مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 04/05/2003, 01:02 PM
أنا الزعيم أنا الزعيم غير متواجد حالياً
زعيــم جديــد
تاريخ التسجيل: 09/04/2003
المكان: بالقرب من الهلال
مشاركات: 16
الدَّاءُ . . . وَ . . . الدَّواء

من تأمل كلام الله عز وجل وجد فيه بيان ( الداء ) الذي تعيشه أمة الإسلام هذه الأيام ، و ( الدواء ) الذي تبحث عنه ، وجاء ذلك مجملاً في آيات ، مفصلات في أحاديث نبوية صحيحة ، ووقفتنا هذه المرة مع آيات فيها الحضُّ على الجهاد ، وبيان ما يصيب الأمة إن تركت هذه الطاعة ، وما هو السبيل من الخروج من الآثار السيئة المترتبة على ترك هذا الفرض ؟!

الداء : { إلا تنفروا } ، والأثر المترتب عليه : { يعذبكم عذاباً أليماً } وسببه : { أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة } .

وقد فصَّل رسول الله صلى الله عليه وسلم سبب هذا الداء بقوله – فيما أخرجه أبو داود وأحمد عن ابن عمر مرفوعا - :
" إذا تبايعتم بالعينة ، وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع ، وتركتم الجهاد : سلط الله عليكم ذُلا ، لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم " (1) .

ففي هذا الحديث تفصيل للرضى بالحياة الدنيا من الآخرة الوارد في الآية ، وهو التوسع في جمع المال ولو عن طريق الحرام ، والركون إلى الأرض ، وحب الحياة ، وكراهية الموت في سبيل الله ( الجهاد ) .

وفيه أيضاً إلماعةٌ للأثر المترتب عليه وتفسير لقوله تعالى : { عذاباً أليماً } بالذل والصَّغار المترتب على هذه الفواحش والمعاصي ، وذلك بقوله صلى الله عليه وسلم :" سلط الله عليكم ذلاً " .

وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – أن العذاب الأليم المجمل في آيات سورة التوبة جاء مفصلاً في سورة الأنعام في قوله سبحانه { أو يلبسَكم شيعاً } ؛ وهذا ذلٌّ ما بعده ذل ! كيف ذلك ؟ إن تفرقت الأمة أحزاباً وشيعاً تداعت عليها الأمم .

وقد كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأثر المترتب على داء الرضى بالدنيا من الآخرة ، فقال – فيما أخرجه أحمد وأبو داود عن ثوبان رضي الله عنه - :
" يوشك أن تَدَعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلةُ إلى قصعتِها ، وقيل : يا رسول الله ! فمن قلة يومئذ ؟! قال : لا ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، يُجعل الوهن في قلوبكم ، ويُنزع الرُّعبُ من قلوب أعدائكم ، لحبكم الدنيا ، وكراهيتكم الموت " (2) .

أرأيت – أخي الحبيب – أثر الرضى بالدنيا ، وإنه الدنيا والدّنيّة على الذات بالتفرُّق والتشرذم ونشوء الشيع والأحزاب فيها
وعلى العدو بالطمع في الخيرات ، والنهش من جسم الأمة الإسلامية وخيراتها ، والتداعي عليها .

هذا هو الداء ، والأثر المترتب عليه ، وسببه ، ولكن ... ما هو العلاج ؟
إنه التخلي عن أسباب المرض من خلال " حتى ترجعوا إلى دينكم " .

نعم ؛ إنه التمسك بالدين والرجوع إلى فهم الأولين له ، والتحلي بأخلاقهم ، والقيام بالمهمة التي قاموا بها ( العلم ) و ( التزكية ) ، حتى يتمكن المسلمون من خلال ذلك إلى أن يصعدوا ويسعدوا فيحتلوا ( ذروة سنام الإسلام ) ، والسلام .

منقول ...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وهو حديث صحيح ، مخرج في " السلسلة الصحيحة " للشيخ الألباني رحمه الله ( رقم : 11 ) .
(2) وهو حديث صحيح ،كما في " السلسلة الصحيحة " ( رقم : 956 ) للشيخ الألباني رحمه الله .

منقول من منتدى (http://www.sahwah.net/)
اضافة رد مع اقتباس