مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 10/11/2002, 01:13 PM
shaheen shaheen غير متواجد حالياً
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 20/08/2000
مشاركات: 776
قاتل (قتيــــــــــــــــــــل الحـــــــــــــــرمان) ....


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .... .مساء الخير للجميع ....

## كان الموضوع السابق المعنون بقتيل الحرمان عبارة عن رسالة خيالية من طفل دار الرعاية الاجتماعية لوالده والغائب .....

وفي هذا الموضوع سنفترض وصول الرسالة للوالد الجاحد ..... وأنه رد عليها بهذه الرسالة :- -


## حقيقة إنني متألم جداً ..... ولا أعلم من أين أبدأ ؟ رسالتك يا بني بعثت في نفسي جروحاً كنتُ أحاول عابثاً أن أنساها وأخفيها....

أبني الحبيب .... أنا أعلم أني لا أستحق حتى التفكير العابر .... أبني الغالي ...... أنا متأكد وواثق تمام الثقة أني لستُ أهلاً أن يطلق علي لقب أب ......


الأبوة معنى جميل ..... الأبوة معنى كبير ومليئ بالحب والعطف والشفقة .... الأبوة لا يعرف معناها شخص مثلي ....... أنا يا بني لا أستحق منك كل هذا الألم ..... نعم .... لا أستحق منك حتى الحلم في المنام ....


أبني الغالي ..... لو قلت لك أني كنتُ أفكر فيك قبل رسالتك فقد كذبت ... ولو قلت لك أني أتذكرك كما تذكرني وأنتظرك كما تنتظرني لكذبت عليك أيضاً .... أنا أكبر جاحد وقاسي على وجه الأرض .....


أبني العزيز :- رسالتك أطارت النوم من عيني .... جعلت دموعي تنزل على وجنتي لأول مرة بحرارة لم أعهدها .... أحسست باختناق وعدم قدرة على التنفس ..... كأن الدنيا وهذا الفضاء الفسيح ثقب إبرة .....



أبني المعذب :- لقد عذبتك بما فيه الكفاية وأنت لم تتجاوز الثانية عشرة من عمرك .... عذبتي يا بني بعذاب لا يتحمله الأشداء من الرجال فما بالك يفتى غض مثلك ....


أبني المحروم :- عندما أقول (أبني ) أحس ُ أنها كبيرة علي .... ولا أستحق أن يطلق علي لفظ الأبوة .... حرمتك يا بني من العطف والحنان .... حرمتك الضمة الحنون في ليلة شتاء باردة ...... حرمتك البسمه والقبلة الحانية ....



أبني الغالي :- لقد قتلتك مراراً .... هل تعلم أحد بالجود يقتل أبنه ؟ هل سمعت برجل يقتل فلذة كبدة وينام مستريح البال ؟ أنا ذلك الرجل ..... انا ذلك القاتل .... نعم ..... لقد ندمت على كل ما قمت به ولكن مالفائدة ؟ لقد فات الأوان ....


أبني الحائر :- لقد كانت نزوة ..... لقد كنت أعبث مع إحداهن ....لقد كانت مكالمة فتطورت لموعد ....فلقاء ...... فحمل فولادة ..... فتخلي .... رميناك خشية الفضيحة في مكان لا ترمي فيه الكلاب صغارها ..... وضعناك في صندوق ورميناك للمحسنين..... عل أحدهم يكون أطيب منا قلباً وأرحم بك منا ..... عل أحدهم يكون أرق قلباً من والديك ....


أبني المعذب :- قتلتك بيدي .... أنا المجرم ..... لو كان هناك قانون في هذه الأرض يعاقب على مثل هذا الفعل لكنت قد أعدمت عشرات المرات جراء هذه الفعلة .... فليس لي جزاء سو ى القتل .... والقتل البطيئ فهو جزائي وأنا أستحقه ....



أبني الغالي :- بعد هذا الوقت وبعد رسالتك أتمنى أن أراك .... قد تقول لي فات الأوان ..... أقول بالنسبة لي لم يفت الأوان .... لم تعد تهمني الفضيحة ..... فليسجنوني وليقتلوني ولي يسحبوني على أرض الشوك ..... ليرموني في أرض مسبعة ... وليفعلو بي ما يريدون ولكن أريدك يا بني ...... أريد أن أراك ولو للحظة واحدة ...
لو كانوا يريدونني أن أرخج في كل صحيفة وفي كل جهاز إعلام لأقول أنا أبوك وأنا من رماك في طفولتك وأخبرهم بالسبب الذي دعاني لذلك لما ترددت ولكن ..... أراك فقط .... أكحل عيني برؤية طفلي المسكين البائس .....




