زمالك مصر يتحدي الرجاء والرقم القياسي في امتحان نهاية العام‏!‏

كتب ـ خالد توحيد
تعيش مصر الليلة واحدة من أهم الدقائق التسعين‏,‏ التي مرت عليها في مشوارها مع كرة القدم علي مستوي إفريقيا‏.‏

الدقائق التسعون ـ كما هو مستقر عليه في عرف الكرويين ـ هي عمر مباراة كاملة‏,‏ والمباراة لاتحتاج لشرح أو توضيح‏,‏ ويكفي القول انها مباراة العودة لنهائي دوري الابطال الإفريقي‏,‏ التي تقام علي استاد القاهرة الشهير الاثير في تمام السابعة من مساء الليلة‏,‏ ويلتقي فيها نادي الزمالك ـ ممثل مصر ـ ونادي الرجاء بطل المغرب‏.‏ المباراة تكاد تبدو للوهلة الأولي‏,‏ وكأنها مثل أي نهائي لاي بطولة‏,‏ او حتي نهائي البطولة ذاتها الذي تكرر‏37‏ مرة منذ انطلاقها عام‏1964‏ باسم بطولة افريقيا للأندية ابطال الدوري‏,‏ وظلت تقام منذ ادوارها الأولي ـ وحتي النهاية ـ بنظام الذهاب والعودة حتي تغيرت بعض ملامحها بشكل جذري ابتداء من عام‏1997‏ وبات يطلق عليها اسم دوري الابطال الافريقي‏,‏ واصبحت تقام بنظام المجموعتين في دور الثمانية مع الاحتفاظ بنظام الذهاب والعودة في باقي الادوار‏..‏ كما طرأ تغير آخر في غاية الأهمية ـ وهو منح جوائز مالية متفاوتة القيمة تبدأ من‏200‏ ألف دولار لمن يصعد لدور الثمانية وتنتهي بمليون دولار كاملة لمن يحرز اللقب‏.‏

ولكن النهائي هذه المرة يختلف بكثير من الاسباب بعضها يتعلق بالبطولة نفسها‏,‏ وبعضها يرتبط بنادي الزمالك الذي يجسد آمال وطموحات كل المصريين فيها‏.‏ اي البطولة‏.‏

الاسباب التي تتعلق بالبطولة لاتخرج عن الآتي‏:‏
أولا‏:‏ يضيف احراز كأس البطولة اليوم لقبا جديدا لرصيد مصر المشرف علي مستوي قارة افريقيا من جانبين‏:‏ الأول يرفع عدد مرات الفوز بلقب ابطال الدوري إلي تسع مرات حيث احرزها الاسماعيلي مرة‏,‏ والاهلي ثلاث مرات‏,‏ والزمالك اربع مرات لتكون التاسعة الليلة‏.‏

والثاني‏:‏ الوصول بألقاب أندية مصر إلي عشرين لقبا حيث سبق للمقاولون العرب ان احرز لقب بطولة كأس الكئوس ثلاث مرات‏,‏ وسبق للاهلي احراز لقب نفس البطولة أربع مرات‏,‏ وسبق للزمالك احرازها مرة واحدة‏,‏ إلي جانب لقب في كأس السوبر للنادي الأهلي‏,‏ ولقبين لنادي الزمالك وهذا الرقم ـ وهو العشرون لقبا ـ يمثل انجازا فريدا علي المستوي القاري‏,‏ وتستحوذ به مصر علي مايقرب من ربع اجمالي ما اقيم في ابطال الدوري‏,‏ وكأس الكئوس وكأس الاتحاد وكأس السوبر منذ انطلاقها جميعا‏..‏ وعددها‏87‏ بطولة‏.‏

ثانيا‏:‏ تعد مسابقة دوري الابطال أهم وأبرز بطولات القارة علي الاطلاق‏,‏ وباتت ـ الآن ـ حدثا كرويا مصنفا يتجاوز بريقه حدود إفريقيا‏,‏ إلي جانب مايلقاه من اهتمام ـ أي الحدث ـ بحكم مايضمه من اسماء ومايحصل عليه من يحقق من جوائز مالية لها قيمتها بالقياس للظروف المادية التي تعيشها الاندية السمراء بشكل عام‏.‏

