باب الجنة ...
قصيدة في رثاء الكاتبة الثقافية ( هديل الحضيف ) صاحبة مدونة ( باب الجنة )
ابنة الدكتور محمد بن عبدالرحمن الحضيف الكاتب والأديب والإعلامي السعودي المعروف
بعد غيبوبة دامت ثلاثة أسابيع
نسأل الله العلي القدير أن يتغمدها برحمته و أن يلهم ذويها الصبر و السلوان
رُويدُكَ أيُّها الوجَعُ الثقيلُ
رُويدُكَ أيُّها الألمُ الدَّخيلُ
فقد كُنا نعيشُ بِكلِّ خيرٍ
يَلمُّ شتاتنا وهجٌ جميلُ
و نحيا في هناءٍ وابتهاجٍ
و يجمعُ شملَنا أملٌ جليلُ
و لكنّ الجمالَ غدا هباءً
و باتَ ( النورُ ) في الدنيا قتيلُ
و قد أصبحتُ في ألمٍ وضيقٍ
و دمعي من على خدي يسيلُ
دموعي لاتُكفكِفها الأيادي
و همِّي لم يَعُد يقواهُ ليلُ
و كيفَ أصيرُ في فرحٍ مقيمٍ
و قد رحَلت عنِ الدنيا ( هديلُ )
نسائمُ دوحةٍ عبرَت وسارَت
و مثلُ هديلِ في الدنيا قليلُ
هديلُ العلمِ والتقوى تسامي
فقد أعلاك مثواكِ الفضيلُ
هديلُ الطهرِ والتثقيفِ هيَّا
فقد ناداكِ ماءٌ سلسبيلُ
لقد كنتِ ومازلتِ كياناً
عظيماً لا يحيدُ و لا يميلُ
تركتِ لنا على الدنيا سراجاً
منيراً فيه ميراثٌ أصيلُ
فتحتِ لنا على الجنّاتِ باباً
لكِ منّا بهِ شكرٌ جزيلُ
وُجُودُكِ كان للدنيا ضياءٌ
و عِلمُكِ كان للساري دليلُ
و نُورُكِ كان للعُميانِ شمسٌ
وسيفُك كان للغازي سليلُ
ضربتِ عصاك في بحرِ الحيارى
فكانت فيهِ للناجي سبيلُ
رحلتِ عن الحياةِ بخيرِ زادٍ
و ما هذا عن الدنيا رحيلُ
و قدَّمتِ لكلِّ الناسِ درساً
بأنَّ العلمَ للتقوى خليلُ
سيبكيها على مرِّ الليالي
فؤادٌ مخلصٌ وافٍ عليلُ
و يبكيها صيامٌ .. قبلَ يبكي
صلاةَ قيامها ليلٌ طويلُ
لقد كانت رسالتُها ( زُلالٌ )
فراتٌ من محابِرها و نيلُ
لقد كانت ثقافتُها ( جهادٌ )
يقودُ زمامَها للحربِ خيلُ
لقد كانت ( هديلُ ) لنا ملاذاً
إذا في فتنةٍ .. قُدِحَ الفتيلُ
فويلٌ ثم ويلٌ ثم ويلٌ
لهم ويلٌ و ويلٌ ثم ويلُ
فَهُم لا يعرِفُوا لـ ( هديلِ ) قدراً
و لا يحظى بهم شرفٌ نبيلُ
و لكن حَسبُنَا الرحمنُ دوماً
عليهِم إنَّه نعمَ الوكيلُ
لشاعرنا المبدع
ياسر الثقفي
خــــيـــــــال
,