو بالصواب مئة بالمئة؟ مستحيل فالكمال لله ونحن جميعا مقصرون وعُرضة للنقد؟ أليس كذلك؟؟ فلا تزكوا أنفسكم ولا تزكوا على الله أحدا ممن تحبونه وتبالغون في حبه فهو أعلم بمن اتقى سبحانه، ولا تجورا في الحكم على مخالف فنحمله ما لم يتحمل ونؤاخذه بما لم يفعل ولنثبت لمن حولنا اننا أمام مشروع عادل نلتزم به قبل ان نطالب به غيرنا ... فلننته عن هذه الانتقائية البغيضة في المدح والقدح والحب والبغض والتأييد والمعارضة والتي من خلالها يراد لنا ان نكتب ما في النفوس المستترة وفق أهوائها وإلا فنحن على غير هدى من الله!! ولا كأننا نتلوا قوله تعالى (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله).


إنتهى كلام الدكتور ،،،،،

وفي الختام أعذروني على الإطالة وتقبلوا مني أطيب التمنيات ، والموضوع قابل للجرح والتعديل منكم .....

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

اخر تعديل كان بواسطة » المختـار في يوم » 24/07/2003 عند الساعة » 03:51 AM