مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #7  
قديم 17/05/2003, 01:07 AM
s111s s111s غير متواجد حالياً
زعيــم جديــد
تاريخ التسجيل: 26/11/2002
مشاركات: 37
رد: عُقدة " المؤامرة "

إقتباس
إقتباس من مشاركة ALHILAL

يُعاني مجتمعنا الرياضي بدءاً من الموسومين ( برموزه النخبوية ) ، وانتهاء بطبقاته العامة التي يستهويها ويروق لها ( الخطاب الناري ) و ( نشاز الكلام ) من عدم قدرتها على إيجاد الحوار الواعي المؤدي إلى الحقيقة ، على الرغم من أن حاضرنا قد منح هذا المعطى الحضـاري خيــاراً أساسياً ينمي العقل ويرفع الروح ونسبق به من سبقنا ، وإذا كان الحوار الحكيم أحد الثوابت العظيمة لحوارنا مع الآخر ، فلماذا لم نستطع وحتى الآن توظيف هذا النهج العظيم في حواراتنا ضمن دوائرنا الذاتية ؟ هل هي الأهواء الشخصية ؟ أم القرية الكونية التي أظهرت ما كان مختلفاً وخافياً ؟ هل هو الخوف على ذواتنا ، ومكانتنا ؟ أم هو افتراض المؤامرة عند الآخرين ؟
ما هو أو اين الخلل في منافساتنا ؟ بل لماذا فضاؤنا الرياضي يعيش حالة المراوحة وحتى التدني والانحطاط بدل الارتفاع والتطور كما هو حادث عند من حولنا ؟
من الصعب تشخيص الأجوبة المناسبة لهكذا حالة معقدة وفي الوقت نفسه متدهورة، لعل قلة الأفكار
إقتباس
ونضوبها بسبب التخلف التكنولوجي والاجتماعي بل والفكري ربما ، ولعله أيضا عدم استيعاب عملية التاريخ وحركته الديناميكية .

ويُلاحظ أحياناً التزمت الايديولوجي مقابل التصورات والرؤى الواقعية للطرح الجيد مما يجعل واقعنا يعيش حالة الثبات والسكون، خاصية الايديولوجيا، مقابل معطيات الواقع العملي التي تعني الحركة والتغيير والاستمرار، وتمهد حالة الركود والسكون الفكري ( لدى الرموز الرياضية ) الى بروز ظاهرة مثقفين سطحيين أو متثقفين ، ذات انعكاسات سلبية ليس على نضوب الافكار وندرتها فحسب بل على قيمة المكتسبات والإنجازات الرياضية المحلية والوطنية عند الأقران والمرجعيات الكبرى بل وحتى في نظر من يتذيلوننا قبل الآن ، وسنتذيلهم بعد الآن إذا ما أخذت بنا هذه الطريق حتى نهايتها .
حتى أننا نرى من نرى منهم يستخدم ما يسمى بـ (CONSPIRACY LINGUISTIC ) أي المؤامرة اللغوية وتعني عدم تسمية الأشياء بأسمائها ، وانتهاج هذه المؤامرة ينشد تناسي الأشياء وتجاوز الأحداث والابتعاد بالجمهور عن كشف سوء التخطيط المبني على الجهل و الارتجالية والنرجسية العمياء في الأندية الرياضية ، على طريقة الجدات قديما اللاتي لم يكن يملكن في الماضي دواء للبثور المحرقة عندما يصاب بها الطفل فكن ينهينه عن حكّها وعدّها كي لا تتكاثر، في محاولة منهن لتوجيه انتباهه ونسيانها لأنهن لا يملكن علاجا لها ، حيث كان يسود اعتقاد قديم بأن عدم تسمية الأشياء القبيحة بأسمائها الحقيقة يبعدها عنا، فنسمي التدخين ( المخزي ) إمعانا في كرهه ونأيا بأنفسنا عنه، كما نسمي مرض السرطان بـ( الخبيث ) لأن ذكر اسمه الحقيقي قد يصيبنا به..
فعندما تُطلق مفردة ( مؤامرة ) على سياسات قوية، ومدججة بالطاقات ، هو توجه نحو حربها او التشكيك بسلامة وصولها نحو الهدف التي تنشده تلك السياسات وتلك الطاقات ، لأنها تنطوي على رغبة طبيعية في التسلط ، فهو انحراف في التسمية عن معناها. وهو انحراف لفظي مخادع، يدلل على رغبة دفينة في دواخل من يطربه التغني بها للبحث عن دور ( الضحية ) وحين تصل بنا سعة الخيال الى حد تصور ان هناك أشباحاً مجهولة ترتّب الأمور ، وتقوم بالعمل ، وتخرّب مؤسساتنا الرياضية ، وتشارك في تحقيق البطولات أو نسفها ، نكون قد خرجنا عن السوية ـ بحسب علماء النفس ـ اذ ان من ميزة الاسوياء ليس مجرد الاعتراف بالحقائق، وانما ايضاً التحقق من صدقية هذه الحقائق كي لا يدخل الانسان في نوع من الخداع الذاتي. اما سيئو التوافق مع أنفسهم ومحيطهم، فتنمو لديهم ـ بحسب علماء النفس ـ عقدة الاضطهاد، ويعتبرون انفسهم وناديهم وجمهورهم ضحية لواقع مجحف يلومون الآخرين عليه.
كثيراً ما نسمع ( المؤامرة ) و ( التأمر ) على الأندية ورؤسائها فالاتحاد يتآمر على أندية بعينها ، و الحكام يتآمرون على أندية بعينها ، واللجان تتأمر على أندية بعينها ، وقريبا قد يصبح كل فرد متهماً بالتآمر حتى يثبت العكس.
لا أعتقد أن أحد ينكر أن ثقافة ( المؤامرة ) تقود إلى المبالغة وإلى السخف أحياناً، حين يشتط الذهن الإنساني ويمضي في الشك إلى درجة المرض والهوس وسيطرة الوهم على الحقيقة ، وقد تختلط الأمور فيصير من الصعب فرز الحقيقة عن الخيال .
ليس ما ذكرنا كلاماً يقال على سبيل المزاح والدعابة، إنه غيضٌ من فيض جاد ومؤلم، تسمع مثله، وعلى طرازه، يومياً حيث تواجدت.
انما من اين تتسرب هذه الافكار؟ هل ثمة ( مؤامرة ) في مكان ما؟ واذا كانت موجودة، بالفعل، فما هي حدودها؟ أين ينتهي تآمر الآخرين علينا، وأين يبدأ تآمرنا على انفسنا؟
أقول : إلى متى يظل هذا التخلف والاستخفاف بالجمهور والتعلق بكل ما يُظن ـ حتى لو كان كذبا وبهتانا ـ مساعدا للإحتفاظ بمكانتنا ومكاننا والظهور الفلاشي والفضي الفضائي !!؟ .
ولهم أقول
ثمة مثل يقول «إن البعوضة تدمي مقلة الاسد» أي اننا ـ وأنتم لستم بالبعوض ـ قادرون على إطفاء بصر المنافس ، ولو كان هذا المنافس ملك الغابة التي تعيشون في أدغالها الوعرة، شريطه اطلاق رصاصة قاتلة، في رأس هذا المخلوق الشبحي الذي صنعتموه ونميتم أطرافه، وأطلتم أظافره، وأسميتموه ( مؤامرة ) لتستريحوا في ظله وتخلدوا إلى خدر جميل .