ثالثا‏:‏ من المؤكد ان احتفاظ ناديين من دولة واحدة بلقب بطولة واحدة هو امر جدير بالاحترام‏,‏ وهو ما يمكن ان يتحقق بالفعل بمواصلة الزمالك مشوار حفاظ مصر علي الكأس باحرازها لتبقي في القاهرة ويكون التغيير في مكان اقامتها ليكون في ميت عقبة بدلا من الجزيرة حيث توجد في الأهلي الذي نالها العام الماضي‏.‏

واذا كانت هناك اسباب تتعلق بالبطولة‏,‏ وتجعل هذا النهائي مختلفا عن غيره ـ فهناك اسباب اخري تتعلق بنادي الزمالك ـ نفسه ـ وتجعل هذا النهائي مختلفا أيضا‏.‏

أولا‏:‏ احرز الزمالك من قبل لقب هذه البطولة اربع مرات اعوام‏1986,1984,‏ و‏1996,1993‏ وهو بهذا الرصيد يتفوق علي كل من ناله من قبل ويتوقف اصحاب اعلي رصيد عند ثلاث مرات‏,‏ والفوز باللقب الجديد يضعه في مرتبة فريدة ومتميزة‏,‏ حيث سيرتفع رصيده إلي خمسة القاب مما يجعله يدخل في شريحة الأرقام القياسية المبهرة‏.‏

ثانيا‏:‏ لقب هذه المرة يمثل اضافة جديدة للزمالك‏,‏ ولكن في اتجاه آخر وهو الدخول ضمن الأبطال الذين أحرزوا الكأس في شكلها واسمها الجديد‏,‏ فقد أحرز الزمالك آخر ألقابه عام‏1996‏ وكانت البطولة مازالت في هيئتها التي انطلقت بها عام‏1964‏ وابتداء من عام‏1997‏ تغير فيها الكثير‏,‏ ولم يقف الزمالك خلال هذه السنوات علي منصة التتويج‏.‏

ثالثا‏:‏ يبقي ايضا مايفتحه لقب البطولة الحالية من ابواب سواء باضافة المزيد من النقاط في تصنيف الاتحاد الافريقي لاندية القارة‏,‏ أو بالتأهل لمباراة السوبر التي تقام بين بطل دوري الابطال وبطل كأس الكئوس‏,‏ ومن المهم ان اذكر ان الزمالك احرز السوبر مرتين عامي‏1994‏ و‏1997,‏ واحرازه لها يجعله صاحب الثلاثية التي تجعله يحتفظ بالكأس مدي الحياة‏..‏ وهو انجاز لم يتحقق من قبل‏,‏ ويبدو انه من الصعب تكراره كثيرا في المستقبل‏.‏

التعادل الذي حققه الزمالك كان مؤشرا شديد التعبير عن مستوي الفريق وتجانس خطوط وتفاهم لاعبيه طوال مشوار البطولة ابتداء من دور الـ‏32‏ ومرورا بأدوارها المختلفة وانتهاء بأخر‏90‏ دقيقة‏.‏

الزمالك قضي أغلب شهور العام في مباريات مختلفة مع فرق تمثل سبع دول‏..‏ وها هو يأتي إلي الامتحان المهم الذي يمكن وصفه بأنه امتحان نهاية العام الذي ستظهر نتيجته فورا في نهاية مدته‏,‏ وهي الدقيقة‏90.‏

لعب الزمالك‏13‏ مباراة ومن خلالها يتضح أكثر من جانب مهم‏,‏ هي تسجيله لاثنين وعشرين هدفا‏,‏ وهو معدل جيد خاصة اذا ما قارناه بعدد الاهداف التي سكنت مرماه وهي خمسة أهداف فقط‏.‏

الفريق كما قلت لم يخسر سوي مباراة‏,‏ واحدة‏,‏ وتمكن من الفوز في سبع مباريات‏,‏ وتعادل في خمس‏,‏ وتبقي اليوم المباراة الرابعة عشرة والاخيرة التي نتمني كلنا الفوز بها‏..‏ حتي يتوج الجهد كله بالنجاح‏.‏