الموضوع:
صــــور و إضــــــاءااااااات ..
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
#
51
08/10/2007, 12:26 AM
شـــذى
استشاري سابق بالمجلس العام
تاريخ التسجيل: 26/11/2005
المكان: تحت غيم مثخن .!
مشاركات: 5,775
6- ۞
صور مضيئة
۞
من روائع الورع
۞
قال الحسن رضي الله عنه : ماضربت ببصري ولا نطقت بلساني
ولا بطشت بيدي ولا نهضت على قدمي حتى أنظر
أعلى طاعة أو على معصية ؟؟
فإن كانت على طاعة تقدمت ، وإن كانت على معصية تأخرت .
قال عبدالله بن احمد بن حنبل : لم يرى أحد أبي إلا في مسجد
أو حضور جنازة ، أو عيادة مريض ، وكان يكره المشي في الأسواق .
لنتأمل الآن ورع سلمان الفارسي ....
روى الحسن بقوله : كان لعطاء سلمان الفارسي خمسة آلاف
وكان أميراً على زهاء ثلاثين ألفاً من المسلمين
فإذا خرج عطاؤه أمضاه ويأكل من سفيف يده .
يعني : انه كان يتصدق بوظيفته من بيت المال ثم يسف الخوص ويأكل منه .
قال أبو يوسف الفولي : انه ليكفيني في السنة اثنا عشر درهماً
في كل شهر درهم وما يحملني على العمل إلا ألسنة هؤلاء القراء
يقولون : أبو يوسف من أين يأكل ؟
وكان يقول : أتفقه في مطعمي من ستين سنة .
قال مسلمة بن عبدالملك : دخلتُ على عمر بن عبدالعزيز بعد الفجر
في بيت كان يخلو فيه بعد الفجر
فلا يدخل عليه أحد فجاءته جارية بطبق عليه تمر وكان يعجبه التمر
فأخذ قليلا من التمر فوضعه في كفّه وقال :
يا مسلمة أترى لو أن رجلا أكل هذا ثم شرب عليه من الماء
أكان مجزئه إلى الليل ؟ قلت : لا أدري قال : فرفع أكثر منه ثم قال : أيجزئه هذا ؟
قلت : نعم يا أمير المؤمنين كان كافيه دون هذا حتى ما يبالي أن لا يذوق طعاما غيره
قال : فعلام يدخل النار ؟ قال مسلمة : فما وقعت مني موعظة ما وقعت هذه .
ذكر علماء التراجم أن كهمسا سقط منه دينار ففتّش عنه
فلقيه لكنه لم يأخذه فسئل عن ذلك فقال : لعله غيره .
وقال الحسن بن عرفة : قال لي ابن المبارك : استعرت قلما بأرض الشام فذهبت على أن أرده
فلما قدمت مرو نظرت فإذا هو معي فرجعت إلى الشام حتى رددته على صاحبه .
وعن محمد عن عبيدة قال : اختلف الناس في الأشربة
فمالي شراب منذ ثلاثين سنة إلا العسل واللبن والماء .
وقال يحيى بن سعيد : زاملت أبا بكر بن عياش إلى مكة فما رأيت أورع منه
لقد أهدى له رجل رطبا فبلغه أنه من بستان أُخذ من خالد بن سلمة المخزومي
فأتى آل خالد فاستحلهم وتصدق بثمنه .
وعن ابن النجار قال : كان الإمام ابن عقدة يؤدب ابن هشام الخزاز
فلما حذق الصبي وتعلم وجّه إليه أبوه بدنانير
فردها الإمام فظن ابن هشام أنه استقلّتلها فضاعفها له فقال : ما رددتها استقلالا
ولكن سألني الصبي أن أعلمه النحو فاختلط تعليم النحو بتعليم القرآن
ولا أستحلّ أن آخذ منه شيئا ولو دفع إليّ الدنيا .
۞
نماذج لتورع السلف الصالح
۞
وتثبتهم في الفتيا
۞
..
قال ابن مسعود رضي الله عنه: من أفتى الناس في كل ما يستفتونه فهو مجنون .
