أخوي ماجد : بارك الله فيك ولاحرمك الله الأجر والمثوبه , وأحببت توضيح الآتي
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد : فالحديث الذي
ذكره السائل في فضل عشر سورٍ من القرآن الكريم حديث موضوع مكذوب على النبي – صلى الله
عليه وسلم – تحرم نسبته إليه – صلى الله عليه وسلم – لقوله - صلى الله عليه وسلم - :" من حدّث عني
بحديث يُرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين " .
فقد ذكر ابن قيم الجوزية – رحمه الله – ما صح فيه فضل
من سور القرآن ولم يذكر هذا الحديث الذي سأل عنه السائل ، ثم قال ابن القيم بعد ذلك : " ثم سائر
الأحاديث بعدُ كقوله : من قرأ سورةَ كذا أُعطِيَ ثواب كذا فموضوعة على رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
( المنار المنيف : رقم 225 – 238) .
وكذلك فعل عمر بن بدر الموصلي في كتابه ( المغني عن
الحفظ والكتاب ) ، حيث قال : " فلم يصح في هذا الباب شيء غير قوله في .. " فذكر ما يصح ولم
يذكر الحديث المسؤول عنه وتعقبه محققه، وهو الشيخ أبو إسحاق الحويني ، بزيادة أحاديث صححها
، فلم يذكـر أيضـاً هذا الحديث
( جُنّة المرتاب : 121-145) .
وكذلك فعل السيوطي ( على توسُّعِه في
التصحيح) فأورد ما ليس بموضوع في فضائل القرآن ، فلم يذكر هذا الحديث ، فيكون عنده موضوعاً
( الإتقان للسيوطي : 2/1113-11130).
وتابعهم ابن هِمّات في كتابه ( التنكيت والإفادة : 30-40)،
وفضيلة الشيخ بكر أبو زيد في
( التحديث بما قيل لا يصح فيه حديث : 122- 123 رقم 191-193).
ومع ذلك : فقد صحت أحاديث أخرى في فضل السور الواردة في الحديث الذي سأل عنه سائل ، فقد صح
في سورة الفاتحة ، وسورة الإخلاص ، والمعوذتين ، والكافرون ، والملك أحاديث في فضلها على
وجه الخصوص أما سورة : يس ، والدخان ، والواقعة ، والكوثر ، فلم يصح في تخصيصها بالفضل حديث .
هذا مع ما ثبت في فضل قراءة جميع سور القرآن ، وما جاء في الحث على تلاوته وتدبره
وتعلمه وتعليمه والعمل بما فيه كتاب الله – تعالى- وفي صحيح أحاديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم – والله أعلم .
والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على إمام الأنبياء والمرسلين وعلى آله
وأصحابه والتابعين .
للتوضيح