
14/02/2003, 03:25 AM
|
زعيــم متواصــل | | تاريخ التسجيل: 01/01/2001
مشاركات: 149
| |
[c] الحلقة الأخيــــــــــرة[/c]
خيل لطارق أنه يسمع دقات قلبه وهو ينتظر أن يسمع صوت منار .. كان يسمع صوت أنفاسها لكنها لم تنطق بأي حرف .. قال بحذر وبصوت منخفض :
- منار هل تسمعيني ؟
قالت له بصوتها الذي اختلط بالدموع :
- أنا آسفة يا طارق ..
وشعر طارق بالجزع عندما تأكد له أنها تبكي ، أسرع يقول :
- منار أرجوك لا تبكي .. أنا لن أقبل أن تقولي لي آسفة لأني لست غاضبا منك .. من أجلي يا منار امسحي دموعك واجعلي الابتسامة تنير وجهك ..
قالت له منار وقلبها يرقص طربا :
- إنها دموع الفرح يا طارق .. فأنا أسعد فتاة في الكون هذه اللحظات ..
شعر طارق بالرضا وهو يشاهدها سعيدة وقال لها بحب :
- وسأسعى جاهدا أن تكون السعادة هي عنوان حياتك .
صمتت منار لحظات قبل أن تقول بصوت هامس :
- طارق أرجوك لا تبتعد عني مرة أخرى ..
وكانت لهذه العبارة أبلغ الأثر على قلب طارق الذي ينبض بقوة هذه اللحظات ..
[c]*** *** *** *** *** *** ***[/c]
جلست شقيقة طارق أمام شقيقها وهي تسأله في اهتمام :
- خيرا يا طارق ؟ ما هو الموضوع الذي تريد أن تحدثني فيه ؟
كان من الواضح ارتباك طارق من خلال نظرات عينيه .. صمت قليلا محاولا أن يفكر كيف يبدأ الموضوع الذي يدور في رأسه .. قال وهو يتحاشى النظر إلى عيني شقيقته :
- يبدو أن فكرة زواجي من ابنة عمي ليس قرارا حكيما ..
كانت شقيقته تنظر إليه في صمت ودون أن تتحرك .. وشعر طارق بالعصبية فنهض من مكانه وهو يستطرد :
- أنا لا أريد أن أظلمها أو أظلم نفسي ..
خرجت الحروف من بين شفتي شقيقته ببطء قائلة :
- هي منار إذن ؟
لم يعلق طارق وآثر الصمت .. فنهضت هي من مكانها وقالت :
- طارق أنت لست صغيرا .. ولكن أريد أن أخبرك شيئا .. إن الزواج في مجتمعنا ليس بين شخصين .. لكنه بين عائلتين .. هل فكرت في هذا الأمر ؟؟
التزم طارق الصمت فاتجهت شقيقته إلى باب الغرفة وقالت قبل أن تغادرها :
- سوف نستكمل الموضوع في وقت لاحق .. بعد أن تفكر جيدا بوالديك وكل من يحبك..
[c]*** *** *** *** *** *** ***[/c]
وضعت داليا كوب العصير في المنضدة التي أمامها قائلة :
- ولكن ماذا بعد هذا الحب يا منار ؟ ما هي النهاية ؟
انزعجت منار من هذا السؤال لأنه يثير خوفها .. مجرد التفكير في أن طارق سيبتعد عنها يؤلم قلبها .. قالت بنبرة فيها حزن دفين :
- لا أعرف .. أحيانا أشعر أني مصدر شقاء لطارق .. فأنا متأكدة من أنه يحبني كما أحبه .. ولكن هذا الحب يضعه في موقف صعب مع أهله لأنه يرغبون في زواجه من ابنة عمه .
قالت لها داليا باعتراض :
- ولماذا تكونين معلقة على أمور مستقبلية أكاد أجزم أنها لن تحدث .. ثم إنك تستطيعين أن تساعدي طارق على اختيار القرار الذي يناسب أهله ..
هتفت منار باستنكار :
- ما هذا الكلام الذي تقولينه ؟
صمتت داليا برهة قبل أن تقول بهدوء :
- إذا كنت منار هي السبب في شقاء طارق فيمكنها أيضا أن تكون سببا في راحته ..
نظرت إليها منار في تساؤل ، فتابعت داليا بنفس الهدوء :
- عندما تتزوجين يا منار ستنقذين طارق من الحيرة التي يعيشها ..
