مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 15/06/2003, 11:40 AM
الكريمي الكريمي غير متواجد حالياً
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 09/06/2003
المكان: الغربية
مشاركات: 96
لو كان قلبك قلبه ما لمته

تفكر في يوم القيامة
إخواني تفكروا في الحشر والمعاد ، وتذكروا حين تقوم الأشهاد : إن في القيامة لحسرات ، وإن في الحشر لزفرات ، وإن عند الصراط لعثرات ، وإن عند الميزان لعبرات ، وإن عند الميزان لعبرات ، وإن الظلم يومئذ ظلمات ، والكتب تحوي حتى النظرات ، وإن الحسرة العظمى عند السيئات ، فريق في الجنة يرتقون في الدرجات ، وفريق في السعير يهبطون الدركات ، وما بينك وبين هذا إلا أن يقال : فلان مات ، وتقول : رب ارجعوني ، فيقال : فات .
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعاً ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم " .
وأخرجا جميعاً من حديث أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث : " ثم يؤتى بالجسر فيجعل بين ظهراني جهنم ، فقيل : يا رسول الله ، وما الجسر ؟ قال : مدحضه ومزلة ، عليه خطاطيف وكلاليب وحسك ، المؤمن يعبر عليه كالطرف وكالبرق ، وكالريح ، وكأجاويد الخيل ، فناج مسلم ، وناج مخدوش ، حتى يمر آخرهم يسحب سحباً " .
لله در أقوام أطار ذكر النار عنهم النوم ، وطال اشتياقهم إلى الجنان الصوم ، فنحلت أجسادهم ، وتغيرت ألوانهم ، ولم يقبلوا على سماع العذل في حالهم واللوم ، دافعوا أنفسهم عن شهوات الدنيا بغد واليوم ، دخلوا أسواق الدنيا فما تعرضوا لشراء ولا سوم ، تركوا الخوض في بحارها والعوم ، ما وقفوا بالإشمام والروم ، جدوا في الطاعة بالصلاة والصوم ، هل عندكم من صفاتهم شيء يا قوم ؟
قالت أم الربيع أم حيثم لولدها : يا بني ألا تنام ؟ قال : يا أماه ، من جن عليه الليل وهو يخاف الثبات حق له أن لا ينام . فلما رأت ما يلقي من السهر والبكا ، قالت : يا بني لعلك قتلت قتيلاً ، قال : نعم ، قالت : ومن هذا القتيل حتى نسأل أهله فيغفرون ، فوالله لو يعلمون ما تلقى من السهر والبكاء لرحموك ، فقال : يا والدتي ، هي نفسي .

قيل لزيد بن مزيد : ما لنا لم نزل نراك باكياً ، وجلاً خائفاً ، فقال : إن الله توعدني إن أنا عصيته أن يسجنني في النار ، والله لو لم يتوعدني أن يسجنني إلا في الحمام لبكيت حتى لا تجف لي عبرة .
وكان آمد الشامي يبكي وينتحب في المسجد حتى يعلو صوته وتسيل دموعه على الحصى ، فأرسل إليه الأمير : إنك تفسد على المصلين صلاتهم بكثرة بكائك ، وارتفاع صوتك ، ولو أمسكت قليلاً ، فبكى ثم قال : إن حزن يوم القيامة أورثني دموعاً غزاراً فأنا أستريح إلى ذرها .

[poet font="Andalus,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/1.gif" border="groove,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
يا عاذل المشتاق دعه فإنه= يطوي على الزفرات غير حشاكا
لو كان قلبك قلبه ما لمته= حاشـاك مما عنده حاشاكا
[/poet]
اضافة رد مع اقتباس