يحزنني
الأطفال
الذين بدأت تلوح فيهم
بوادر سن الرشد.
يحزنني
الرجل في السترة الحمراء
الذي ما انفك يتوق إلى سترة زرقاء
طوال الأعوام العشرين الأخيرة
لكنه كان كل مرة يشتري سترة حمراء بدلا منها.
يحزنني
الشتاء
الذي لن يعيش يوما ليرى الصيف.
يحزنني
السؤال
الذي يدّعي الجميع - وأعني الجميع -
معرفة جوابه.
يحزنني
ذاك الباحث عن السعادة
الذي وجدها على غفلة منه
منذ وقت طويل،
ولم يكتشف بعد أنها شرعت في النفاد.
يحزنني
الصدى
الذي يحلم ولو لمرّة
أن تكون له الكلمة الأولى.
يحزنني
المستقبل
الذي مع كل لحظة تمرّ
ينكمش،
فيكبر الماضي.
تحزنني
هذه القصيدة. ميشيل أوجستين
شاعر ألماني
ترجمة جمانا حداد