.
وعليكم السلام ورحمة الله .
هلا وسهلاً أخي الكريم أبو راس , أنارَ الله مساؤكَ بكل الخير .
في البداية أشكرك على الطرح , وموضوع جميل يدعو إلى التأمل , والنظر في
بعض الأمور المتعمقة التي أحياناً تحتاج منِّا للتفكير حولها والتمعن بها .
سأتحدث عن الجزئية الاول من موضوعك , وهي أن الحكم على بعض العادات , والأمور الدينية التي تتعلق بالأديان الأخرى
تختلف جداً بيننا وبينهم لأننا خارج الدائرة التي هم متواجدون بها , ولذلك عندما تسأل مثلاً أحد الهنودسيين عن ديانتهم ,
وعن عبادتِهم للبقرة سيجيب لك أننا لا ننظر للبقرة كحيوان , وإنما نعبدها دون النظر في كونها حيوان !
ولهذا يقول مهاتما غاندي : : " عندما أرى بقرة لا أعدني أرى حيونا لأني أعبد البقرة، وسأدافع عن عبادتها أمام العالم أجمع " ,
أضف على ذلك أنهم سينظرون إلى من سبقهم , وأقصد بذلك من أتبعوا هذه الديانة والعادات سابقاً كجزء من أقتناعهم بما يفعلون
وبما يقِّدسون والتي تجعلهم لا يفكّرون ولا يتفكرون حول عاداتِ دينِهم كمن جرى لأصحاب قريش بعبادتهم للأصنامِ والأوثان
حتى عندما نصحهم رسولِ الله كانت مساحة التفكير لديهم منغلقة إلا من قلَ , وهم العقلاء .
آمر آخر , لو سُئِل أحدنا ما هي أكثر الأمور غرابةً في ديننا , بالطبع سيكون تقبيل الحجر الأسود , وهو حجرُّ أصم
شأنه شان أيّ حجر آخر, فكما ثبتَ عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - عندما قّبل الحجر قال : والله إني لأعلم أنك حجر
لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبلك ما قبلتك " .
إذاً , في ديينا الحنيف أشياء كثيرة , وأمور عدة غير منطقية قد تتعجب منها , ولكننا مطالبين بالأخذ بما جاء بهِ محمد عليه الصلاة والسلام . 
كما أشارت الاخت الكريمة أسيرة هنا يأتي دور العلم في تصنيف الأمور المقبولة
واللا مقبولة , وتحكيمها عبر رؤية شاملة , وعن دراية تامة دونما تجاهل لها .
ختاماً , اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه
وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه .
/
\
أبوراس
موضوع رائع جداً , تأملات تجعل عقلك يسير
في مساحات واسعة نحو التفكير والتعقّل .
لاأنسى أن أبُِارك لكَ بالشهر الفضيل , وتقبّل الله صيامك وقيامك .
دمتَ بخير .
.