أبني العزيز :- لقد تقطع قلبي ألماً وحسرة وأنا أقرء كلاماتك التي تقول فيها أنك تتألم حينما ترى الأطفال مع آباءهم وأنت وحيداً في مكان مغلق ...

أريد أن أنسيك تلك الأيام التي قضيتها في هذا المكان ..... أريد أن أُنسيك كل لحظة ألم عشتها بسببي .... أريد أن أشتري لك ما تريد من الملابس .... أريد أن أصحبك لكل مكان تريد في هذه الدنيا ولكن أين أنت ؟ أين مكانك ؟ ....



أبني الغالي :- هل سمعت في يوم من الأيام عن أب لا يعرف مكان أبنه ؟ هل سمعت في يوم من الأيام عن أب لا يعرف شكل أبنه وتقاطيع وجهه ؟ لا شك أنك لم تسمع بمثل هذا الأب القاسي ... أنا ذلك الأب القاسي ...


أبني المكلوم :- إن أسعد اللحظات على الإنسان هي أن يراقب ابنه وهو يكبر أمامه شيئاً فشيئاً .... أسعد الأوقات حينما يكون أبنك مريضاً ولا تنام ليلتها وتأخذه للطبيب وأنت مسرع حتى يشفى في تلك اللحظة تحس بنوع من السعادة حينما يبتسم ابنك في وجهك بدل البكاء الذي سببه المرض لا يحس بتلك السعادة إلا من جربها .... أسعد الأيام هي الأيام التي يبدأ الطفل بمحاولة المشي فيها ..... حينما يخطو ويقع وتتعالى الضحكات حينما يصل إليك بعد جهد وتعب ........... آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه...... لقد حرمت كل تلك اللحظات بسبب سفهي وقلة عقلي ونزواتي التي قضيتها في الحرام .....


أبني العزيز :- كنت أعيش في هذه الدنيا .... أخالط الناس ...... أسير معهم في طرقهم ..... أعمل مثلهم ...... أكل وأشرب ...... أسافر ...... أنام وأسهر ....... أفرح وأحزن ........ أمرض وأشفى .......أعيش مثل الناس في كل أمر من أمورهم ..... ولكني أحس بأن جزء مني قد فُصل مني وأنا محتاج لوجوده معي ...... وأخيراً ..... عرفتُ أنه أنت يا ولدي الغالي ..... ولكن بعد ماذا ؟ هل تراه فات الأوان ؟


أبني القتيل :- أريد أن أكفر عن ذنبي بتركك كل هذه المدة ...... سأطوف الدنيا بأسرها ....... سأبحث عنك في كل مكان .... في كل زاوية ..... في كل ركن .... في كل مستشفى ....في كل دار رعاية ..... في كل مدرسة ..... في كل صحراء ..... في كل ساحل ....... في كل غابة ....... على كل جبل....... في كل مكان .........



أبني :- مكان واحد فقط لا أريد أن أبحث عنك فيه ...... مكان واحد فقط لا أريد أن أضطر للبحث عنك فيه ...... مكان واحد فقط لن أحتمل أن أراك فيه ...... مكان واحد سأموت أن وجدتك فيه .....

أتعلم ماهو هذا المكان .؟ إنه المقبـــــــــــــــــرة .......


أبني الغالي :- سأطلب منك طلباً وحيداً ...... سأتجرأ وأطلب منك هذا الطلب بصفتي أبوك ....... وأرجوك أن لا تبخل علي فيه ( مع أني بخلت عليك بكل شيئ ) ..... طلبي يا بني ..... أنتظرني فقط ..... لا ترحل ..... دعني أكفر عن كل ما قمت به تجاهك ..... إنتظرني يا بني سآتيك في يوم من الأيام ...... لن أتأخر ...... ولكن لا ترحل يا بني وتتركني ..... أنا بحاجة لأن أضمك بقوة .... أنا بحاجة لأن أرى ابتسامتك التي لم اشاهدها ...... أنا أريد أن أمسح دمعتك الغالية التي نزلت من الحرمان بسببي ....... دعني أخبرك عن كل ما تريد ..... دعني أجيبك عن كل تساؤلاتك علك أن ترحم شيبتي وتسامحني :cry ......


أبني المحروم :- أتعلم أني لو لم أجدك إلا في المقبرة فإني سأبحث عن القبر الذي كتب عليه ( قتيل الحرمان ) وأقف عليه وأبل ثراه من دموعي حتى تنتهي وبعدها لا أعتقد أني سأعيش وسيقف قلبي من الجزع وسأوصيهم أن يكتبوا على قبري ( قاتل قتيل الحرمان ) ......

اضافة رد مع اقتباس