السهل الممتنع
وما أدراك ما العالمية..!!
صالح السليمان


يغطون في نوم عميق ويعيشون في أحلام اليقظة والنشوة الكاذبة وخدعة الألقاب الوهمية والإنجازات المكتبية.. ولهم كل ذلك.. لهم أن يحولو الوهم حقيقة والخشب ذهباً ويعملوا من (الفسيخ شربات) ويرقصوا جماهيرهم الصابرة..

ولكن فليبتعدوا عن عادة سيئة أدمنوها عادة المساس بإنجازات الكبار والنيل من الأبطال الحقيقيين والتطاول عليهم وحذف قلاعهم الشامخة بالحجارة..

فالتاريخ وسجلاته والأرقام ولغتها تؤكد أن الهلال تأهل رسمياً لبطولة أندية العالم.. بل هو أول فريق آسيوي يتأهل من داخل (الملعب) وهذا مدون في سجلات الفيفا والاتحاد الآسيوي.. وكون البطولة لم تقم فهذا لا يحجب أن الهلال دفع مهر التأهل.. والمكسب أن سجله بقي خالياً من الخسارة من أي بطل قاري آخر.

والهلال تأهل من داخل الملعب ولم يتأهل عن طريق (المكاتب) والكواليس والضغوطات وحب خشوم اليابانيين ولو كانت فنسا.

والهلال لم يشارك وهو لا يحمل أي لقب آسيوي في ذلك العام.. ليبقى مرشح آسيا (مكتبياً) الفريق الوحيد الذي يلعب مع أبطال القارات دون أن يحمل أي لقب قاري.. في سابقة لم تحدث من قبل ولا من بعد.

والهلال لم يشارك وهو لم يحقق طوال تاريخه لقب بطولة آسيا.. وهو اللقب المؤهل رسمياً لهذه البطولة.

بالمناسبة فترشيح أول فريق آسيوي والذي تم فيه تجاهل (حامل اللقب الياباني) لم يوضح حتى الآن ضوابط ذلك الترشيح!! ويبدوا أنها من الأسرار الخطيرة وربما أخطر من أسرار الشفرة النووية..

وإذا كان ذلك الترشيح الغريب تم حسب الأقدمية فمن باب المنطق أن يكون الهلال هو أول من يرشح (مكتبياً) لأنه صاحب الأسبقية بتحقيق السوبر الآسيوي بل وعبر بطولة دوري آسيا الأقوى (وهو اللقب المؤهل لمونديال الأندية) وليس عبر بطولة الكؤوس..

أما حكاية أن الهلال عالمي أو غير عالمي.. فإذا كان فريقاً عقيماً وبعيداً عن البطولات عقداً كاملاً من الزمن وينافس على الهروب من المؤخرة مع تواضعه في جميع الألعاب.. يكون نادياً عالمياً..

فمن باب أولى أن يكون الهلال كذلك.. فالهلال بشعبيته وجماهيريته وزعامته وبطولاته ونجومه الكبار وكونه فريق القرن الآسيوي و(الظهر القوي) للمنتخب الوطني.. وتحقيقه لما يقارب من (250) بطولة في مختلف الألعاب والفئات السنية خلال خمسة أعوام.. كل هذا يؤهله لحمل جميع الألقاب.. ولن تكون العالمية حكراً على نادٍ عاقر حقق بطولة وحيدة في مختلف الألعاب والفئات السنية خلال خمسة أعوام..

والهلال موجود رسمياً.. في قائمة الخالدين لأفضل مئة نادٍ خلال تاريخ كرة القدم.. وهذا من خلال دراسة مؤسسة rsssf.. ويكفي أن يكون من أفضل خمسة أندية خارج أوروبا.

والهلال فاز على بطل أوربا النادي العالمي (مان يونايتد) وقبلها فاز على فالنسيا بفريق معظمه من لاعبيه.. وليس باستعارة فريق شبه كامل ليلعب بالوكالة مع فريق عالمي.

وعلى كل حال حديثي عن العالمية يأتي من باب التجاوز.. وإلا فهي لا تمثل هاجساً لدى الهلاليين لأنه لقب غير واقعي وخيالي.. فإذا تحدثنا عن العالمية فماذا تركنا لميلان وبرشلونة ومان يونايتد والإنتر!!..

وإذا كان مجرد اللعب بالمونديال يمنح الصفة العالمية.. فالمنتخب السعودي عالمي ولاعبوه أمثال سامي وياسر ومعاذ والعشرات لاعبون عالميون.. ومنتخب الإمارات عالمي والأهلي المصري عالمي والرجاء المغربي عالمي والنجم الساحلي التونسي عالمي وسباهان الإيراني عالمي..

ومع هذا لم نجد أحد هؤلاء يجرؤ أن يلقب فريقه بالعالمية لأنها أندية عزيزة وحرة ليس لديها مركب نقص أو ضحالة في البطولات أو عقدة من منافس فتبحث عن لقب كبير يجعلها تظهر بشكل مضحك ومثير للشفقة مثل (طفل يرتدي بشت أبوه)!..

والهلال خصوصاً لا يبحث عن الألقاب الخيالية وغير الواقعية والتي قد تجعله محل تندر وشفقة.. فالهلال لديه أهم وأشهر لقب رياضي وأكثرها واقعية ومطمع الحساد والمنافسين (الزعيم).

فهذا لقب الهلال الرسمي.. وسيستمر كذلك ولو تأهل الهلال ثانيه وثالثه لكأس العالم.. وسيترك الألقاب الوهمية لأصحابها.. والشاعر يقول (وتصغر في عين العظيم العظائم).