و بنى طيله عشرين سنـه وأكثر .. فريقاً يتربّع حالياً على عرش الكرة الانجليزيه والاوروبيه بل هو الأغنى في العالم. قد ينتمي ذلك العجوز إلى المدرسه التدريبيه الكلاسيكيه والتقليديه خصوصاً في دوري كإنجلترا .. لكن ورغم ذلك فإنه لم يمنع نفسه وفريقه من مسايرة الكرة " الجماهيريه " إن جازت التسميه او الكرة الحديثه .. وبالإمكان القول بأن خلاصة تجربه إمبراطور التدريب التي شارفت على الإنتهاء حسب قوله ( ناجحه ) إجمالاً خصوصاً محلياً. فالسيطرة الكبرى في التسعينات للشياطين الحمر على الدوري الانجليزي لتسعه مواسم وتحقيق لقب دوري الأبطال في مباراه لاتنسى مع البايرن .. يعطيك انطباعاً على أن القلعه المانشستراويه " غول ووحش أوروبي مرعب " ينبغي أخذ الحيطه والحذر خصوصاً في عرينه " الأولد ترافورد ". هذا النموذج او المثال وأعني بـه الإمبراطور فيرغسون ، يجعل منه أحد القلائل .. او لنقل " أبرز مدربي الوسطيه "
.. فلم يكن إبناً باراً على الدوام للمدرسه التدريبيه النمطيه ، وفي ذات الوقت لم يُجازف في المدارس التدريبيه المتطوره والتي غزت كثيراً من الدول الاوروبيه ، وبَقِي مُمسكاً العصا من المنتصف تماماً. إذن نحكي عن اوروبا على وجه الخصوص .. فقد عُرف عن الانسان الاوروبي في حياته الشخصيه / النظام والمحافظه جداً فيما يختص بالتقاليد المتوارثه هناك.. بمعنى أسلوب حياة من الصعب تغييره ( بالذات نظامياً ). ولا نستثني المدربين هناك .. فإشتهر كثير منهم ( بالصرامه والمحافظه على التدريبات والخطط والتكتيك ) .. بل يصل الامر إلى عدم التهاون في التمارين اليوميه .. إلى أن وصل الامر كما قرأت قبل أيام لقيام كلينسمان مثلاً والذي لم يتجاوز سنه التدريبي سنتين فقط ! بالتهديد بسحب الجوالات من لاعبي البايرن قبل التمارين..!
وحتى يومنا هذا لم يتخلّى كثير من مدربي اوروبا العمالقه عن النمط التقليدي في التدريب .. دون إدخال أية تجديدات حداثيه لطرقهم واساليبهم ، مما منحهم – ستايل وشكل واحد فقط طيلة الوقت. أقول ذلك حتى وإن حققت المدارس " الكلاسيكيه " عديد البطولات والإنجازات مع الفرق والمنتخبات في أوروبا بالذات. ذلك لم يمنـع بعض " المدربين " من قلب اوروبا من تحويل مساراتهم والدمج بين – الطرق التقليديه الاوروبيه والطرق اللاتينيه المهاريه. إذا نظرنا في الوقت الحالي بتمعّن لشاهدنا أن اغلب المدربين الكبـار – موجودين في بلدانهم الأصلية إما مع المنتخبات او الانديه. حتى وإن كان " كابيلو " مثلاً مع منتخب إنجلترا ، لكن ومع تجربته القصيره في انجلترا ومع كبر سـن كابيلو .. لا يمكن ان نتوقع مثلاً أن يتخلّى عن النهج المعروف لهذا المدرب العملاق ويتجه في أواخر عمره التدريبي نحو " أسلوب مطوّر " ، بل إنه لا يمكن ان يجازف بذلك ببساطه ، فيكفيه أن الغلطه محسوبه بعشرة فهو فقط " ثاني " مدرب أجنبي يدرب المنتخب الانجليزي .
ليـبي العائد للمنتخب الايطالي ، وينتمي بكل فخر إلى المدرسه الكلاسيكيه .. كذلك الحال لمورينهو .. واخرين كثر. إن تحدثنا عن المدرسه الإسبانيه .. لربما جاز لنا القول بأنها الأكثر تأثراً ( بالمدرسه اللاتينيه ) والأكثر تمرداً ( عن النمط الاوروبي التقليدي ). فهناك عرفنا الكرة الجميله حتى وهي تخسر .. لكنها كانت تدهش العالم اجمع بما تقدمه .. كذلك الحال بالنسبه لأنديتها بالذات القطبين البارسا والريال ، فالعناصر اللاتينيه واعني بذلك لاعبي البرازيل والارجنتين هم عمـاد الفريقين منذ الأزل وحتى الساعه .. يكفي ان نقول دي ستيفانو في ريال مدريد .. وفتية البرازيل روماريو ، ريفالدو ، رونالدو ، وقبلهم الاسطوره مارادونا في برشلونه. وميسي ورونالدينهو وروبينيو وآخرين كثر في الفريقين هذه الايام. لذلك تأثر عديد المدربين بالستايل الممتع لأنديتهم .. بل حتى اللاعبين الاسبان من خلال احتكاكهم مع نجوم امريكا الجنوبيه .. تألقوا واختاروا ذات الطريقه بالنسبه للعبهم وتنميه مهاراتهم الشخصيه .. بالتالي لم يجد العجوز اراغونيس صعوبه في إيجاد توليفه ذهبيه وحقق الكأس الاوروبيه عن جداره. 
