فضيلة الشيخ _ بارك الله فيكم _ وحفظكم : كثيرا ما يتناقل بعض الناس أثناء الحديث على ألسنتهم آيات من القرآن الكريم أو من السنة على سبيل المزاح ، مثاله :
كأن يقول : فلان { نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا } أو قول بعضهم لبعض { لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ } أو قول أحدهم لآخر { يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـذَا } أو ما شابه ذلك وهكذا .
ومن السنة كأن يقول أحدهم إذا ذُكِّر ونُصِح بترك المعصية : يا أخي (( التقوى هاهنا )) ، أو قوله : (( إن الدين يسر )) ، وهكذا .
فما قولكم في أمثال هؤلاء وما نصيحتهم ؟
الجواب :
[ أما من قال على سبيل الاستهزاء والسخرية فإنه على خطر عظيم ؛ وقد يقال إنه خرج من الإسلام ، لأن القرآن لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يُتخذ هزوا ، وكذلك الأحكام الشرعية كما قال الله تبارك وتعالى { يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِؤُواْ إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ مَّا َحْذَرُونَ {64} وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ ليَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ {65} لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بعْدَ إِيمَانِكُمْ }
ولهذا قال العلماء رحمهم الله : من قال كلمة الكفر فإنه يكفر ، ويجب عليه أن يتوب ، وأن يعتقد أنه تاب من الردة ، فيجدد إسلامه ، فآيات الله عزَّ وجلَّ ، ورسول الله ، والرب عزَّ وجلَّ ، أعظم من أن يتخذ هزوا أو مزحا .
أما من استشهد بآية على واقعة جرت وحدثت ، فهذا لا بأس به ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم استشهد بالآيات على الوقائع ، فاستشهد بوقله { أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ} حينما جاء الحسن والحسين يتعثران في أثوابهما ، فنزل من المنبر وقال صلى الله عليه وسلم (( إنما أموالكم و أولادكم فتنة )) .
فالاستشهاد بالآيات على الوقائع لا بأس به ، وأما تنزيل الآيات على ما لم يرد الله بها لا سيما إن قارن ذلك سخرية واستهزاء فالأمر خطير ]اهـ .
الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله
لقاءات الباب المفتوح ( 3/ 302 ) ط البصيرة.
خافو الله ياناس فهذا خطر عظيم نسئل الله ان يغفر لنا ولا يؤخذنا بمافعل السفهاء منا