[c]*** *** *** *** *** *** ***[/c]
ابتسم نواف وهو يطوي الصحيفة التي بيده قبل أن يقول لطارق :
- وهل تعتقد أن زواجك منها بمثل هذه البساطة ؟
هز طارق كتفيه وهو يقول :
- الزواج هو الطريقة الصحيحة لنهاية الحب ..
شبك نواف أصابع كفيه وهو يقول في جدية :
- لو فرضنا أنك أقنعت أهلك بمثل هذا الزواج .. هل تعتقد أن أهلها سيقتنعون بذلك ؟
صمت طارق ولم يجب ، فتابع نواف كلامه :
- لو افترضنا أنه قد تم الزواج بينكما .. هل تصورت إلى أي حد ممكن أن يكون كلام الناس مؤذي لك ولها .. أعرف أنك تحبها ولن ترضى بأن يتطاول أحد عليها ..
صاح طارق بغضب :
- لماذا يجب أن يتحكم الناس في حياتي ؟؟
ربت نواف على كتفه وهو يقول بحنان :
- لأنك واحد من الناس .. ولا تعيش بمعزل عن الآخرين ..
[c]*** *** *** *** *** *** ***[/c]
شعرت منار بقلبها ينقبض وهي تشاهد اسم طارق يظهر على برنامج الماسنجر .. وبشكل غير إرادي كانت دموعها قد بدأت تسيل على جانبي خديها وهي تكتب :
- أرجوك سامحني .. لقد وافق والدي بالأمس على خطبتي من ابن صديق له .
لا يدري طارق لم كان متأكدا أنها تكذب .. ولكنه لم يرغب في أن يجادلها .. ولما طال صمته كتبت هي :
- طارق صدقني أنا أحبك جدا .. وأنا مستعدة لأنفذ كل ما تطلبه .
تنهد طارق بقوة قبل أن يكتب لها :
- أنا لا أريد أن يكون حبك لي مقابل أن تفقدي حب الآخرين لك .. لأن ذلك يعني أني أحب نفسي أكثر منك .. الحب الحقيقي هو الذي يضيف لنا وليس يجعلنا نفقد الآخرين .
كانت منار تجد صعوبة في القراءة بسبب الدموع التي في عينيها .. وعجزت أصابعها أن تكتب شيئا .. في حين أن طارق أصبحت أنفاسه تتردد بصوت مسموع دون أن يضيف شيئا .. وبعد فترة طويلة كتبت منار :
- لماذا أنت صامت ؟ هل أنت غاضب مني ؟
أجابها طارق بعد تردد :
- لست غاضبا .. ولكني كنت أتحدث مع قلبي .
سألته بأصابع مرتجفة :
- وماذا كنت تقول له ؟
جاء رده صاعقا ومؤلما لها حين كتب :
- يا قلبي ابتعد وارحل .
ولأول مرة يشعر طارق بدموعه الساخنة تلامس خده ..
[c]*** *** *** *** *** *** ***
وهذه حروف نثرها طارق بحبر من دموع بعد أن ابتعد عن منار
في ليلة يفتقد فيها ضوء القمر
تتراكم تلك الغيوم السوداء
وتئن الشموع من ألم السهر
وتقذف الرياح بأوراق الذكريات
فمرحبا بك أيها القادم المجهول
*****
القلب يعزف نغم الأشواق
والعين تثور على الصمت بالدموع
و هناك من بعيد صوت يهتف
متى تعود ؟؟
لنرتدي ثياب الألم من جديد
*****
سأبقى مرتحلا بين قسمات وجهك
وأبقى حاضرا معك في الخيال
لأتبع خطوات الروح
فتبعدني عنك مرة
وتقربني منك مرات
*****
سيكون قلبي منتظرا هناك
وراء القمر سيلتقي بقلبك
وحولنا النجوم ترافق أطيافنا
ربما تعود بنا نجمة شاردة
وربما لا نعود
*****
في حضرة الوداع
أيكفي الرجاء ؟
أيكفي الأمل ؟
هل هو العتاب ؟
أم هل هو الغياب ؟
*****
أزهاري بدونك تذبل
وأيامي بعدك تنقضي
فأنت كنت لليل أحلى قمر
وكنت شمسا لأروع نهار
تنعكس ملامحك في بقايا عمري
*****
هي بداية النهاية
بل هي نهاية البداية
فبدونك أنا لن أعود
ليتني أنسى نفسي
ولكن كيف أنساك ؟
*****
تستفيق بعض من ذكرياتي
لتطارد خيوط الشمس الظلام
ويصرخ داخلي الألم
هل نكون
أو لا نكون ؟
*****
[/c]
[c] |