>> بني وطني حتى لا نكون كالنعامة التي تدس رأسها بالتراب "اقرؤا ما كتبت "!!<<
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,
لكل من سيقرأ موضوعي ... اصبروا عليه ربما يكون طويلاً .. لكن حتى لا نكون كالنعامة التي تدس رأسها في التراب "اقرؤا ما كتبت " .
عزاؤنا لاشيء ..!!
أكتبُ هنا لعُمق الجرح المدفون بين حنايا القلب ...! قلبي الذي يكاد يتقطع مرةً تلو أخرى حينما يرى كل ما يحدث الآن ..
آسفاً لهذه الحال التي وصل إليها المسلمون , تشردوا .. حُرِبوا .. تغربوا.. وتلوثت مُجتمعاتنا بأفكار الكفرة الفجرة .. الماجنة الفاحشة .. البغيظة المُهلكة , وبعضها المُخرج عن ملة محمد صلى الله عليه وسلم..!!
كيف سأكتب واقع الحال من أرضٍ تعيشون فيها ؟! من الذي سيُترجم المشاعر المختلطة على صدر الورق ؟! كيف سنُرسل صرخات النداء وهي صماء بين درفتي هذه الرسالة ؟!
من سيقرأ ..لا بل من سيعي حجم المعاناة وعمق المأساة التي نعيشُها ؟؟ لا بل من سيعمل من أجلها ؟؟!
كل سؤال لا يوجد لديه جواب !!
حقيقةً إن ما يجوب بخاطري كتابته هو ما تأن مشاعري وتلوذ به الى أوراقها .. لا بل الآن هي تلوذ إليكم ! لأنني وأنتم كلنا نُشكل مجتمع وكُلنا محيط . وأولاً وثانياً وآخراً
كُلٌ منكم ( إنسان ) .
****
منذ مُدةٍ طويلة وأنا آسِفُ على حال لُغة القرآن .
نعم اللغة العربية , فلا تتعجبوا ابداً فكلٌ منا يعلم أن اللغة العربية الأصلية , ببلاغتها الساحرة .. و نحوها الغامض .. و مُفرداتها و آدابها ,أشعارها ,نثرها .. كُلها أصبحت الآن مجرد هواية فقط ..!
وهواية و قليلٌ هي موهبة عند من هَرِم وأشتعل الرأس شيباً ! ! وقِلةٌ هم من يحترفون في وضع لمساتٍ لغوية ..
من واقع تجربتي رأيت فتيات عربياتٍ يافعات , ولكن لا يعرفن معنى كلمة "الردى " , وما خفي كان أعظــم !!!
عجباً ..لا بل عفواً , فأين هم يعيشون ؟! اليسوا على أراضي العرب ..! اليسوا ذوي دماءٍ عربية !
أين الهوية العربية الحقيقة ؟!
ثم أين الأعتزاز بِلُغة ما مثلها لغة ؟!
أتذكر سابقاً كيف كن البنات يطلُبن مني أن أكتب لهن التعبير لأنهن وببساطة لا يعرفن ؟!
والآن يريدون "وزارة التربية والتعليم " تطبيق النظام الجديد الا وهو تدريس المناهج باللغة الإنكليزية ما عدا مادتي الدين واللغة العربية !!
ونبقى نحن عالماً عربياً مريضاً و اللعبة المفضلة و الوليمة الكبرى لمن يستهدفوننا !
أتعرفون لماذا ؟!
لأننا .. رضينا كل الرضى على وجود قوات أجنبية لحماية منابع النفط في المملكة ودول الخليج ,
ولأنهم .. يريدون الإستيلاء على مناهجنا !! ويخططون لتغيير إعلامنا الذي أصبح منفتحاً كما يشائون , والآن يريدون تهميش اللغة العربية !
للعلم أن الرئيس الإميركي قد أعلن عندما أستلم منصبه الرئاسي عن قراره بتدريس اللغة العربية في مدارسهم ! أو ما شابه ذلكـ الكلام ؟!
وهذا لا يدل على شيء إنما يدل على حذرهم الشديد منا وكوننا أعداء لهم لا أصدقاء .
وهذا ما علينا إتباعه عندما نتعلم لغتهم أو أي لغة أخرى , فنتعلمها على أساس أنها لغة عدو لا لغة صديق .علماً بأن حاجتنا للغتهم ست كون في حدود التعليم غالباً لا أكثر من ذلكـ .
والآن ..
اقرأ خبراً في صحيفة الرياض –الشبه علمانية- عن إجتماع خليجي أوروبي في بروكسل من أجل إتفاقية تجارية سيتم توقيعها قريباً .!!
إذا أنتهى الأمر وأصبحنا في قبضتهم !! حتى تجارتنا استولوا عليها . وبإمكاني أن أجزم أن هؤلاء التجار ماهم الا "يهود" يمولون عن طريق ارباحهم التي يجنونها منا إسرائيل التي تحارب إخوتنا في فلسطين !!
