مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 26/12/2007, 12:51 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ мя.ħάίţħάм
мя.ħάίţħάм мя.ħάίţħάм غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 31/07/2007
المكان: يآربٌ .. منْ لي غيركٌ
مشاركات: 8,721
حـــول الـــعــــالــــم " أحوالنا الأربع " للكاتب / فهد بن عامر الأحمد

(( بسم الله الرحمن الرحيم ))

[ حول العالم ]
"أحوالنا الأربع"



للكاتب/ فهد عامر الأحمدي

سواء ارتفعت الأسعار أم انخفضت .. سواء زادت الرواتب أم ثبتت .. سواء ارتبطنا بالدولار أم اليورو .. يظل الناس منقسمين الى أربع أحوال :

@ - الأول : فقير معدم ( لا يحتاج شرحه لمقال ) ..
@ - والثاني : متوسط الدخل ولكن يجاهد ليظهر بمظهر المكتفي (أو حتى الثري).
@ - والثالث : غني ومترف ويتصرف على هذا النحو بلا تحفظ ولا جدال.
@ - أما الرابع فمثل "الثالث" غني ومتمكن ولكنه لا يجد داعياً للتمظهر او التباهي على "الأول" و "الثاني".
... ف "الثالث" يرى أن من حقه إبداء مظاهر الغنى والثراء كون ذلك أحد المكاسب الاجتماعية المتوقعة من الثروة. وهذا التصرف هو الغريزي والمتوقع ويلاحظ حتى بين الأطفال وصغار السن .. فالطفل ما ان يحصل على لعبة جديدة حتى يسارع لإظهارها لأقرانه والتفضل عليهم بها ثم حبسها عنهم . وحين يكبر تكبر معه ألعابه وترتفع إلى مصاف المرسيدس والرولز رويس والطائرة الخاصة . وفي اغلب الأحيان لا تكون هناك حاجة فعلية لكل هذه المقتنيات الفخمة غير أن الرسالة التي يريد إيصالها إليك هي : أنا أملك وأنت لا تملك أنا أستطيع وأنت لا تستطيع .. وهو حين يشتري مقتنيات غالية - او اكثر من حاجته - يعلم جيدا أنه لا يحتاجها - أو على الأقل يستطيع امتلاك أفضل منها بسعر أقل . ولكنه لا يشتري المرسيدس أو الرولكس لذاتها ، بل يشتري المنزلة الاجتماعية التي تترافق معهما .. إنه ببساطة طفل كبير يتصرف بطريقة غريزية مسطحة !!
- أما "الثاني" فدخله متوسط وحاله مستورة وينتهي راتبه في ماكينة الصراف ؛ إلا أنه يدرك قواعد اللعبة ويرى تأثير المال على النفوس فيقرر الظهور بمظهر المقتدر مهما كلف الأمر .. ولأن المسكين تتجاذبه قوتان (ضيق الحال والرغبة في التفشخر) لا يجد أمامه غير الاستدانة والسقوط في دائرة التقاسيط ومع ذلك يظل رافعا شعار "الصيت ولا الغنى" !
- أما "الرابع" فهو الأنبل أخلاقا والأكثر نضجا والأعلم بتقلبات الايام ؛ فهو رغم ثرائه وغناه يعلم أن الدنيا مجرد شجرة يستظل تحتها ثم يقوم لتركها . أما خبرته في الحياة فتجعله يدرك أن المال والمظهر الخارجي ليسا المقياس الحقيقي لمعادن الرجال . ولأنه رجل عصامي تعب في جمع الثروة (ولم يرثها كالثري المتعجرف) تجده معتزا بنفسه واثقا من قدراته ولا يفهم كيف يمكن لساعة سويسرية أو سيارة ألمانية أن ترفع من قدره أو اعتزازه بنفسه!؟


... السؤال هو :
- لماذا يحرص معظم الناس على الظهور بمظهر الوجاهة وارتفاع المنزلة !؟ .. الجواب : ( إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد) ...
اضافة رد مع اقتباس