مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 23/03/2001, 09:53 AM
الكاتب النحرير الكاتب النحرير غير متواجد حالياً
(( كاتب الزعيم ))
تاريخ التسجيل: 18/11/2000
المكان: جدة
مشاركات: 725
Post استقبلوا العام بكثرة الصيام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين القائل في محكم التنزيل { إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالارْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ } [التوبة أية 36 ].
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، صلى الله عليه وسلم وهو الذي يقول : (( لا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلاهُ )) .رواه الترمذي .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،، وبعد
ونحن نودع في هذه الايام عاماً هجرياً انقضى ، حريٌ بنا أن نقف مع أنفسنا وقفة صادقة تطبيقاً لما ورد في الاثر عن الفاروق عمر أنه قال : ( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ) وعندما نضع أمامنا مفكرة العام الجديد يجب علينا أن نعرف قيمة كل ورقة فيها فهي تمثل جزئاً من عمرنا فنفكر كيف نملئها بجدول الاعمال الصالحة ونحاول أن نحافظ عليها بيضاء من غير سوء ولا إثم أو قطيعة رحم .
وإليكم هذه النصائح المستلة من كتاب الفوائد للامام ابن قيم الجوزية :
تنبيه
للعبد رب هو ملاقيه وبيت هو ساكنه فينبغي له أن يسترضى ربه قبل لقائه ويعمر بيته قبل انتقاله إليه . إضاعة الوقت اشد من الموت لان إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الاخرة والموت يقطعك عن الدنيا و أهلها ، الدنيا من أولها إلى آخرها لا تساوى غم ساعة فكيف بغم العمر .
أعظم الربح في الدنيا أن تشغل نفسك كل وقتٍ بما هو أولي بها وأنفع لها في معادها .
كيف يكون عاقلا من باع الجنة بما فيها بشهوة ساعة دافع الخطرة فان لم تفعل صارت فكرة فدافع الفكرة فان لم تفعل صارت شهوة فحاربها فان لم تفعل صارت عزيمة وهمة فان لم تدافعها صارت فعلا فان لم تتداركه بضده صار عادة فيصعب عليك الانتقال عنها .
فصل
السنة شجرة والشهور فروعها والايام أغصانها والساعات أوراقها والانفاس ثمرها فمن كانت أنفاسه في طاعة فثمرة شجرته طيبة ومن كانت في معصية فثمرته حنظل وإنما يكون الجداد يوم المعاد فعند الجداد يتبين حلو الثمار من مرها .

فيا أحبتي أذكركم ونفسي المقصرة بأهمية تدارك الاعمار قبل أن نضيعها ،وأول ما نبدأ فيه من الاعمال الصالحة في العام الجديد كثرة الصيام التي ورد أفضلية القادم من الايام على غيرها من شهور العام كما ورد ذلك عن خير الانام عليه أفضل الصلاة والسلام حيث قال :(( أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ وَأَفْضَلُ الصَّلاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلاةُ اللَّيْلِ )) . رواه مسلم .

وفقنا الله وإياكم لما يحبه و يرضاه وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .


أخوكم :

الكاتب النحرير

جدة ـ بوابة الحرمين الشريفين
الجمعة المباركة 28 / 12 / 1421هـ
اضافة رد مع اقتباس