مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 17/07/2008, 03:01 PM
سامي صعب يتكرر سامي صعب يتكرر غير متواجد حالياً
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 28/03/2008
مشاركات: 809
Lightbulb تفسير سورة الفجر (2)

‏21 - 30‏]‏

‏{‏كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا * وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا * وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى * يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي * فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ * وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ * يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي‏}‏

‏{‏كَلَّا‏}‏
أي‏:‏ ليس ‏[‏كل‏]‏ ما أحببتم من الأموال، وتنافستم فيه من اللذات، بباق لكم، بل أمامكم يوم عظيم، وهول جسيم، تدك فيه الأرض والجبال وما عليها حتى تجعل قاعًا صفصفًا لا عوج فيه ولا أمت‏.‏
ويجيء الله تعالى لفصل القضاء بين عباده في ظلل من الغمام، وتجيء الملائكة الكرام، أهل السماوات كلهم، صفًا صفا أي‏:‏ صفًا بعد صف، كل سماء يجيء ملائكتها صفا، يحيطون بمن دونهم من الخلق، وهذه الصفوف صفوف خضوع وذل للملك الجبار‏.‏

‏{‏وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ‏}
‏ تقودها الملائكة بالسلاسل‏.‏
فإذا وقعت هذه الأمور فـ

‏{‏يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ‏}‏
ما قدمه من خير وشر‏.‏

‏{‏وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى‏}‏
فقد فات أوانها، وذهب زمانها، يقول متحسرًا على ما فرط في جنب الله‏:

‏ ‏{‏يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي‏}‏
الدائمة الباقية، عملًا صالحًا، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا‏}‏ ‏.‏
وفي الآية دليل على أن الحياة التي ينبغي السعي في أصلها وكمالها ، وفي تتميم لذاتها، هي الحياة في دار القرار، فإنها دار الخلد والبقاء‏.‏

‏{‏فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ‏}‏
لمن أهمل ذلك اليوم ونسي العمل له‏.‏

‏{‏وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ‏}
‏ فإنهم يقرنون بسلاسل من نار، ويسحبون على وجوههم في الحميم، ثم في النار يسجرون، فهذا جزاء المجرمين، وأما من اطمأن إلى الله وآمن به وصدق رسله، فيقال له‏:‏

‏{‏يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ‏}
‏ إلى ذكر الله، الساكنة ‏[‏إلى‏]‏ حبه، التي قرت عينها بالله‏.‏

‏{‏ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ‏}‏
الذي رباك بنعمته، وأسدى عليك من إحسانه ما صرت به من أوليائه وأحبابه

‏{‏رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً‏}‏
أي‏:‏ راضية عن الله، وعن ما أكرمها به من الثواب، والله قد رضي عنها‏.‏

‏{‏فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي‏}‏
وهذا تخاطب به الروح يوم القيامة، وتخاطب به حال الموت ‏[‏والحمد لله رب العالمين‏]‏‏.‏


تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)




سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
اضافة رد مع اقتباس