إذن لا يمكن ان نعطي غير اراغونيس لقب " أستاذ " المدرسه الإسبانيه حتى وهو يستقيل من تدريب المنتخب .. لكن تجربته قد انتهت فلا يمكن لنا النقاش على شيء أصبح من الماضي. الحداثه تعني التجديد و التغيير عن الرتم المعتاد .. لذا فبالإمكان القول بأننا نبحث عن { أفضل المدربين المهاجرين } في العصر الحالي.؟ خصوصاً إذا مازلت عند رأيي الشخصي بأن المدرسه الاسبانيه هي الافضل في الزمن الحديث.. وبعيداً حتى عن تحقيق الإسبان للقب الاوروبي. الإسباني الأنيق جداً " خواندي رامـوس " الأبرز بإعتقادي ، فهو من وضع فريق يدعى – إشبيليه الاسباني الاقوى في العالم حسب تصنيف فيفا مرتين على التوالي ، وهو من حقق معه كأس الاتحاد الاوروبي مرتين متتاليتين .. كما حقق في موسم واحد ثلاث بطولات " كأس الاتحاد الاوربي + كأس السوبر + كأس ملك إسبانيا " .. كما حقق السوبر الإسباني على حساب ريال مدريد.
سيرة ذهبيه لرجل ذهبي .. رحل بعد ذلك إلى السبيرز توتنهام اللندني بصفقه وصلت لما يقارب الـ 30 مليون دولار لمده أربعه مواسم ، لم ينتظر هذا الإعجازي كل تلك الفتره بل حقق معه نتائج مذهله منذ الموسم الأول ، فبعد ان كان توتنهام في المركز الـ 18 عندما حضر راموس .. فنقله إلى المراكز الاولى في سلم ترتيب الدوري ( الخامس – والحادي عشر ) على التوالي على ما اعتقد. لم يكتفي راموس بذلك مع توتنهام .. بل أخرج أرسنال الانجليزي بهزيمه مذله في نصف نهائي كأس رابطه المحترفين الانجليزيه ( كأس الكارلينغ ) بخمـاسيه مقابل هدف وحيد
معليش حبايبنا محبي المدفعجيه .. 
.. ويتأهل بعد ذلك لمقابله فريق تشيلسي المدجج بالنجوم .. وألحقه بالارسنال وهزمه بـ 2 – 1 في النهائي ليحقق بطوله بعد سنين عجااااف طويله عاشها جمهور السبيرز. ويبدو { العملاق التكتيكي } الكبير رامـوس مرشحاً فوق العاده لمواصله الابداع والإمتاع مع توتنهام .. قد لا يتمكّن مثلاً من مجاراة المان والليفر والبلوز في رحله البحث عن لقب الدوري ، لكن كل الظروف مهيأه خصوصاً في بطولات النفس القصير ( وهذا ليس بذنبه ) لأن الفريق لا يمتلك من نجوم – السـوبر ستار كما في الفرق الكبيرة أية لاعب. لا يُمكن ونحن نفتـح سيرة الإسبان المتألقين ان نغض الطرف عن المُجازف – رافاييل بينيتيز مدرب ليفربول الحالي.
جاء من إسبانيا بالتحديد من فالنسيا بعد ان حقق معه نتائج هي الافضل في مسيرة النادي – بطل الدوري الاسباني ، ووصيف بطل دوري الإبطال مرتين متتاليتين خلف الريال وبايرن ميونخ وإنجازات أخرى كبيرة. وجد فريقاً ( متواضعاً على الصعيد الفني مقارنه بوضعه اليوم ) .. وكان سلفه الفرنسي جيرارد اولييه حتى وهو يحقق الانجازات ، يقدّم اداءاً باهتاً لا يليق بمكانه الليفر في اوروبا كافة. سلخ الإسباني بينيتيز جلد ليفربول .. وأعاد بناءه مرة أخرى خصوصاً مع جلبه لأفضل اللاعبين الإسبان لفريقه .. ويكفيه فخراً إنجازه في العام 2005م في نهائي الابطال مع العريق ميلان الايطالي .. عندما تأخر الفريق بثلاثيه جعلت اللقب شبه مؤكد في خزائن الوحش الإيطالي ، لكن ماحصل بعد ذلك مسرحيه خالده كما هي مسرحيات شكسبير .. عاد الليفر في ظرف وجيز بالتعادل القاتل ، ثم الفوز بضربات الترجيح وسط فرحه – إسطوريه لا يُمكن ان تُمحى من اذهان محبي الليفر. كرّر ذلك الانجاز مره اخرى في نهائي 2007م أمام ذات الفريق ، لكن الميـلان احتـاط هذه المره ولم يغب عن ذهنه ابداً كابوس النهائي الماضي .. وفاز بثنائيه انزاغي.
ومع قدوم توريـس الهداف الصغـير .. بالإمكان توقّع الكثير من ليفربول الموسم القادم. إجمالاً : هل بالإمكان القول بأن المدرسه الاسبانيه التدريبيه هي من ستتفوّق في النهاية .؟ الإجابه بمعرفه حصيلة ليفربول وتوتنهام في نهايه الموسم القادم .. ومن وجهه نظر خاصه فإني اتوقّع لكلا الفريقين النجاح الساحق.