إذن فالعضو يجب أن يكون من وجهه نظري .. كحال الطيور دائم التنقلات والإرتحال .. من مكان لآخر يتحكّم في تنقلاته عديد الظروف ، كتغيّر الطقس والمواسم .. وتبدّل المزاج والمواقف ، وإكتشاف عالم آخر وتجربه شيء جديد. فذلك كما هي القاعده في المقدمه لأديبنا الكبير / فإن ذلك سيعود عليه بملء بطاريته العقليه والوجدانيه .. فتتجدد الطاقه وتنفتح الشهيه ويحمل متاعه ويرحل .. او يرحل بلا متاع فهذا أمتع. إنبهرت تماماً بعالم المنتديات في بدايتي النتيه .. حتى وصل بي الحال لكتابه عشرات المواضيع في يوم واحد دون ملل ودون كلل .. فهي كما الكنز المفقود الذي سقط بين يدي فجأه ، فلم أشعر يوماً ما مهما بلغت طموحاتي المستقبليه بأني سأجد مكاناً أقول فيه كل ما أشاء دون شروط تعجيزيه وظروف رقابيه احياناً.! ذهبت هنا .. وكتبت هناك ، أصبحت مشرفاً والعقل المدبّر الأول في بعض المواقع .. لكن لم استطع أبداً التخلّص من الحالة الاستثنائيه " والمزاجيه " التي تجبرني مهما بلغت مسيرة عطائي وإن كانت في ذروتها – على أن ارتحل وأبحث عن مكان جديد امارس فيه مشاكساتي وآرائي من الصفر. وإن سألتموني بالذات عن أطول الفترات التي بقيت فيها بمنتدى بعينه .. فهي ربما تكون في منتدى النصر كلوب لمده تقارب الـثلاث سنوات كانت في القسم العام أكثر من أي قسم آخر ، وفي منتدى الزعـيم وإن كان تسجيلي في 2006 كما هو واضح لكني لم أكتب فيه إلا متأخراً جداً .. ومنتدى ثالث هو أول منتدى أحظى فيه بإشراف في حياتي.! كنت وقتها " على نيّاتي " تجاه الآخرين .. وكنت لا أزال أحبوا أولى الخطوات الكتابيه ، بلغت ذروة حماسي عندما تزاملنا أنا وأحد الاعضاء في مسك الإشراف على القسم الرياضي في ذاك المنتدى .. كان أكبر مني سناً وكنت أرى فيه – قدوة ربما لفارق العمر وربما لأني أحسست معه بمساحه كبيرة من التفاهم الاحترام والتقدير الاخوي .. والضوء الأخضر ايضاً. مرت الأيام والشهور .. وكان من اللافت تميّز ( عضوة معينه ) في كامل أقسام المنتدى ، واجتهادها ومواضيعها الدؤوبه والرائعه .. بل وأكثر من ذلك كنا نتناقش في اقسام المشرفين حول ضروره منحها الأوسمه والجوائز التقديريه والتشجيعيه بالذات في قسمنا الرياضي مع زميلي – وجزءاً من صديقي.! ورغم أني وذاك الزميل من مدينه واحده لكن لم نتقابل او نجتمع يوماً ما على أرض الواقع ولم نهتم كثيراً بذلك فكان كل التواصل عبر الماسنجر والجوال في افضل الاحوال ( والحمد لله بأني لم أقابله ابداً حتى الساعه ) مرت الأيام والشهور مرة أخرى .. وتعطّل جهازي الشخصي وإنتهت صلاحيته مما دفعني للتردد على مقهى إنترنت ليس ببعيد عن منزلي. في يوم لا يُمكن أن انساه في مسيرتي النتيه .. دخلت المقهى وأخذت ساعتين من الزمن ، وتوجهت نحو كابينـه ( 13 ) للدخول في بحر الانترنت ، ولست مؤمناً بحقيقه التشاؤم برقم معين او حتى مكان او أشياء خرافيه ، لكن ماحصل لاحقاً ليس سوى يوم مشؤوم حقاً. ما إن دخلت على المنتدى WWW…….. COM حتى تفاجأت وهالني مارأته عيناي ..! إنه إسم ذات العضوة المميزة ، صاحبة الجهد الوفير .. والإبداع المنقطع النظير .. موجوداًَ في صفحه الدخول الشخصي .. فكيف وقد دخلت مقهى شباب .. هكذا ببساطه .؟ قمت بتحديث الصفحه لربما كان هناك لبس في الموضوع .. لكن الأكيد بأن الصفحه بقيت على حالها وبنفس إسم الدخول ( فـــــلانه ) .. ! بقيت لمدة خمس دقائق أحاول إستيعاب الأمر .. في وقـت تجرأت فيـه بعدها للدخول على صندوق الرسائل الخـاصه كي اكتشف مالذي يحدث. وجدت " سوالف " وضحك .. وطق حنك ، بين هذه العضوه ومشرف آخر " كان صديقاً لي أيضاً " .. المُشكله ليست هنا .. بل في العضوة التي هي في الأصل " زميلي المشرف في قسم الرياضه " .. ! وعرفت بأنها او بأنه هو زميلي من خلال إشارته لبعض المواضيع المُشتركه في قسمنا الرياضي من خلال رسائله. بعدهـا بـأيـام أرسلت رساله خاصه ليوزر العضوهـ قائلاً / لا تنسيـن تسجلـين خروج من المقهى مرّة ثانيه.! ووجدتها فرصه سانحه للرحيل وتغيير المنتدى بما أن هكذا عقليّـات تتواجد بداخله ، ومن يومها وحتى الساعه لم أجد رداً على ماقلت سواء بالماسنجر او حتى الجوال ، وعرفت جيداً بأن صاحبي القديم قد فهم المغزى. بعدها بسنـوات توفّـي صاحب الموقع الذي كنا فيه الله يرحمه ويغفر له وعاثت في المنتدى العقليّات الضحله والمريضـه ، وهاهـو الموقع اليوم يعاني في غرفه الإنعاش.!