مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #390  
قديم 23/08/2008, 12:33 AM
abu_riman abu_riman غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 05/07/2001
المكان: الرياض
مشاركات: 5,074
@@ الجزء السادس و العشرون @@

( اترك اللي بيدك و رد ) يتصل ..

مياسم : " هلا عبدالرحمن "

عبدالرحمن : " هلا بك والله عمري .. كيفك ؟! "

مياسم : " يعني .. الحمدلله أحسن من أول "

عبدالرحمن : " لا كذا ما يصير ما راح أرتاح حتى يصير المزاج تمام التمام "

مياسم : " مزاجي ما راح يكون تمام لين نوصل هناك و أنزل من السيارة ! "

عبدالرحمن : " ودك أخاويكم و بس نوصل أرجع ؟! "

مياسم : " أنت تعرف إني أخاف عليك أكثر من نفسي ، و إذا لازم أحد يروح أروح أنا و لا تروح أنت ، بعدين حتى لو وافقت و حسيت بالأمان جنبك هذا ما راح يلغي شعوري بالخوف !

- أمي تناديني عبدالرحمن بانزل لها "

عبدالرحمن : " سلميني عليها و حبي رأسها عني "

مياسم : " طيب ، متى بتطلع ؟! "

عبدالرحمن : " بعد العصر إن شاء الله "

مياسم : " انتبه لنفسك "

عبدالرحمن : " لا ! أنت انتبهي لي "

مياسم : " طيب ولا يهمك ! كلنا ننتبه لك "

و ضحكة مني و منها و ودعتها ..
تفكير عميق و تنهيدة و تمتمة يا رب لا تحرمني من مياسم و لا من ضحكتها .

بالليل كلمت مياسم ، و كان واضح من نبرة صوتها إنها ما زالت متضايقة و حاولت نتكلم في أي شيء ثاني لكن كان لا بد في النهاية من مناقشة نفس الموضوع ..

عبدالرحمن : " عموماً أنا راح أكون معك على الجوال طول الخط حبيبتي ! "

مياسم بنبرة ثقة تغلف جبال الأحزان : " ولا فيها ؟! "

عبدالرحمن : " ما تخلين عنك ! "

مياسم : " بنمشي بكره قبل العصر ! متى بتجي ؟! "

عبدالرحمن : " بعد العصر ! "

مياسم : " عبدالرحماااااااااااان ! "

عبدالرحمن : " نعاااااااااام ! أمزح معاااااااااااااك ! باصلي معكم الظهر إن شاء الله "

مياسم : " لا تتأخر ! "

عبدالرحمن : " سم طال عمرك ! أوامر ثانية ؟ "

مياسم : " لا ! شكراً بدينا نمن ؟ "

عبدالرحمن : " و لا نمن و لا شي ! و أنا أقدر ؟
نامي الحين و بكره إن شاء الله أشوفك "

أحياناً أحس ساعات الليل طويلة ! لأني ما نمت و التفكير ذابحني ! أول مرة في حياتي أعيش كوابيس و أنا ما نمت !

أحياناً أحس ساعات الليل قصيرة ! صايرة تمشي بسرعة تقربني من موعد سفر ملاكي الطاهر !

تناقض ! ما يفسره غير أفكار برأسي لو طال بي الوقت و هي برأسي النتيجة جنوني !
هو حل واحد ما في غيره !
بامشي وراهم و من دون ما يحسون ! قربي منهم يمكن يطمني شوي و يخفف عني .
هذا هو قراري الأخير .

و من بكره في بيت العم محمد ، كلمت على مياسم و قلت لها أنا قريب من البيت ، دخلت البيت ..

مياسم عند مدخل الفيلا و شعرها مفكوك نازل على كتفيها واقفة و في يدها كوب شاي ، كأحلى تحفة فنية عرفها الوجود ..

