من يخاويني نشتري شماعة ؟! السلام عليكم ،،،
و رحمة الله و بركاته ------------> للهنوف 
الأخطاء بطبيعتنا ممكنة الحدوث ، و لسنا هنا في مجال الكتابة عن الخطأ أو كيفية معالجته أو كيفية الاستفادة منه للمستقبل فقد كتبنا عن ذلك غير مرة .
هناك أمر يأتي بعد وقوع الخطأ ، و يحصل عادة قبل البدء في معالجة الخطأ و الاستفادة منه إن حصل .
قبل الدخول للموضوع ! لماذا هذا الموضوع بالذات ؟!
لأنني أحتفظ عادة بما يقع صدفة بين يدي أو أمام عيني ، و عند مراجعتي اليوم لبعض محفوظاتي اطلعت على المقال المعنون ببائع الشماعات للأخ ماجد المنيع . 
سأفترض مثالاً و سأطبقه على نفسي .
حصلت لي مشكلة !
يعود حدوثها لأكثر من سبب و لنفترض التوزيع التالي :
السبب الأول : أنا حفظني الله و أتحمل ما نسبته 10 % من الخطأ .
السبب الثاني : الهاوي سخره الله لإرسال ألفيته الأصلية - و قسم ما أعطيها أحد - و يتحمل ما نسبته 30 % من الخطأ 
السبب الثالث : ماجد مقبل و يتحمل ما نسبته 20 % من الخطأ و هذا لكونه حمال الأسية 
السبب الرابع : العنا و يتحمل جميع ماتبقى من النسبة يعني 100 % 
أجد أنني أعيد حدوث المشكلة للهاوي و ماجد و العنا و أتجاهل كوني أحد الأسباب .
الأفضل أن نبدأ بأنفسنا لأننا نناقش و نحاول و نعدل ما هو بأيدينا بينما قد تكون الأسباب الأخرى خارجة عن إرادتنا و بالتالي مهما بذلنا من جهود قد لا تأتي بنتيجة ، و في النهاية سيستمر الخطأ و قد يتكرر .
حتى لو كنا آخر أسباب حدوث المشكلة لنبدأ بأنفسنا ثم نواصل لمحاولة تفادي الأسباب الأخرى مستقبلاً .
قبل أيام حصلت مشكلة لشخص معنا هنا ، المشكلة هي أنه خارج الرياض و كان من المفترض أن يزور والدته في إجازة نهاية الأسبوع و قد أعطاها كلمته ، لم يتمكن من الوفاء بكلمته لظروف واقعية صحيحة لم تكن في الحسبان و لكن عندما ناقشنا المشكلة بعد حدوثها - و خلال ( شرهة ) والدته متعها الله بعمر طويل على الطاعة في صحة جيدة و متعنا بوجودها و نفعنا بدعائها - بدأ في سرد الأسباب إلا أنه لم يحاول أن يعترف أنه مقصر و أنه كان بإمكانه أن يفكر في البدائل و أن يجد المخارج .
بهذه الطريقة لو تكررت الظروف لا قدر الله قد يكرر تصرفه و لن يفي بكلمته و سيظل يعيد حدوث المشكلة لنفس الأسباب أو ربما لغيرها ، لكن لو حمل نفسه المسئولية و فكر في البدائل التي تمكنه من الوفاء بكلمته لاستطاع بإذن الله مواجهة المشكلة في المرات القادمة حال حصولها لا قدر الله .
و بالنسبة لك يا صاحبي فذكر القصة هنا يمكن لك أن تعتبره عتاباً شديداً ، فقد تألمت مما حدث لأنها و ربي لا تستحق خذلانك لها و أنت مقصر مقصر مقصر إلى ما لا نهاية .
ليس هناك أسهل من رمي الأخطاء على الآخرين أو التغاضي عن أنفسنا كأسباب للأخطاء ، و لكن ستستمر أخطاؤنا معنا و سترافقنا في جميع سني عمرنا ، و لكل منا حرية الاختيار .
فبأيدينا أن نودع الخطأ بلا رجعة - بإذن الله - بمجرد معايشته و تجربته و بأيدينا التفرج و الاكتفاء بالتنصل عن المسئولية و تحميلها على الآخرين و البقاء في حفر المشاكل .
أخيراً ..
هل نتفق على البدء في التفكير بأنفسنا عندما نكون ضمن أسباب حصول الخطأ قبل التفكير في الأسباب الأخرى ؟!
حتى و إن كان ما نتحمله بسيط مقارنة بالآخرين دعونا نبدأ به .
دمتم أحبة . |