مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #5  
قديم 06/10/2007, 01:19 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ شـــذى
شـــذى شـــذى غير متواجد حالياً
استشاري سابق بالمجلس العام
تاريخ التسجيل: 26/11/2005
المكان: تحت غيم مثخن .!
مشاركات: 5,775

5- ۞
صور مضيئة ۞ من روائع تربية النفس ومحاسبتها ۞





1- تربيـــة النفس ..



قال الفضيل : لا يسلم لك قلبك حتى لا تُبالي من أكل الدنيا .



قال يحيى بن معاذ : إن العاقل المصيب من عمل ثلاثاً : ترك الدنيا قبل أن تتركه

وبنى قبره قبل أن يدخله وأرضى ربه قبل أن يلقاه .




قال حاتم الأصم : تعاهد نفسك في ثلاث :

إذا عملت فاذكر نظر الله إليك

وإذا تكلمت فاذكر سمع الله منك

وإذا سكت فاذكر علم الله فيك .




مر حسان بن أبي سنان بغرفة فقال : مُذ كم بنيت هذه ؟

ثم رجع الى نفسه فقال : وما عليكِ مُذ كم بنيت ؟!!

أتسألين عما لا يعنيكِ ... فعاقب نفسه بصيام سنة .




قال عبدالله بن عوف : أُحب لكم يا معشر إخواني ثلاثاً :

هذا القرآن تتلونه آناء الليل والنهار

ولزوم الجماعة

والكف عن أعراض المسلمين .




قال الإمام الشافعي : ما كذبت قط ، ولا حلفت بالله

ولا تركت غُسل يوم جمعة وما شبعت منذ ست عشرة سنة

إلا شبعه طرحتها في ساعتي .




قال سلم بن جنادة : جالست وكيعاً بن الجراح سبع سنين

فما رأيته بزق ولا مس حصاة ولا جلس مجلسه فتحرك

ولا رأيته إلا مستقبل القبلة وما رأيته يحلف بالله .








2- محاسبــة النفس ..




قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا،

فإن أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم،

وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية).






فهذا الصديق رضي الله عنه كان يبكي كثيراً ويقول: ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا

وقال: والله لوددت أني كنت هذه الشجرة تؤكل وتعضد.






وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: قرأ سورة الطور حتى بلغ قوله تعالى (إن عذاب ربك لواقع)

فبكى واشتد في بكاؤه حتى مرض وعادوه وكان يمر بالآية في ورده بالليل فتخيفه فيبقى في البيت أياماً يعاد

يحسبونه مريضاً وكان في وجهه خطأن أسودان من البكاء!!.

وقال له ابن عباس رضي الله عنهما : مصر الله بك الأمصار

وفتح بك الفتوح فقال عمر: وددت أني أنجو لا أجر ولا وزر!!.







وهذا عثمان بن عفان ذو النورين رضي الله عنه كان إذا وقف على القبر بكى حتى تبلل لحيته

وقال: لو أنني بين الجنة والنار لا أدري إلى آيتهما يؤمر بي

لاخترت أن أكون رماداً قبل أن أعلم إلى آيتهما أصير!!.







وهذا علي بن أبي طالب رضي الله عنها: كان كثير البكاء والخوف، والمحاسبة لنفسه.

وكان يشتد خوفه من اثنتين: طول الأمل وإتباع الهوى.

قال: فأما طول الأمل فينسى الآخرة، وأما اتباع الهوى فيصد عن الحق.






كان توبة بن الصمة محاسبًا لنفسه فحاسبها يوما فرأى أن عمره قد بلغ ستين سنة

فحسب أيامها فإذا هي أحد وعشرون ألف يوم وخمسمائة يوم فصرخ وقال: يا ويلت !

ألقى الله بواحد وعشرين ألف ذنب !

فكيف وفي كل يوم عشرة آلاف ذنب ؟ ثم خرّ مغشيا عليه ، فحرّكوه فإذا هو ميت

فسمعوا قائلا يقول : يالها من ركضة إلى الفردوس الأعلى .





