بســم اللـه الرحمــن الرحيــم
الجزء الثالث و الجزء الرابع
-3-
بعدها بيوم أو يومين .. تبادلت النقاش مع والدي حول الجامعة ، أترى الحديث عند العميد ؟ .. فبدأ يضحك ويستنكر حديثه .. شخصيا استمتعت بالدعم المعنوي والكلام – الجميل – الذي سمعته عن العميد !!
لو أتيت بطالب يمتلك ذاكرة ممتازة لاستطاع احصاء كثير من الأمور التي نسيتها ..
وهي وصمة عار على جُدر الجامعة ..
في الأسبوع التالي بدأت اختبارات تحديد المستوى التي تشرف عليها جامعة بيل البريطانية ..
الاختبار الكتابي كان في قاعة حمد الجاسر .. وما أن انتهينا حتى بدأ الانتظار ( اللا منتهي ) لاختبار الكمبيوتر ( اختيار من متعدد ) ولم أنته إلا عند الثالثة تقريبا !!
بعدها استمرينا في الحضور لقاعة حمد الجاسر .. وشهدت في أحد الأيام برنامجا لمجموعة من المحاضرين ..
وفي الأيام الأخرى كنا نستمع للكلام المنمق على برنامج الكلية الجديد .. مع سماع بعض الاستفسارات ( البالية ) وليس لنا كمستجدين إلا الحضور .. فقط !!
أنهى أغلب الطلاب اختباراتهم .. ثم وزعوا على قاعات المدرجات لبدأ البرنامج الجديد للسنة التحضيرية ..
كانت البداية سيئة وبلاهدف ..
أكثر من 300 طالب في قاعة ضخمة ومعلم – يهذي – لنفسه دون أن يصل الصوت للحاضرين بينما بقية الطلاب منشغلون .. بين حديثٍ جماعي .. واتصالٍ .. وحين بلغ الملل مبلغه
أصبح ( البلاسيتشن المحمول 
) متنفسا أحيانا للبعض ..
مللت حالي هكذا فقررت ألا أحضر مرة أخرى بعد ثلاثة أيام من الحضور ..
بعد أسبوع – غير هذا الأسبوع –
حضرت في مقرنا الجديد – مقر كلية الحاسب وهو مقرنا المؤقت – ليوم واحد وتغيبت بعده حتى اجازة العيد !!
بالتأكيد عانى الطلاب الحاضرون .. فلم يستفيدوا شيئا وفوق هذا التحضير فيها يعد لاغيا ..
ويافرحتهم في عميدهم الذي شدّد على الحضور ..
ثم ألغى أهميته في الأسابيع الأولى ؟؟
كانت بمثابة الصدمة للجميع .. وتأكيداً على كلام والدي الذي تحداني حين ناقشته حول العميد وأهدافه
وقال بالحرف / ( نشوف ) ؟!
-4-
عقب انتهاء إجازة عيد الفطر .. بدأ برنامج السنة التحضيرية الفعليّ .. وبالتأكيد لم يخلُ من الأخطاء الغريبة .. الصدمة الأولى .. كانت في وجود المعلمين العرب .. أين وعود ( سعادة ) العميد بأن المبنى لن يشهد تواجد أي معلم عربيّ ؟ في تلك الأثناء رفض الكثير من المعلمين الأجانب أن يبدؤوا العمل لكون التنظيم سيئا .. فلا كشوفات للتحضير .. ولامنهج واضح .. انتظرنا على هذه الحال السيئة فترة .. وبدأ المعلمون يتوالون علينا .. لدرجة أنه في نصف الفصل أصبح عدد معلمي اللغة الانجليزي ستة معلمين في الأسبوع الواحد !! من هنا سأبدأ في كل جزء بالحديث عن مادة من المواد التي درسناها في الفصل الأول .. البداية باللغة الانجليزي .. خصص لها عشرون ساعة أسبوعيا .. كونها تعتبر العمود الفقري للبرنامج .. وهي المادة التي تقوم عليها بقية المواد .. لا أنسى ماقاله أحد المسؤولين .. أن اللغة الانجليزية ستحوي ساعات لمصطلحات الرياضيات والحاسب .. لكننا لم نسمع جعجعة ولم نر طحنا !! أما معلمو المادة فكانوا في أغلب الاحيان الصدمة الأبرز .. حين نسمع ( النطق ) المصري الخالص للكلمات الانجليزية لانطلق إلى الضحكات على معلمٍ يجيد طلابه النطق خيرا منه !! استمرّينا على هؤلاء المعلمين السيئين جدا ( باستثناء واحد كان أميريكا مسلما يأتينا لأربع ساعات فقط ) .. كان ( ريكي ) أكثر المعلمين المحببين للطلاب .. ودودا .. وبشوشا .. يجعل من المنهج متعة لدرجة أن الوقت يمضي كومضة عين لاتكاد حتى تنقضي .. وفي النهاية نُقل لمجموعة أخرى !! غيره كان اثنان من مصر .. وواحد سوري ( جُمع السوء والملل والبرود كله فيه ) .. ورابعهم كندي .. نلتقيه آخر ساعتين يوم الاربعاء .. وتعلمون مدى انضباطيتنا يوم الأربعاء !!
وإن حضرنا كانت ساعتا حديث مع الأستاذ دون دراية بالمنهج !! قُطع الفصل بإجازة الحج .. وبعد العودة أصبحنا على معلمين فقط .. أحدهما ( سيراليووني ) .. لا أقدر على تقييمه فلم أحضر عنده كثيرا .. والآخر ( اسكتلندي ) .. إن سميته ( قذرا ) فقد كرّمته .. جمع الغرور والغطرسة والتعالي .. وكل أحاديثه عن العيش الصعب هنا .. وعن مغامراته في تايلند ( التي يحبها ونسائها ) .. وكيف تبدو فتيات ( أسبانيا ) جميلاتٍ .. ثم يحلق إلى مصر .. ويمر بنا على أخيه سائق التاكسي في لوس أنجلوس وأنه يتقاضى أجرا أكثر .. ثم يعود إلى الرياض .. وتضيع الدقائق الباقية في تحديه لنا أن مانشستر سيهزم الهلال بعشرة أهداف .. وما أن ينقضي النقاش .. حتى يتحدث عن ( عشقه ) نادي النصر .. !! الجزء القادم الرياضيات .. بين ملعم سيء ومنهج مضغوط !! الحاسب .. نكتة الهند !! مهارات الاتصال .. الحسنة الوحيدة دون وقت حسن !! 