مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 26/07/2008, 06:22 PM
قلـــ الهلال ـــب قلـــ الهلال ـــب غير متواجد حالياً
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 05/02/2008
المكان: واحــ الاحساء ــة
مشاركات: 63
كيف أصبح ابن الـ 13 عاماً مليونيراً .. وهل يكون عمدة لندن المقبل؟

الديك الفصيح من البيضة يصيح.. هكذا تعلمنا في الصغر، ولربما كان لهذه المقولة ما يؤيدها في قصتنا اليوم، التي نتناول فيها مسيرة الشاب الإنجليزي دومينيك ماكفي الذي كان يتصفح مواقع الإنترنت يوماً؛ بحثاً عن موقع شركة بطاقات الائتمان الشهيرة فيزا؛ فكتب حروف موقعها خطأ viza بدلاً من visa هذا الخطأ درّ عليه فيما بعد عوائد مالية قدرها 5 ملايين دولار.
خطؤه هذا جعله يهبط على موقع شركة أمريكية متخصصة في تصنيع عجلات السكووتر
Scooters التي يمكن طيها
وحملها بسهولة، ومثل أي فتى في عمره فلقد أراد واحدة منها بدرجة كبيرة، لكنه لم يكن هو أو والداه ليتحمل نفقات شراء واحدة منها. أظهر دومينيك إمارات النبوغ؛ إذ أرسل رسالة إلكترونية إلى الشركة يخبرها بأنه يستطيع بيع الكثير من هذه الدراجات في موطنه إنجلترا، فقط لو أرسلوا إليه واحدة مجاناً.
بالطبع رفضت الشركة الأمريكية، لكنها كانت من الذكاء التسويقي بحيث أخبرت دومينيك بأنه لو اشترى خمس دراجات منها، فستعطيه الشركة السادسة مجاناً. لم يضع دومينيك الوقت؛ إذ عمد إلى توفير المال حتى جمع ما يكفي لشراء الخمس، عبر عقد شراء الأسهم والسندات وبيع مشغلات الأقراص الصوتية المصغرة لأصدقائه وزملائه ومعارفه.
حصل دومينيك على دراجاته الخمس، والسادسة الأخرى المجانية، والتي سعد بها جداً، لكنه عرف أن عليه بيع أولئك الخمسة بسرعة، وهو ما فعله في بحر أسبوع واحد، لأصدقائه وأفراد عائلته، وفي الأسبوع التالي باع عشرة منها، واستمر على هذا الحال من وقتها. هل شكل السن الصغيرة عائقاً أمام الشاب اليافع؟ بالطبع لا؛ فدومينيك كان مطلق اللسان مفوهاً؛ فباع الكثير عبر استعمال الهاتف، وساعدته خبرته في التعامل مع إنترنت في البيع، وعادت عليه صداقاته مع أقرانه من خبراء تقنية المعلومات بعروض تقديمية Presenta
tions احترافية لبيع بضاعته،
كما أنشأ موقعاً له على الإنترنت سرعان ما أصبح متوسط زواره يومياً 30 ألف زائر، وهو باع قرابة 7 ملايين دراجة عبر موقعه، وأربعة ملايين عبر القنوات الأخرى..!
لم يرَ دومينيك الفرصة المتاحة حتى أبصر المنتج على عتبات بابه، وكان حتماً عليه استغلالها. قد يرى البعض ما حدث ضرباً من الحظ، لكن لضربة الحظ مدى زمني قصير؛ لذا كان على دومينيك التحرك الدائم لبيع ما لديه من مخزون. نظر دومينيك إلى الأمر ببراءة الطفولة وسذاجة الأطفال، ولعلها كانت الطريقة الأمثل؛ إذ جنبته القلق النفسي والضغط العصبي والمشكلات الإدارية. كان دومينيك بائعاً ماهراً بلا شك؛ فهو عرف أن المنتجات المنافسة لعجلاته كانت أقل مستوى وأعلى تكلفة، وعبر عن ذلك بفصيح صحيح الكلمات، كما أن الصحافة أعجبت بالمنتج الذي يبيعه، كذلك جمهور المشترين، وهو ما ساعد البيع على أن يتحسن أكثر فأكثر.
العجيب في الأمر أن افتتان دومينيك الصغير بلعبته استمر أسبوعاً واحداً فقط، بعده ضجر منها وزهد فيها، لكنه رأى أن بإمكان كل شخص في العاصمة لندن أن يذهب إلى عمله على متن دراجة مثل هذه، وكذلك كل قائد سيارة؛ إذ إن الاختناقات المرورية اللندنية كانت العادة وخلافها من النوادر. كل ما فعله بعدها هو نشر رؤيته هذه بين الناس.
أثناء فترات راحة الغذاء اليومية في مدرسته، اعتاد دومينيك الذهاب إلى محطة قطار الأنفاق ليفربول، لتطارده الشرطة بسبب توزيعه منشورات دعائية بين جمهور الركاب التي كان يلقيها، بينما يمضي مُسرعاً على متن دراجته السكووتر. في أول الأمر باع دومينيك الكثير من دراجاته للموظفين التنفيذيين على أنها أدوات لهو وتسلية، لكن فيما بعد بدأ الناس في استعمالها للوصول إلى أماكن عملهم.
يعطينا دومينيك درساً في تقبل رفض العملاء لشراء بضاعتنا؛ فهو لم يكن ليتركهم دون أن يسألهم عن طريقة إدارتهم لأعمالهم، وهم أحبوا أن يشاركوه خبراتهم، مثلما يفعل الأخ الأكبر مع إخوته. على أن دومينيك كان الرابح الأكبر؛ فلم يكن هناك أي إيجار يدفعه أو قروض يسددها أو مصاريف يدفعها، وكان جل ما يدفعه فواتير إنترنت وهاتفه النقال. الطريف أن مكتب دومينيك كان سرير نومه!
اضطر دومينيك للبحث عن معين آخر بعدما تشبعت لندن بدراجاته؛ فعند بلوغه 17 سنة كون فرقة موسيقية فشلت بجدارة، بعدما كلفته الكثير. يخبرنا دومينيك أن أكبر أخطائه أن نجاحه جعله يظن نفسه قادراً على فعل أي شيء؛ فهو حدد 30 هدفاً ليحققها، وذلك كان عبئاً عليه أكثر منه دافعاً ومحفزاً، وهو يعلق على ذلك بالقول بوجوب فرز الأهداف وتركيزها في مجموعة صغيرة، ووجوب قضاء الوقت الكافي في التفكير في الخطوة التالية. تعلم دومينيك هذا الدرس وهذه الحكمة بعدما خسر الكثير من ماله، وبعدما اندفع اندفاع المنتشي بالفوز، فلم يحسب خطواته التالية جيداً.
يعزو دومينيك نجاحه إلى سبب بسيط: لقد كان لديه شيء يحتاج إليه الناس بشدة، ورغم صغر سنه النسبي (19 سنة)، لكنه يعمل اليوم خبير أعمال لشركة نشر، ويعكف حالياً على كتابة قصته يتناول فيها تجربته كرجل أعمال ناشئ، ويعمل في مجال بيع المنتجات الصيدلانية، ويدير أنشطة ضخمة لخدمة العملاء عبر الهاتف.
ماذا عن خطط دومينيك الحالية؟ الترشح لشغل منصب عمدة لندن في الانتخابات المقبلة، ومن بعدها الترشح لشغل منصب رئيس الوزراء، ولا عجب في ذلك؛ فهناك 11 مليون راكب دراجة يعرفونه جيداً؛ فهو من جعلهم يركبون الدراجات.
اضافة رد مع اقتباس