و أنا أمشي جهة مياسم : " هلا .. هلا هلا .. هلا بالزين كله ، هلا بالدلع كله !
ممكن سؤال ؟! أنت ليه كل يوم أحلى من اليوم اللي قبله ؟! "

مياسم : " يمه عبدالرحمن وصل ! "

عبدالرحمن : " يا حلوهم مستحين و ما يعرفون يصرفون ! "

أحس برطوبة !! أمطرت و لا وش صار ؟!
بعد تدقيق كان واضح إن كأس مياسم أمطر ..

و ضحكة استهزاء عالية من مياسم و هي تدخل الفيلا ..

عبدالرحمن : " طيب طيب ! مردودة يا بنت أبوها ! خالتي تعالي شوفي بنتك كيف تستقبلني ؟! "

مياسم : " يمه لا يهمك ! يستاهل عشان مرة ثانية ما يخليني أستحي !! "

الخالة : " والله أنتم يا بنات اليوم حياكم على كيفكم ! "

عبدالرحمن : " كفو والله خالتي ! خليني آخذ حقي منها شوي !! "

كلنا نتهيأ للجلوس ..

مياسم : " أصلاً أمي ميئوس من حالتها ! من تملكنا و هي بصفك ما كني بنتها !! "

الخالة : " أنا مع الحق يا بنتي "

مياسم : " يا ذا الحق اللي دايم مع بعض الناس !! "

عبدالرحمن : " خالتي ترى بعض الناس أنا !! "

الخالة : " الله يعينك عليها و أنا أمك "

مياسم : " أففف منكم ! باكلم أبوي يا حبي له هو اللي يعرف قدري زين ! "

عبدالرحمن : " عمي والله هو اللي مخربك ! لا ويقول أنا السبب ؟! "

نظرات استفهام من مياسم ، أكيد بخصوص الجملة الأخيرة !
مياسم لماحة ما تفوت شيء ، حسيت إني توهقت !!
لو سألتني وش سالفة أبوي يقول إنك أنت السبب ؟! وش باقول ؟!

الخالة : " باروح أرتب بعض الأغراض "

عبدالرحمن : " خذيني معك لا تخليني معها لحالي ! "

مياسم : " لا الله يخليك اجلس معي ! يمه أنت خليك معه و أنا باروح أرتب الأغراض ! "

بعد غياب مياسم ..

عبدالرحمن : " خالتي كيف نفسية مياسم؟! كأنها عندي اليوم أحسن ، كأنها مياسم اللي أعرفها أو أنا غلطان ؟! "

الخالة : " لا والله بس يمكن من فرحتها بك ! قبل ما تجي بدقايق كانت تقول يمه صار لي أكثر من أسبوع ما شفت عبدالرحمن

البنت نفسيتها تعبانة ما أدري ليه ؟ و عمك الله يهديه مو بالعادة يعاند بس ما أدري وش فيه هالمرة ؟
حتى لما قال لي عن جيتك له في المكتب استغربت كيف يردك ؟! كيف يردك و أنت عنده غالي ؟؟ "

عبدالرحمن : " تصدقين خالتي ؟ حتى أنا كنت متفاجئ من تعامله معي لما زرته بالمكتب ! "

سكتنا شوي ، و في خاطري سؤال ! ودي أسأل و خايف ! أخاف خوفي يزيد !! كانت الرغبة أقوى .

عبدالرحمن : " خالتي ! أنت بعد خايفة من الطريق ؟! "

الخالة : " لا والله ! بس لو سافرنا بالطيارة و طيبنا خاطر البنت خاصة و هي آخر سفرة لها معنا وش الخسارة ؟! "
عبدالرحمن : " يا خالة لا تقولين كذا ! مثل ما وعدتك ما راح يتغير شيء و لا راح تفقدونها بإذن الله و بالعكس بتجيب معها واحد ونصير بدال العلة علتين "

مياسم : " تكلم عن نفسك لو سمحت ! أنت العلة أنا لا ! "

عبدالرحمن : " باسم الله ! ما تسمع إلا الشين ! "

الخالة : " أنت بعين و هي بعين ، أنتم عيوني اللي أشوف بها "

عبدالرحمن : " عسى عمرك طويل يا خالة ، والله أنتم الخير و البركة "

العم محمد بعد السلام : " جاهزين ؟ "

الخالة : " جاهزين "

العم محمد : " توكلوا على الله "

بسرعة البرق التفت و صارت عيني بعين مياسم ..

