مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 30/12/2007, 12:30 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ мя.ħάίţħάм
мя.ħάίţħάм мя.ħάίţħάм غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 31/07/2007
المكان: يآربٌ .. منْ لي غيركٌ
مشاركات: 8,721
حول العالم (بماذا نتفوق على 7دول) للكاتب / " فهد بن عامر الأحمدي

حول العالم
بماذا نتفوق على 7دول



فهد عامر الأحمدي
لدى صديق يتحفني يوميا بعشرات الرسائل والمحتويات الإلكترونية الطريفة.. وقبل يومين بعث لي بنسخة من "سجل غياب" مدرسة العزيزية بعنيزة. ويعود تاريخ السجل الى عام 1379هجري الموافق 1959ميلادي (أي قبل 49عام تقريبا)... أما الطريف - في هذه النسخة المصورة - فهو طبيعة الأعذار التي كانت سائدة في ذلك الوقت . فأمام أسماء الطلاب - وتحت خانة أسباب الغياب - تجد أعذارا ساذجة وتجاوزات إملائية يصعب تصورها هذه الأيام. فهناك طالب تغيب عن الدراسة تحت عذر (مصخن) وآخر (يسقي الحمار من المكيناه) والثالث (مشعول) والرابع (يتلوّا من بطنه) والخامس (جاء أبوه وقال عينه) والسادس أمامه ملاحظة تقول (آصلهم، وأشوف).....
..وهذه الأعذار الطريفة أعادتني شخصيا إلى أيام المدرسة التي كنت أعمل فيها.. فخلال عشر سنوات سمعت الكثير من الأعذار الساذجة سواء من الطلاب أو المعلمين. وفي النهاية توصلت الى حقيقة مفادها أننا نادرا ما نتغيب عن أعمالنا لعذر قوي أو حقيقي مقنع.. وحين أتذكر سلسلة الأعذار التي سمعتها في "المدرسة" أجدها تنقسم الى أربع فئات رئيسية:
المستهلكة، والمغرورة، والمتذاكية، والطريفة..
فالأعذار المستهلكة هي التي يظن صاحبها أنها جديدة وفريدة من نوعها مثل: تعطلت السيارة، ابني مريض، عندي موعد في المستشفى، زوجتي ولدت، عندي مراجعة في الجوازات، والدي توفى، رحيمي تعرض لحادث.. ولاننسى طبعا: ظروف عائلية خاصة (ويضع خطين تحت خاصة كي لا يسأله المدير عن تفاصيلها)!!
أما الأعذار المغرورة فتأتي يحين يختلط الشعور بالذنب مع الكبرياء والاستخفاف بذكاء المدير مثل: أنا معلم أجيال وارفض هذا السؤال، لا تحاسبني على الدقيقة فعملي يعتمد على الابداع، لم اكن متغيبا بل أخطط للاختبارات، المسؤول الفلاني طلبني للاستشارة، مكتئب بسبب انتفاضة الاقصى (سمعتها بنفسي)، سيأتيك خطاب رسمي من مدير التعليم، كنت في المطار استقبل خبير تعليم من ماليزيا - وفي المرة التالية نسي وقال من سنغافورة...
أما الاعذار المتذاكية فيقولها أغبى معلم في المدرسة - ولا يعرف انه كذلك - مثل قوله:
"لاياشيخ" كنت اعتقد انني استأذنتك، لولا ان الموضوع يتعلق باحد الزملاء لأخبرتك، سهرت حتى الصباح افكر في مصلحة العمل، كنت برفقة الشخصية الفلانية (ماشفتنا بالتلفزيون)، تراكمت علي واجبات الطلاب فقلت أخلصها في البيت...
أما الاعذار الطريفة فيلقيها شخص ذكي يتعمد إضحاك المدير طمعا في العفو.. ومثال ذلك:
ظننته يوم الجمعة، الشغالة ضربت الحرمة، كنت انتظر مكالمة من الوزير، قلعت ضرسي وكان فمي مليان قطن، أكلت عند واحد هندي وجاني اسهال، كنت بالحمام وانكسر المفتاح، ولدى سمير كب الشاي في الجزمة، شربت سوبيا ودخت بعدها، فاكر الشغالة اللي ضربت "الحرمة" أمس ضربتني أنا !!! ... وأيا كانت طبيعة ونوعية الأعذار تبقى في النهاية نزيفاً اقتصادياً وهدراً في طاقات العمل والانتاج. والأسوأ من هذا حين تنتشر في مجتمع اتكالي يتمتع أصلا بأكبر قدر من الإجازات الرسمية.. ففي السعودية بالذات تتجاوز إجازات الموظفين الرسمية 56يوما (بدون نهايات الأسبوع والمرضية) في حين يتجاوز مجموع اجازات الطلاب 120يوما (بدون نهايات الأسبوع والمرضية).. وبهذا الخصوص نتفوق على أمريكا وكندا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية .. وكل دولة تستعمل بطاقات الدوام الإلكترونية"...!!
اضافة رد مع اقتباس