قال عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو من كبار التابعين ومن أئمة الدين
أدركتُ عشرين ومائة من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
يُسأل أحدهم المسألة فيردها إلى هذا وهذا إلى هذا
حتى ترجع إلى الأول منهم ما منهم من أحد إلا ود أن أخاه كفاه الفتيا .
قال حصن الأسدي : إن أحدكم ليفتي في المسألة لو وردت على عمر بن الخطاب لجمع لها أهل بدر.
يقول أبو حنيفة رحمه الله لولا الفَرَق ( الخوف ) من الله تعالى أن يضيع العلم
ما أفتيت يكون لهم المهنأ وعليّ الوزر .
يقول ابن الهيثم : شهدت مالكاً وقد سئل ثمان وأربعون مسألة
فقال في اثنتي وثلاثين منها لا أدري .
ذكر أبو عمر بن عبد البر عن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه
أنه جاءه رجل فسأله عن شيء
فقال القاسم : لا أحسنه فجعل الرجل يقول : إني دفعت إليك لا أعرف غيرك
فقال القاسم : لا تنظر إلى طول لحيتي وكثرة الناس حولي والله لا أحسنه
فقال شيخ من قريش جالس إلى جنبه يا ابن أخي الزمها
فوالله ما رأيتك في مجلس أنبل منك اليوم
فقال القاسم : والله لئن يقطع لساني أحب إليَّ من أن أتكلم بما لا أعلم.
قال : أبو بكر الصديق رضي الله عنه أنه آي سماء تظلني وأي أرضٍ تقلني إذا قلتُ في كتاب الله بغير علم.
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: يا أيها الناس من سُئل عن علم يعلمه فليقل به
ومن لم يكن عنده علم فليقل: الله أعلم فإن من العلم أن تقول لما لا تعلم الله أعلم
إن الله قال لنبيه
{قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ }
وقال مجاهد: سئل ابن عمر عن فريضة فقال: لا أدري
فقيل له : فما منعك أن تجيبه ؟ فقال: سئل ابن عمر عما لا يدري فقال: لا أدري.
قال عبد الرحمن بن مهدي : كنا عند مالك بن أنس فجاءه رجل فقال: يا أبا عبد الله
جئتك من مسيرة ستة أشهر حملني أهل بلدي مسألة أسألك عنها
قال: فسل فسأل الرجل عن مسألة قال: لا أحسنها
قال: فبهت الرجل كأنه قد جاء إلى من يعلم كل شيء
قال: فقال: فأي شيء أقول لأهل بلدي إذا رجعتُ إليهم؟
قال: تقول لهم قال مالك: لا أحسن .
وقال ابن وهب في ( كتاب المجالس ) : سمعت مالكاً يقول: ينبغي للعالم أن يألف فيما أشكل عليه
قول: لا أدري، فإنه عسى أن يهيأ له خير .
قال ابن وهب : وكنت أسمعه كثيراً يقول : لا أدري وقال: لو كتبنا عن مالك لا أدري لملأنا الألواح .
قال عقبة بن مسلم : صحبتُ ابن عمر أربعة وثلاثين شهراً فكثيراً ما يسأل
فيقول : لا أدري ثم يلتفت إليَّ فيقول : تدري ما يريد هؤلاء؟
يريدون أن يجعلوا ظهورنا جسراً لهم إلى جهنم .
قال ابن عيينة: أجسر الناس على الفتيا أقلهم علماً .
قال أبو داود: قول الرجل فيما لا يعلم لا أعلم نصف العلم .
كان مالك رحمه الله يقول : من أجاب في مسألة فينبغي من قبل أن يجيب فيها
أن يعرض نفسه على الجنة أو النار وكيف يكون خلاصه في الآخرة .
وسئل مالك عن مسألة فقال : لا أدري، فقيل له إنها مسألة خفيفة سهلة فغضب
وقال: ليس في العلم شيء خفيف
ألم تسمع قوله جل ثناؤه : ( إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلا ثَقِيلا ).
فالعلم كله ثقيل وخاصة ما يُسأل عنه يوم القيامة.
قال مالك : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تصعب عليهم المسائل
ولا يجيب أحدهم في مسألة حتى يأخذ رأي صاحبه مع ما رزقوا من السداد
والتوفيق مع الطهارة .
