مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 06/05/2003, 12:07 PM
المناصر المناصر غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 22/04/2003
مشاركات: 210
د.الأهدل: الإيمان (34) القرآن..

دروس في الإيمان (34)

القرآن هو المصدر الأول للتشريع

إذا كان الإيمان بالكتب المنزلة قبل القرآن، أصلا من أصول الدين، فإن الإيمان بالقرآن الكريم هو أساس الإيمان بالكتب السابقة كلها، بل هو أساس الإيمان بالرسل وبدين الله من حين أوجد الله آدم إلى اليوم، لأنه لم يبق كتاب سماوي صحيح يدلنا على إنزال الله تلك الكتب، وإرسال أولئك الرسل إلا هذا القرآن.

ومن هنا تأتي أهمية الإيمان بهذا الكتاب خاصة، كما أنه لا يوجد دين رباني حق يجب على البشرية كلها اتباعه إلا ما جاء به هذا الكتاب، ولا منهج تشريع يضمن للعالم الهداية والصلاح إلا منهج هذا القرآن، فهو المصدر الأول للشريعة الإسلامية، وتليه سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي ما عرفت رسالته إلا بالقرآن،فيه أمر الله ونهيه لرسوله ولهذه الأمة التي يجب عليها أن تطبقه في حياتها لتنال سعادة الدارين.

ولهذا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتلو هذا القرآن على الناس، وأن يبينه لهم، وأن يحكم به بينهم، ووصف من لم يحكم به بالكفر – الأكبر - إذا اعتقد جواز الحكم بغير ما أنزل الله، أو زعم أن الحكم بما أنزل الله غير صالح،وأن الذي يدعى إلى التحاكم إلى كتاب الله فلم يستجب لذلك، ليس بمؤمن.

قال تعالى: {اتبع ما أوحي إليك من ربك الإله إلا هو وأعرض عن المشركين }. الأنعام: 106.

وقال تعالى: {قل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل واتبع ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين }. يونس: 108،109.

وقال تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون - ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون - ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون }. المائدة: 44،45/47.

وقال تعالى: {ألم تر إلى الذين يزعمون أ نهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا }.النساء: 60-61.

وقال تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما }. النساء: 65.

فالإيمان بهذا القرآن يترتب عليه التسليم المطلق لأمر الله ونهيه الواردين فيه أو في ما صح من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ التسليم المطلق لأمر الله ونهيه، والحكم بما أنزل، والعمل بذلك هو المقصود من إنزاله، وهو فرض على كل الناس، وبه يكون صلاح العالم: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا } الإسراء:9.

فالقرآن الكريم هو المهيمن على كل ما عداه من الكتب السماوية السابقة.
اضافة رد مع اقتباس