في ليلة اكتمل لها كل شيء .. فالسماء زرقاء .. والقلوب زرقاء .. و الأعين لا تنظر إلا لكل ما هو أزرق .. فاكتست العاصمة بزرقة البحر الهلالي .. وهي في كبد الصحراء !!
ليلة تاهت خيلاء وكبرياء بين مثيلاتها من الليالي .. فهي بين أحضانها ستحتضن ذلك المارد الأزرق .. و معه كل تلك الجيوش من أتباعه .. سوف تحتضنهم بسكونها .. وسوف يشعلونها بأهازيجهم .. وأصواتهم .. سوف لن تنام هذه الليلة وذلك الولد البار الذي اسمه ( هلال ) غاضبا عليها ؟!! .. بل ستتزين بإرضائه .. وستنعم بإسعاده .. وستطرب لفرحه .. وستغني على ألحان جمهوره ..
فهي تعلم ( أي الليلة ) أي شيء نالته تلك الليالي التي اقترنت بهذا الذي يسمونه ( هلال ) .. حتى أصبحت الليالي تتشوقن للقاء به .. والتسابق للتعرف عليه .. و كم هي سعيدة تلك التي يكون من نصيبها ( الهلال ) في يوم من أيام زواجه من البطولات .. فهو لا يحده في زيجاته من البطولات لا شرع ولا دين .. بل أنه لا يكاد يحفل بالواحدة منها حتى يذهب باحثا عن حسناء أخرى .. لتسعد مع قريناتها من البطولات ..

فكم انتي محظوظة يا هذه الليلة بعريسك ..!!

قلوب تشربت ذلك العشق الرياضي الأوحد .. ذلك العشق الهلالي الأزرق .. ذلك العشق الأزلي .. أتت للقاء هذا الملاك الأزرق .. أتت لترى بطولة جديدة ترتمي في أحضان الأزرق .. مرددة له ضمني إليك .. فأنت أكرم من أتقدم إليه .. وأنت أجمل من يقترن اسمي باسمه .. وأنت الذي لا أرى لك ندّا ولا شبيها بين جميع الأندية ..

ها هي ساعة الصفر .. ساعة إطلاق الحكم صافرة بدء العرض الهلالي .. والمدرجات قد غصت بمحبي ناديها .. وها هم رجال الأزرق ينزلون إلى أرض الملعب مدججين بأسلحة العزم والقوة والثقة بالله اولا ثم بهذا الجمهور الذي أتى للاحتفال بهم وبهذه البطولة الغالية ..

لم يكن بين الهلال والاحتفال بالكأس إلا ( دقائق ) ..!! نعم فما دام الكأس يلمع في المنصة .. والهلال و ( سامي ) في الملعب . فالمسألة مسألة ( توفيق من الله عز وجل ) .. ومسألة وقت لا أقل ولا أكثر ..
فقد أصبحت هذه ( التسعين ) دقيقة مجرد بروتوكلات مكررة لكل هذه البطولات التي يكون الهلال فيها طرفا .. ومجبر على أن يمشي وفق هذه القوانين .. وإلا فالنتيجة واحدة بإذن الله .. ( الـــكـــأس هـــلالــــيـــــة ) !!

[c]#### الإهـــــــــــــــــــــــداء الأول ####[/c]

لو سألت أي هلالي البارحة من أجل من كنت تتمنى البطولة ؟!
لأجابك : ( من أجل الرئيس ) !!

نعم .. فأنت يا أبا عبدالرحمن أكثر ما ميّز هذه البطولة ( الأربعينية ) .. وأنت أكثر من أرى أنه يستحق أن تكون إهداء له من بني هلال .. من لاعبين وجمهور ..

فأنت لست مجرد رئيس نادي .. فأنت نرى فيك المشجع المحب المخلص العااااااشق لناديه .. ونرى فيك عضو الشرف الفعال الذي لم يبخل على ناديه بأي يوم من الأيام .. ونرى فيك الرئيس الهلالي ( المثالي ) الذي لطالما كنا نحلم به في سابق الأيام .. فبالتالي أصبحنا نرى فيك الهلال .. و نرى في عينيك زرقة الهلال .. فكم هي فرحتنا بهذه الكأس وأنت على رأس الهرم الهلالي .. وكم هي سعادتنا ونحن نراك تقطف أغلى ثمار جهدك حتى الآن ..