فكيف بنا نحن الذين غطت الخطايا والذنوب قلوبنا بل كيف بنا نحن ؟!
وكان سعيد بن المسيب رحمه الله لا يكاد يفتي فتيا ولا يقول شيئاً إلا قال: اللهم سلمني وسلم مني.
قال سُحنون : أشقى الناس من باع آخرته بدنياه
وأشقى منه من باع آخرته بدنيا غيره
فقال : تفكرت فيه وجدته المفتي يأتيه الرجل قد حنث في امرأته ورقيقته
فيقول له: لا شيء عليك .!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
فيذهب الرجل فيستمتع بامرأته ورقيقته وقد باع المفتي دينه بدنيا هذا.
جاء رجل إلى سُحنون يسأله عن مسألة فأقام يتردد إليه ثلاثة أيام
فقال: مسألتي أصلحك الله اليوم ثلاثة أيام
فقال له : وما أصنع بمسألتك؟ مسألتك معضلة وفيها أقاويل وأنا متحير في ذلك
فقال : وأنت أصلحك الله لكل معضلة فقال سُحنون : هيهات يا ابن أخي
ليس بقولك هذا أبذل لحمي ودمي للنار
وما أكثر ما لا أعرف إن صبرتَ رجوتُ أن تنقلب بمسألتك
وإن أردت أن تمضي إلى غيري فامضي تجاب في مسألتك في ساعة
فقال : إنما جئت إليك ولا أستفتي غيرك قال : فاصبر ثم أجابه بعد ذلك .
وقيل له: إنك تُسأل عن المسألة لو سئل عنها أحد من أصحابك لأجاب فيها
فتتوقف فيها فقال: إن فتنة الجواب بالصواب أشد من فتنة المال .
۞
وقفــــة
۞
من خصال السلف الصالح الورع ...
وقد تجلى بأبهى صوره وأنصع رؤيته في الرعيل الأول ....
ثم يمتد حتى زمننا الحاضر على قلة وندرة ...
فكثيرا ما نسمع عن علماء وعباد وزهاد ...
تركوا الدنيا ولم يتهافتوا عليها ....
كان همهم الأول والأخير ...
الآخرة .. والاستعداد لها ..
فأين نحن من هؤلاء ...
فما نراه تهافت على الدنيا مريع ...
ونسيان أو تناسي ...
يغلف قلوبنا ويصم آذاننا ...
ثم شاهدوا كيف يكون المسلك الحميد والتثبت الكثير
الذي انتهجه السلف الصالح في الفتيا
والذين استمدوا تورعهم من رسول الهدى وإمام المتقين المعصوم من الزلل
و المؤيد بالوحي مع ذلك كان يقول لا أدري
وكذلك كان يقول أمين الوحي جبريل.
فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أي البقاع خير؟
قال: [ لا أدري ]
فقال: سل ربك فأتاه جبريل عليه السلام فقال : [ يا جبريل أي البقاع خير؟ ]
فقال: لا أدري فقال: [ سل ربك ] ؟ فانتفض جبريل انتفاضة كاد يصعق منها محمد صلى الله عليه وسلم
فقال: ما أسأله عن شيء فقال الله عز وجل لجبريل:[ سألك محمد أي البقاع خير؟ فقلتََ : لا أدري
وسألك أي البقاع شر؟ فقلتَ : لا أدري ؟
فأخبره أن أحب البقاع المساجد وأن شر البقاع الأسواق .]
وقال صلى الله عليه وسلم : [ ما أدري أعُزَيْر نبي أم لا ؟ وما أدري أتبع ملعون أم لا ]
وقال: [ ما أدري أتبع لعن أم لا ؟
وما أدري ذو القرنين نبي أم لا ؟
وما أدري الحدود كفارات لأهلها أم لا ؟ . ]
فما بال كثير من أهل زماننا يتجاسرون على الفتيا
ولا يخشون مغبتها
ولا يتورعون كما تورع أسلافهم ..؟؟؟؟؟؟
شـــذى
مشاهدة الملف الشخصي
البحث عن كافة المشاركات التي كتبت بواسطة شـــذى