بعد السلام ..
إليكَ صديقي :
صديقي .. كُنت تُشارِكُني أَجملَ اللحظات .. اسعَدَهآ .. امتعها .. كنا نملأ الُدنيا .. فَجأة .. نحتدُ للأبتعادِ .. بلا أسباب ِ.. و ِبلا مُقدِمات ...
أمضَينا سِنين طويلة .. حتى نجتمِع .. ذَللنا المصاعِب .. تَحدينا الظُروف ..
بِغَمضةِ عينٍ نَفترق ! .. ِبلحظة نَبتعد .. لِوَهّلة لا أجِدُك بِجانبي !
يآآآه .. كم أكرهُ حقاً تِلكَ اللحظةِ .. لا استَسيغُها مُطلقاً ! .. لكِن ؛ لعَلي أن أتقبلُها بعد أن فَرضتها أنتَ بطريقتِكَ .. وأيُ طريقة !
اثنين .. كُنا ..
وما زِلنا ..
مع إختلاف تجمُعنا ..
ذهبتَ أنت ..
ذهبتُ أنا ..
وبقي المكانُ شاغراً ...
تُرى من يملأه ؟
هل سآتي إليه ؟
هل ستأتي إليه ؟
هل سنلتقي فيه ؟
رُبَما ....
لكِن ؛ لا أظُن ..
ما أجزِمُ به .. أنه سيمتلأ بالغُبارِ الكثيف .. أو أن الرياحَ ستلعبُ بهِ .. وتغيّرهُ إلى قبر ! .. ربما قَبرين ! لمَ لا يكون عِدة قُبور ! مَقبَرة ! عِدة مقاِبر !!
آآآه ..
سَيتوقفُ نزفَ القلمِ هُنا .. لَعل مع توقفهِ يوقفُ جَرحاً غائراً في قـَـلبي ! أو قَـلبُـك .. وهَل يفرِق ؟
رأيتُ النهايةَ قبل البداية .. ببساطة حاولتُ أن أغيّرَ مُجراها .. عساها تكونُ أفضلَ مِما رأيت ..
بينَ :: عسى , لعلَ :: الترجي والتمني .. لكن ؛ تَجرِي الرياحُ بِما لا تَشتَهي السُفن ..
وإيُ سُفنٍ .. إنها بواخرٌ ! غَرِقَت .. يا للأسف .. حَوتْ كثيرا .. لكن لم يُفِدها ما حَوتْ ..
ما حَوتهُ أكلهُ الحُوتْ .. أكلهًما حيّين يَقطًرانِ دماً طاهراً أبيضَ اللون ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
السفينه مالها غير الشراع ..
والبحر ياهي تخوف قاعته ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ارتحل ما قال لي كلمة واداع * ولابعد ارسل بعنوانه صديق
واكتفي خلي بتأكيد الضياع ** ما درى اني ما اطيق ولا يطيق
واسمع لخطواتنا غرب الطريق
والدروب اللي تقربنا انتهت ** مابقى لنا الا الذكريات
والشموع اللي تنورها طفت ** واظلمت الله يعين بالحياة
واعلنت خطوتنا غرب الطريق
التوقيع : لا يفيد بشيء .. المهم أن تصل الرسالة .. إنقُلها يا بحر ! 