الحــــلـــم الســـــعودي متى سيصـــبح حقيـــــقة ..
من يصدق أن حلم كل مواطن سعودي هو أن يمتلك بيت يأوي إليه ويضم اسرته وأبناءه .. وهو حلم يسهل تحقيقة في معظم بلاد العالم وقد تكون أفقر من بلدنا بكثير.. فأي مواطن بل ومقيم في بعض البلدان يستطيع بمجرد حصوله على دخل ثابت أن يحصل على أرض يبني بها بيتا أو يشتري منزلا أو يشتري شقة .. أما في المملكة فقد كان بوسع العديد من المواطنين أن يمتلكوا بيتا فيما سبق ..!
فكان بالإمكان قبل الطفرة الأولى شراء أرض تصلها جميع الخدمات لا يزيد ثمنها عن عشرين ألف ريال ثم الاقتراض من صندوق التنمية العقاري، ثم جاءت الطفرة وارتفعت أسعار الأراضي والعقار إلى أرقام فلكية فعجز الكثير من المواطنين عن شراء أرض مناسبة ولا بيتا مناسبا .. ثم جاءت بعدها السنوات العجاف فتوقف الصندوق عن الإقراض خاصة وقد توقف كثير من المقترضين عن سداد ديونهم .. والان ونحن إزاء طفرة ثانية يجد المواطن أنه عاجز عن امتلاك مربط عنز ..!
حتى لو كان يملك أرضا من أراضي المنح إذ أن الخدمات لن تصل إليها في المستقبل القريب لا سيما وأن قلب المدينة أو نطاقها العمراني يفتقر إلى الكثير منها ماء وكهرباء وصرف صحي، ورغم قلة هذه الخدمات فإن سعر أي أرض مساحتها ستمائة متر داخل النطاق العمراني لا يقل عن نصف مليون ريال وبالطبع فإن المقاولين الكبار مشغولون في مشاريع الدولة الكبيرة وفي المدن الاقتصادية والصناعية الجديدة في الوقت الذي لا يمكن الاعتماد فيه على المقاولين الصغار لصعوبة حصولهم على الاسمنت الذي يتخطفه المقاولون الكبار ولعجزهم عن التمويل الكافي من البنوك .. والحل الوحيد لكل ذلك هو إنشاء شركة حكومية ضخمة برأس مال لا يقل عن عشرات المليارات ريال يسهم فيها القطاع الخاص ويطرح جزء منها للاكتتاب تقوم ببناء عمارات سكنية في أراض توفر لها الخدمات، وتبدأ الرياض والمدن الكبيرة بالنمو العمودي وتتوقف عن النمو الأفقي وبيع شققها بالتقسيط لذوي الدخل المتوسط والمحدود .. وما نحتاجه هو وقفة صارمة أمام التجار والعقاريون فأصبحوا يتصارعون على نهش المواطن المسكين ... ولن يتوقفوا مادام الباب مفتوحا على مصراعيه ... إلى أين سيفضي بنا الحال بعد سنوات فالأمور متجهة للأسوأ ...
