(( الجزء الثامن " العمّ فالح " )) ********** أعطاني موظف الاستقبال وكان يمنيّ الجنسية رقما لرجل عجوز , يلتقط رزقه من العمل كسائق أجرةٍ بسيارته الخاصة القديمة ..
تعاملتُ معه لثلاثة أيام إلى أنْ وصلت سيارتي يوم الخميس .. كان يعلمُ أسرار منطقته بالطبع .. وعملَ جاهدًا على أن يشعل فتيل الصبر فيَّ .
تعلّمتُ منهُ أمورًا كثيرة .. هوَ يقتربُ من السبعين ..
وكنتٌ أختلقُ المشاوير كيْ أتحدَّث معهُ .
فيُحدّثني عن معاناة من سبقوني .. ويزرع في كل جملةٍ تفاؤلا عجيبا .. وكان دائما مايقول لي : " يجب أن تكونَ صاحب شأن .. هكذا أراك ..
أنتَ يجبُ ألا تتوقف هنا ..
أنت غير الشباب .. " ويضحك ويقول .. أعتقد أنني سأراك مرتديًا " البشت " في التلفزيون " .. الله يجبر بخاطرك ويسمع منك ياعم فالح ..
وصلت سيارتي التي ترافقني منذ بداية رحلتي الجامعية .. ولم يتبق غير ساعاتٍ ويأتي السبتُ ..
وليلة السبتِ كانت طويلةً جدًّا .. بين الحين والآخر صوتُ والديّ يُنبتُ فيَّ حقل أمل ..
إخوتي وجميعُ الأحبة كانوا معي في وحدتي .. ومادامَ أنَّ النَّوم هوَ الآخر يغلقُ بابهُ في وجهي ..
فقد بدأتُ أستعدُّ بتجهيز مايلزم لدوام أول يوم عمل .. و ..................
.... أذَّنَ الفجر . ********** الجزء القادم : خازن المدرسة . (( صمت الرماد )) |