مبروك يا أبا عبدالرحمن .. فهذه الكأس هي عربون وفاء من ناديك الهلال نظير ما قدمته وتقدمه وستقدمه - بإذن الله- لأجله .. ولأجل محبيه .

[c]#### ســـــــــــــــــامــــي .. يــاذئــــب الــبــطـولات ####[/c]

عجيب أمر هذا اللاعب .. فتكاد تحس أن البطولة في جيبه .. متى ما أرداها لم يكلفه ذلك إلا أن يخرجها من جيبه ليقدمها لنا ..!! ( مع توفيق الله له بالتأكيد )

سامي يخطف الأبصار عند رؤيته .. و يسرق القلوب عند لعبه .. وتصيح الحناجر عند أهدافه .. وتطرب الأفئدة لفنه .. لاعب نادر .. اجتمعت فيه كل مقومات اللاعب .. فن .. مهارة .. سرعة .. ذكاء متوقد .. سرعة بديهة .. وعاشق للفنيلة التي يرتديها .. فهو كامل ( رياضيا ) .. وهو المنزه ( كرويا ) .. وهو اللاعب الأول في الهلال .. وخصوصا عندما يلمع بريق الكأس في المنصة .. فتكون شهية الذئب مفتوحة لتنال من فريسته .. ولا يسكن ولا يهدأ حتى ينال من طريدته ..

إرجافا .. قالوا أنه لم يعد سامي الذي نعرفه !!!
وسذاجة .. قالوا أنه لم يبقى فيه ما قد ينفع الهلال !!
وغـــبـــاء .. قالوا ان سامي ليس هو اللاعب الأول !!
وحـــماقـــة .. قالوا ان سامي انتهى !!!!!!!!

فقال لهم .. ورد عليهم بالأفعال .. أن سامي لا يموت .. مثله مثل باقي العظماء .. و أن زمانه لا ينتهي .. بل يبتدي مع فجر كل يوم .. وهذا المارد الذي يسكن هذا الجسد النحيل لم يسكن ولم يهدأ يوما حتى ينال مبتغاه ..!!

انت يا من تلظى نار اسمك حتى كادت أن تعمي الناظر إليك ... وأنت يا من من شهرته كدت لا تسمى !! .. وأنت يا من خطب ودّ المخاطر فنال منها .. وأنت يا عاشقا أوفى لمعشوقه .. وقدم ( الكؤوس ) مهرا لهذا المعشوق .. فنعم العاشق ونعم المعشوق .. وحبا بهذا العشق الحلال ..!!

بالأمس كنت أنت .. لا أقل ولا أكثر ..!! فكل الذي فعلته ممارسة هوايتك المفضلة .. جمع الكؤوس .. واصطياد البطولات .. فلم تفعل غير ما عودتنا عليه .. فشكرا لله على هذه الهبة الربّانية لنادي الهلال ولمحبيه .. هذه النعمة التي اسمها ( سامي ) !!

[c]#### بــــــطــــــولــــــة كـــامــــلــة !! ####[/c]

هانحن جمهور الهلال ومحبيه نحتفل بالبطولة ( الأربعين ) .. بعد صوم دام قرابة التسعة أشهر !!! يا الله .. تسعة أشهر لم نحتفل ببطولة ؟!! كم هي طويلة !! .. فنحن تعودنا ألا تكاد تتوارى ابتساماتنا من الفرح ببطولة .. حتى تأتي أخرى لتجدد هذه الابتسامة .. وتزرع الفرح من جديد في قلوبنا ..

بالأمس أبدع الشلهوب .. واستأسد الدعيع .. وقاتل الشريدة .. والكل رسموا أجمل صورة لأجمل هلال .. فيالها من بطولة ...!!!
فالحمد لله أني هلالي .. وإلا فغيري من جماهير الأندية الأخرى ينتظرون بالسنوات لينالوا على بطولة .. ولو تشريفية !! ولم ينالوها ..!!


بالأمس .. اجتمعت كل أسباب أن تكون هذه البطولة هلالية كاملة .. فالجمهور ملأ المدرجات .. واللاعبين أدوا كل أنواع الفن الهلالي المميز .. والرئيس هو عبدالله بن مساعد .. فحقا ما أجملها من بطولة .. وما ألذ طعمها ..

وختاما .. أقول :


مـــبـــروك الـــهـــلال .. يــا بــطــولـة !!