و بسرعة و كأن جبل من الثلج يغطيني ! و مع ذلك جسمي يتصبب عرق ! أنفاسي تتلاحق ! الأرض تدور ! بين ظلام و نور !

عيناها الآن تلمع ! اغرورقت بالدموع !

التفت على عمي أبي أطلبه يغير رأيه ليس من أجل شيء ! و لكن من أجل هذه الدموع التي تستعد للسفر كما تستعد صاحبتها للسفر !

كان المنظر أبلغ ، استدار العم محمد معطياً الجميع ظهره متجهاً للسيارة و بهذا يكون القرار نهائياً لا رجعة فيه .

اتجهت مياسم إلى غرفتها و كل انكسار و قهر يغرقني أنا عنها !
نظري مركز على ذلك الشعر الأسود المنسدل على الكتفين ..
زفرة تقطع تركيزي و كل أفكاري و تسمح لي بالتقاط أنفاسي ..

خالتي بعد نظرات تابعت فيها أغلى ما تملك في هذه الدنيا أطلقت زفرة كأنها تحمل حرارة كل براكين الأرض لتحرقني بها و بكل ضعف حيلة قامت تجر خطاها لغرفتها هي الثانية ..

تحركت السيارة و اختارت مياسم الجلوس في المرتبة الأخيرة ؟!
قبل أن تغادر السيارة شارع البيت كانت مياسم على اتصال معي !

عبدالرحمن : " هلا ! هلا هلا ! هلا بالخوافين ! "

ما تقبلت مياسم الكلمة الأخيرة ، عاهدت نفسي ما أكرر كلمة الخوف .

عبدالرحمن : " حبيبتي وش رأيك أخاويكم ؟ عطيني رأيك قبل ما تطلعين من الحارة ! "

مياسم : " الموضوع هذا ناقشناه و بوقته قفلناه ، ممكن تغيره دحومي "

عبدالرحمن : " وه ! كم لي ما سمعت بعض الناس يدلعوني ؟ اشتقت للدلع و لراعيته "

مياسم : " طيب شوف ! أنت طالع من الدوام من زمان ، ليه ما ترجع ؟ "

واضح إن مياسم استحت من كلامي الأخير فغيرت الموضوع ! يا كثر ما يغليها عندي حياها !

عبدالرحمن : " لا أنا أستأذنت باقي اليوم عشان أقدر أكلمك و أنت بالطريق ، مباسم كم بقى و توصلون الشرقية ؟! "

مياسم : " عبدالرحمن ترى مو رايقة لك ! "

عبدالرحمن : " طيب طيب ! كان مجرد سؤال ! "

مياسم : " الله من زين السؤال و حنا ما طلعنا من الحارة "

عبدالرحمن : " رجاءً يا مياسم لا تتريقين على أسئلتي ! تبين تجاوبين أهلاً و سهلاً ما تبين بكيفك بس تتريقين لا ! "

مياسم : " خوفتني !! "

عبدالرحمن : " إيه أنا يسموني اللي أخوف خخخخخ "

مياسم : " باتريق على كيف كيفي ! أنت لي "

باترك لكم التعليق !!

مياسم : " باقفل و بارجع أحاكيك بعد شوي ، انتبه لنفسك "

عبدالرحمن : " طيب مدام ! بحفظ الله "

مياسم ما تدري إني مشيت كل الطريق معهم عشان أتطمن عليهم !!

لو عرف العم محمد بيزعل و بيعتقد إن مياسم طالبه مني أمشي خلفهم عشان كذا سكت و ما علمت أحد غير إني بلغت أمي إني باتأخر ، اتجهت لأحد الفنادق و نمت لي ساعتين و كلمت مياسم و لما نامت رجعت للرياض .
اضافة رد مع اقتباس