[ALIGN=CENTER]
من بين قوائمٍ طويلة من اللاعبين مروا على تاريخ كرة القدم منذ نشئتها، هناك لاعب تفرد بالإبداع وبمواهب يعجز غيره أن يصل إليها.
فقبل عامين تحديداً أصبح ريال مدريد محط أنظار الملايين، ليس لأنه أغنى أندية العالم، ولكن لأنه يضم بين صفوفه لاعباً عندما تصل الكره إلى قدميه فأنك تتوقع منه دائماً القيام بحركة بارعة أو مناورة جميلة.
له قدرات خاصة، لايوجد من يوازيه موهبة وإثارة. من يعرفه جيداً يدرك أن فيه كل الخصال التي نحلم أن نراها في عالم المجنونة.
فهو اللاعب الوحيد الذي يملك من سحر الموهبة ما يكفي لجعلك تفرك عينيك من غرابة ماتشاهده، لتسأل نفسك بعدها بكل استغراب،، أحقيقة ما أشاهده أم خيال!!؟
الفوز والخسارة ليست في قاموسه، فالإمتاع هو أكثر ما يبحث عنه. وأجزم بأنك ستجد الكثيرين غيره من اللاعبين الذين قد تفظلهم عليه إذا أفردت مواهبه!!، ولكنك سرعان ماستعود لتعترف بأنه أفضل لاعب عرفه التاريخ يتقن كل هذه المواهب مجتمعه، وهذا هو سر تميزه. فلنستعرض معاً سيرة هذا النجم:
تعودنا أن نقرأ قصص النجاح المبهر ما كانت لتأتي إلا بعد حياة متواضعة، وبالأخص أبطال كرة القدم. فصاحبنا لم يكن شاذاً عن هذه القاعدة فقد ولد زين الدين قبل 31 سنه من الآن في مدينة مرسيليا من أب يدعى إسماعيل وامٍ تدعى مليكة كانا قد هاجرا من الجزائر إلى فرنسا من أجل البحث عن لقمة العيش التي لم يجدوها في بلدهم. وكان والده يعمل آنذاك سائق شاحنه، يبذل كل جهده من اجل إعالة أبنائه، فريد وليلى ونور الدين وجمال بالإضافة إلى زين الدين زيدان.
وكان زين الدين هو اصغر أفراد العائلة وكالعادة يحضى من هم مثله بالكثير من الدلال الذي لايحضى به بقية أفراد الأسرة. وكان والده من المحبين لكرة القدم ولمس في ابنه ذلك العشق للمجنونة فشجعه وقدم له كل ما يحتاج.
نادي (سانت هنري) الذي كان جميع من يعمل فيه متطوعين!، كان هو أول نادي ينظم إليه زيدان، فلم يكن هناك شيئاً يربطه وجميع العاملين بالنادي سوى عشقهم جميعاً لكرة القدم. ونظراً لقوة شخصية زيدان فقد عينه مدربه آنذاك روبرت سينتينير كابتناً للفريق. وكان ذلك في عام 1986م . 
صورة للاعب الفرنسي زين الدين زيدان في سن الطفولة مع فريقه سانت هنري
أبدع زيدان آنذاك في بطولة الإتحاد الفرنسي حينما كان عمره 14 عاماً وقد لفت نظر جان فارود الخبير في مركز الألعاب الرياضية بفرنسا، حيث كان فارود أول من اكتشف موهبة زيدان، وسعى إلى أن يضمه إلى أحد الأندية الكبار، ونجح في ذلك حيث التحق زيدان في عام 1988م بأحد اشهر الأندية الفرنسية، وهو نادي كان. واحتاج زيدان إلى ثلاث سنوات كي يثبت للجميع أن جان فارود لم يخطئ عندما راهن على موهبة زيدان، فأستطاع في عام 1991 أن يقود نادي كان إلى الظفر بكأس الاتحاد الأوروبي. وكان ذلك سبباً لأن يقوم رئيس نادي كان آنذاك بإهدائه سيارة رياضية وكانت تلك هي أول مره يحصل فيها زيدان على مكافئه قيمه. 
صورة للاعب الفرنسي زين الدين زيدان في بدايته الكروية
في صيف ذلك العام تزوج زيدان من فيرونيك، ابنة مدينة رودز الفرنسيه، والتي تعرف عليها وأحبها. المرأه التي ضحت بعملها آنذاك لتصحب زوجها إلى نادية الجديد. فالمستوى الذي ظهر به زيدان آنذاك جعله محط أنظار جميع الأندية الفرنسية وقد استطاع نادي بوردو في عام 1992م الظفر به بعد منافسه حاميه مع نادي مرسيليا، ووقع زيدان لبوردو عقداً لمدة أربع سنوات، وقد لعب زيدان مع بوردو في تلك الفترة أكثر من 120 مباراة، واستطاع تحقيق أكثر من 30 هدف.
في يوم 17/8/1994م تحقق حلم زيدان بالانضمام إلى منتخب فرنسا بعد إصابة زميلة جوركايف والذي كان يلعب في نفس مركزه، وكانت مباراةً ودية مع منتخب التشيك، ولم يصدق زيدان نفسه في ذلك الوقت حيث تقدم منتخب التشيك بهدفين دون مقابل في الشوط الأول وزيدان مازال حبيس دكة الاحتياط ينتظر بكل لهفة أن يسمح له باللعب، وفي منتصف الشوط الثاني طلب منه المدرب ايمي جاكيه النزول إلى ارض الملعب لعلى لعله يستطيع أن يقدم شيء للفريق، وإذا بحلم زيدان يزداد تعقيداً حيث استطاع هذا الفتى الذي يلعب لأول مره أن يقوم في الخمس دقائق الأخيرة من المباراة أن يحرز هدفين لينتهي بذلك مسلسل الحلم الأول ليخرج المنتخب الفرنسي متعادلاً. 
اللاعب الفرنسي زين الدين زيدان في أول انضمام له مع المنتخب الفرنسي يوم 17-8-1994
عاد زيدان بعد ذلك ليختم مشواره مع نادي بوردو بالوصول إلى المباراة النهائية لكأس الاتحاد الأوروبي عام 1996م ، وكانت تلك المباراة التي خسرها بوردو أمام بايرن ميونخ هي آخر عهد زيدان بوردو. انتهى الجزء الأول من موضوع [ .:. زين الدين زيدان .. ملك القلــوب .:. ] .. ترقبواالجزء الثاني من إسطورة هذا اللاعب الكبير ..[/ALIGN]