مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 20/10/2007, 02:25 AM
سحرالشرق سحرالشرق غير متواجد حالياً
زعيــم متألــق
تاريخ التسجيل: 22/04/2006
المكان: حيث التفاؤل...
مشاركات: 1,047
تســـــــــــعـــة أشهـــــــــــــر






إهداء:
إلى أم عبدالله..
إلى أم حاتم..
وأم فجر..
إلى أم ليان..
وإلى روح الأمومة في أصقاع الدنيا...






هناك أناس نلتقي بهم في لحظات..
وهناك من نلتقي بهم في سنوات..
وهناك من ننتظره طويلا حتى اللقاء..
والتسعة أشهر التي انتظرتكِ فيها صغيرتي كفيلة بخلق وساوس مقيته وصبر جميل..

لستِ غريبة أجهلها..
ولست أنا صدفةٌ ألقاها عليكِ القدر أثناء انتظارٍ مقيتٍ في إحدى صالات الموت الجبري..
بل أنت معجزة خلقها قدر الله في رحمي وما زلت أتوسل الرحيم أن يمتعني بخروج تلك المعجزة منه
لم أرك قط سوى في صور (السونار) التي يخفق لها قلبي كلما حان موعدها
تلك الغرفة المظلمة وذلك التلفاز الذي يحتضن صورتك في عتمة الرحم ونبضات قلبك التي أفهم جيدا ما تقوله لي..
يا الله كيف أصف لك يا طفلتي تلك اللحظات...
وأنا مستلقيه على سريري جسدي المثقل بك يتوثب القفز واحتضانك..
أتمنى لو أوسدك صدري لتخترقي نبضات قلبي كمغناطيس
وأنا أشاهدك في تلك الشاشه أتابع تنفسك كي أشعر بالأمان
أتمنى لو اشتمك فلطالما أحببت رائحة الصغار
أراك طينة طرية أوشك الرحمن على إنهاء تقويمها ليقترب موعد أمرها بالخروج من غياهب الظلمات إلى النور
لتكوني النور للدنيا يا ابنتي
كثيرا ما تأمرني الطبيبة بالتحاليل اطمئنانا عليك لأنك (بكري)
عندما يخرج الدم من عروقي مختنقا في أنابيب المختبر الزجاجية أشاهدك تلوحين للممرضه وكل من في المختبر (أنا هنا أخبروا أمي بأني قادمة لأصنع دكتاتورية عظمى في المنزل فمواقيت النوم والاستيقاظ سأرتبها أنا)..

توقظيني يا دمية المطر في ساعات السحر تركليني بشدة فأدرك أنك غاضبه لأن صوت مذياع جارنا أقلقك في منامك..
حينما استعد للدخول في صلاتي تغمرني نوبات هدوئك وكأنك تستعدين للخشوع في الصلاة مع أمك يا صغيرتي..
في صالات الانتظار التي تمتلئ بها المستشفيات أشعر بامتعاضك من طول الجلوس..
عندما استيقظ صباحا تشدين الحبل السري وتستديرين ملقية علي تحية الصباح بطريقتك الخاصة..
هل أخبرك يا صغيرتي بما صنعتي ؟!!!
لقد جعلتِ شهيتي لعبتكِ المفضلة فتستمتعين أنت باللعب فيها وتوكلين لي أمر الغثيان حتى أصبح والدك أفضل متسوق ليلي لأدوية المغص والغثيان..
أنتِ معجزةٌ يا صغيرتي فلم تملئي جسدي بالكيلوات الزائدة حتى أن جمالي لم يخبو بحملك بل ازداد بك..
صغيرتي..
الغرفة المطلة على البحر خصصتها أنا ووالدك لك وازدانت باللون الوردي منتظرة قدوم أميرتها لتباركها
أتعلمين يا صغيرتي..
أخاف كثيراً أن أفقدك..
أخاف جداً أن يلتف حولك الحبل السري فأغمض عيني وادعوا الله كثيرا إن كان قدره أن تعيش احدانا فأرجوه أن تكون أنت
صغيرتي..
اشتاق ووالدك لقدومك لألبسكِ من قصائد الأمومة أبهى حلة

سانتظرك يا صغيرتي...




أمك...




اضافة رد مع اقتباس