عن عطاء قال: دخلتُ على فاطمة بنت عبد الملك بعد وفاة عمر بن عبد العزيز

فقلت لها : يا بنت عبد الملك أخبريني عن أمير المؤمنين

قالت : أفعل ولو كان حيّاً ما فعلت !

إن عمر رحمه الله كان قد فرغ نفسه وبدنه للناس كان يقعد لهم يومه فإن أمسى

وعليه بقية من حوائج يومه وصله بليله إلى أن أمسى مساء وقد فرغ من حوائج يومه

فدعا بسراجه الذي كان يسرج له من ماله ثم قام فصلى ركعتين ثم أقعى

واضعاً رأسه على يده تتسايل دموعه على خده يشهق الشهقة

فأقول : قد خرجت نفسه وانصدعت كبده فلم يزل كذلك ليلته حتى برق له الصبح

ثم أصبح صائماً قالت: فدنوت منه فقلت : يا أمير المؤمنين رأيت شيئا منك البارحة ما رأيته قبل ذلك

فما كان منك ؟ قال: أجل فدعيني وشأني وعليك بشأنك

قالت: فقلت له : إني أرجو أن أتعظ قال: إذن أخبرك أني نظرت إليّ فوجدتني قد وليت أمر هذه الأمة

صغيرها وكبيرها ,, وأسودها وأحمرها ,، ثم ذكرت الغريب الضائع ، والفقير المحتاج ، والأسير المفقود

وأشباههم في أقاصي البلاد وأطراف الأرض

فعلمت أن الله سائلني عنهم ، فخفت على نفسي خوفاً دمعت له عيناي

ووجل له قلبي ، فأنا كلما ازددت لها ذكراً ازددت لهذا وجلاً وقد أخبرتك فاتعظي الآن أو دعي .






وفي قوله الله تعالى { ولا أقسم بالنفس اللوامة }

قال الحسن البصري : لا تلقى المؤمن إلا يعاتب نفسه ماذا أردت بكلمتي ؟ ماذا أردت بأكلتي ؟

ماذا أردت بشربتي ؟ والفاجر يمضى قدما لا يعاتب نفسه !







وقال الحسن البصري : المؤمن قوّام على نفسه ، يحاسب نفسه لله عزوجل

وإنما خفّ الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا

وإنما شقّ الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة .






قال مالك بن دينار : رحم الله امرأ قال لنفسه : ألست صاحبة كذا ؟ ألست صاحبة كذا ؟ ثم ذمّها ثم خطمها

<< ( الخطام هو ما تُقاد به الإبل )

ثم ألزمها كتاب الله فكان له قائدًا وكان رحمه الله يجاهد نفسه أشد المجاهدة

ثم يقول لنفسه : إني والله ما أريد بك إلا الخير .







وقال إبراهيم التيمي : مثلت نفسي في الجنة آكل من ثمارها وأشرب من أنهارها

ثم مثلت نفسي في النار آكل من زقّومها وأشرب من صديدها وأعالج سلاسلها وأغلالها


فقلت لنفسي : يا نفس أي شيء تريدين ؟


فقالت : أريد أن أرد إلى الدنيا فأعمل صالحا ،قلت : فأنت في الأمنية فاعملي






وقفــــة

إن النفس تحتاج إلى تقويم ومعالجة ...

فلن تستقيم أمورها وتصلح أحوالها إلا بإلزامها الجادة ...

جادة الحق والخير .... والصبر على ذلك ...

وإن من استقامة النفس

عدم التكالب على الدنيا والنظر إلى المادة على أنها السعادة والراحة ...

بل إن السعادة تلوح مع بريق المادة ... ولكنها تختفي ولا تصل إلى قرارة النفس ...

ذلك لمن أتبع عينيه مباهج الدنيا ونعيمها الزائل كدر حياته ونغص أيامه .....

أسعدني الله وإياكم وجعلنا ممن يحذون حذو أولئك الأفذاذ ...

الذين جعلوا أنفسهم طوعاً لهم ...

وجعلوها مطية ارتقوا بها إلى أعلى الدرجات ...



اضافة رد مع اقتباس