كنت جالس انا وزميل لي نتحدث عن الزواج واموره
وفي ذات الوقت كنا نتابع مسلسل قصته ..
الزوج يحضر لزوجته مفاجأه وهي عباره عن وجبه عشاء بمكان رائع
وحولهم تلتف الورود والزهور ذات العبق الرائع الفواح, والشموع الحمراء المضيئه
ونحن نشاهده بادرت زميلي بسؤال خاطف
هل ستعمل لزوجتك نفس العمل الذي تراه ..؟
التفت علي وانفجر بالكلام والسب باصحاب المسلسل
وانك تنجرف خلف هذه الاكاذيب والخزعبلات والتزييف
وان كل مايحدث ماهو الا ضربآ من ظروب الخيال
بعد ان انتهى من كلامه
ابتسمت في وجهه ابتسامه (تهدئه)
وحاولت ان اخفف حراره الموقف والكلام
بعدها توالت السوالف والضحكات والقفشات
من كلام زميلي ..
خرجت بمفهوم ان نظرتنا للزواج نظره قاصره ويشوبها كثير من الضبابيه
نظرتنا للزواج هي ان المرأه فقط سلعه نحركها يمينآ وشمالآ
نعاملها بجفوه ..
نكبت مشاعرها..
لانسمع لمتطلباتها ..
فقط نجعلها راضخه لطلباتنا واهوائنا ورغباتنا..
هي فقط بنظرتنا انها خلقت لاشياء ثلاث:
للمعاشره
لاعداد الطعام
لتنظيف المنزل وترتيبه
بل اننا لانعتبرها مخلوقه ادميه
فتجد بعض من الناس لايفرق بينها وبين منظر وضعه على الحائط
لانقدر احاسيسها ولاشعورها ولانقيم لمشاعرها اي احترام
بل ان المرأه هضمت كثير من حقوقها
والسبب ماذا !!
نضرتنا القاصره للزواج !!
تزوجت لكي تسعد وتبني حياه جديده سعيد ..
وتتفاجأ بواقع مولم جارح
تتفاجأ بأن ..
الامــل تحـول الى الم
والحـــلــم الى وهــــم
والفرحــــه الى لــوعـــه
والبـسـمـه الـى دمـــعـــه
اخواني ..
المرأه جنس, لطيف , حساس
الاسلام يأمرنا بحسن المعامله ولين القول ولطف المعاشره
امر الرسول بحسن المعامله معهن والرفق بهن
كما قال عليه الصلاه والسلام :
( رفقآ بالقوارير )
وقال عليه السلام :
(اكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وخياركم خياركم لنسائهم خلقاً ) رواه الترمذي..
وكما تواترت لنا الاخبار بحسن معامله الرسول مع زوجاته
كان عليه الصلاه والسلام ينظف البيت معهن
وكان يمازحهن ويلاطفهن ويتسابق معهن
ولم يتواتر اوينقل الينا ان الرسول عليه السلام
في يوم من الايام ضرب اوجرح او سب احد زوجاته امهاتنا رضوان الله عليهن
لماذا لانصحح حياتنا مع زوجاتنا ..!!
للآسف اننا حينما نخطئ ونتأكد من اننا بالفعل مخطئون ..
من المستحيل ان نصحح خطأنا بكلمه : آســـف
حينما نقسو على زوجاتنا وبطبعها المرأه ضعيفه لاتمتلك حيله الا البكاء ..
مستحيل ان نراضيها بهديه جميله اوبكلمه(اعتذار) خارجه من القلب
حينما تمل زوجاتنا من جلسه المنزل وبالعاميه ت(طفش ) من جلستها بين اربع اعمده ..
لايمكن ان نونسهن اونخرج برحله هنا او هناك ويعتبر انك تضحي بخروج مع الزملاء من اجل زوجتك او ابنائك فهذا عندنا وبكل آسف (عيب)ومنتب (شنب)
للأسف ان المشكله تبدأ قبل الزواج ..
تجدنا حينما يتقدم الشخص للزواج نقول له وبالعاميه : خلك شنب
لا أعلم هل هو متجه نحو عش الزوجيه ام متجه الى..
حلبه مصاره , او ساحه معركه
يا اخوان هل يكون (الشنب) بمخالفه الدين والشرع والسنه ؟!!
وهل يكون على حساب انفس بريئه وقعت ضحيه لشخص اراد اثبات وجوده على حساب تلك الضعيفه؟!!
وهل يكون بــ (سوء) المعامله وقـ(ــساوه) القول ؟!!
اخواني ..
لايعني كلامي بأن تتركوا زوجاتكم على راحتهن ..
لانكون كما يقال بأنـ (تتركوا الحبل على الغارب)
لا ..
بل اقول لنكن اناس (وسطآ) ..
في الامور التي تحتاج الى شده نكون اشداء
وفي الامور التي تحتاج الى لين وهدوء ولطف نكون كذلك
اسأل الله العلي القدير بأن يوفقكم مع زوجاتكم وان يسعدكم
وان يرزقكم الذريه الصالحه
ارجو ان تأخذو الموضوع بروح طيبه
ان كان صوابآ فمن (الله) وان كان خطأ فمن (نفسي) و (الشيطان)
ربما اني قسوت على الازواج نوعآ ما في تعاملهم
وربما انه سيصيبني بعضآ مما اصاب زوجاتهم من العنف والشده
اجد لهم كامل العذر والسموحه
وذلك لانني شخص(غير متزوج)
ولم اعش هذه التجربه
