أريد أن أجلي أمراً للقراء أراه بات مهماً، خلال حوارٍ مسينجريٍ مع الحبيب الصديق أبي ريمان طلبت منه أن يكتب موضوعاً في المجلس فسألني عن ماذا ؟ فقلت له قلمك سيال فاكتب عن أي شيء ، ثم عدتُ فطلبت منه أن يكتب عن الحياة لأنني بحاجةٍ إليها أكثر من أي وقتٍ مضى.
استجاب هذا الصديق القريب لطلبي - و هو دائماً يفعل لأنه كريمٌ ابن كرماء - و كتب موضوعه الأصلي فجاء خبر تخرج أختنا المباركة الحكيمة لميس عرضاً فصدّره المقال.
كتبت هذا لأنني كنت الساعي خلف هذه الكتابة من قبل و كلٌ يؤخذ من كلامه و يترك إلا المصطفى صلوات الله و سلامه عليه.
عوداً على بدء ،
يقول سقراط في الحب : نبحث دوماً عن نصفنا الآخر المكمل لذواتنا و إنسانيتنا .. بملامح ذاتية و صفات معينة و خصائص غامضة و غائمة و حالمة .. قد نجده مبكراً في بدايات المراهقة فيبقى هو الحب الأول و لاأخير مهما أحببنا أو عرفنا أو شاركنا سواه !
هذا كلام سقراط و هو يعتبر أهم فلاسفة الإغريق على الإطلاق إلى جانب أرسطو و أفلاطون.
عندما قرأتُ موضوعك ابا ريمان ، وهو أتى استجابةً لطلبٍ ألححت فيه عليك ، كنت في حوارٍ مسينجري مع كريمةٍ لي ثم سألتني بعد أن قرأت ردي عن ما أقصده فقلت لها كلاماً لا أذكره كله الآن لكن الذي أذكره إنني قلت ُ أن الحبيب لا يرى إلا محبوبه إينما التفت ، يسعى لاهثاً وراء سراب و عندما يقترب منه لا يجد شيئاً و لفرط حبه و تعلقه بمحبوبه لا يثق بما وجده حقيقةً و إنما بما يراه خيالاً.
يظل يمشي و يمشي هذا المحب و هو لا يدري أن محبوبه قد لا يعرف أصلاً أن هناك من تعلقت نياط قلبه به ، و حتى لو بادله نفس الشعور فتظل مشكلة تساوي الدرجة في هذا الولع و السعي وراء المجهول.
لذلك تسألتُ في ذلك الحوار الذي أشرت إليه مع كريمتي : ما جدوى كل هذا ؟
أنا لست ضد الحب فهو جبلة بشرية ، فجميلٌ - ربما - أن نحب لكنّ الأجمل أن نُحَبّ بصدق لأننا أنفسنا و لسنا غيرنا. أنا فقط أشفق على ذلك المحبوب الأسي الذي يشرد ذهنه عندما تلوح له في الأفق شيئاً من طرف محبوبه.
أما النص الثاني الذي تطرقت له فسأبقيه لي لوحدي من دون الناس و ربما أنشره في مكانٍ آخر و أوقعه باسمي ، و على المتضرر اللجوء للقضاء يعني ستأتي معاملتك لي و سأبت فيها أنك مخطيء و أنا على صواب.
شكراً لك على كل شيء.
أخوك