مع العلم أن إرتفاع الأسعار ماهو الا مخطط منهم فهم اللذين قللوا من قيمة الدولار الإميركي لترتفع قيمة الريال السعودي !!وبالتالي ترتفع الأسعار لتصبح كالنار !!
قال الله تعالى عنهم :
( إن تُمسِسكُم حَسنةً تُسؤهم وإن تُصِبكُم سيئةٌ يفرحواْ بِها وإن تَصبِروا وتَتقوا لا يضُركُمْ كيدهُم شيئاً إنَ الله بِما يعملون مُحيط ) آل عمران : (120)
* * *
((إخوتي وبني وطني وجلدتي .. ))
نحن لدينا هوية وهي ( الهوية العربية ) ولن تكون تلك هويتنا الا اذا كانت هي لغتنا العربية , وهاهم الآن يحاولون إنتزاعنا من هويتنا تلك , ولكن لا يوجد من يرضى بأن يُغير هويته ابداً .. الصين ما تزال تُحارب من أجل هويتها .. فرنسا ما تزال تُصر على هويتها الفرنسية , بريطانيا تحاول جاهده أن تُعيد أمجاد الهوية البريطانية التي تعبثرت مع الهوية الأميركية مؤخراً , وتلك هي فلسطين وتلك هي العراق .. إنهم يقابلون اعداءهم بكل ما اوتوا من قوة . لله درهم
أما نحن فنقف كالحمقى . . حتى يأتوا أولئك المدرسين الأجانب وهم من ( (ديانة غير اسلامية ) ), يأتون الينا في مدارسنا ليعلموا اولادنا ؟! ؟!
مدارس الملك فيصل للبنين بالرياض قررت ذلك , واستدعت أولياء أمور الطلبة لتُخبرهم فقط بأن هذا نظام جديد سيُطبق العام المقبل ..! فقرر الكثير من اولياء الأمور نقل أبناءهم الى مدارس أخرى ! أما مدرستي فبعثت الى أولياء الأمور بإستفتاء عن مدى رغبتهم بتدريس الطلاب والطالبات جميع المواد باللغة الإنجليزية ما عدا الدين والعربي !
وغيرهم من المدارس كثير ؟! ! !
إن دول العالم الغربي و ايران وتركيا واسرائيل , تُخطط لأجلنا فالكل يحلم بتلك الأمبراطوريات العظيمة , لكن فليعلموا أن الله أنزل نبيه الأُميّ برسالته السماوية الشريفة على أرضٍ لم يكن يحكمها أحد بل كانت حره بها (بيت الله الحرام ) , لم يحكمها الفرس ولا الروم ولا حتى اليهود .
إن شاءوا تلك الدول أن يبحثوا عن امبراطوريتهم , فليفعلوا ذلك بعيداً عنا .
والآن يا ابناء أشرف دين ... وأطهر بقعة على وجه الأرض .. يا ابناء الإسلاااااااااام ...
هل ستذعنون ؟!
هل سيقف الجميع لاهثاً وراء غزوهم ؟!
هل سيفتح لهم أحفادنا الأبواب على مصارعها ؟!
هل سندرس لغتهم تلك على أنها لغة صديق و مُحب ؟!
هل تقبل بتدريس كل المواد باللغة الإنكليزية بالمدارس ؟
ولو كانت إجابتكم ( لا ) .. فماذا ستفعلون ؟!
* * *
عزاؤنا لا شيء .. سوى أن نعمل من أجل لغتنا وهويتنا ابداً .
لكن كيف نعمل ؟!
لقد هُجرت الكُتب من القرأة وأُستبُدِلَ عوضاً عنها المقالات القصيرة و بعض الكتب العصرية التي لا تكتب الا فلسفةً منطقية أو غير منطقية , والنهاية ستُرمى
تلك الكُتب في القمامة يوماً من الأيام !
سابقاً قيل أن الغبي من يُعير الكتاب والأغبى منه هو من " يُعيد الكتاب بعد إستعارته" ..! ! !
منذ سابق الأزل وقد اقترن أسم الهوية العربية بالقراءة والثقافة وحُب العلم , أما الآن ففي ماذا ستقترن الهوية العربية ..؟! بالأرهــــــــاب مثلاً ؟!!!
فلنقرأ عن الأدب العربي الذي يكاد أن ينقرض لولا أن بعض الغيروين على لغتهم مازالوا يصنعون المعجزات من أجل إحياء تُراثنا العريق الذي نفتخر به أمام كل الأمم .
لنُشجع على القرأة , ونتواصى بها فيما بيننا حتى يعم الأجر والخير والنفع .
من سواجم عيني التي لا تريد إلا أن ترى الحق .. الى قشاعم الأمة العربية المجيدة و الإسلامية الطاهرة ..
رجالاً ونساءً .. صبياناً وأطفال .. الكل مُطالب طالما له قلب ينبض, , ,
* * *
أتمنى أن تكون هنا آراء لإخوتنا المغتربين في الخارج .. فهم يعيشون وسط تلك الدائرة.
ولا أعرف منهم سوى الأخ الكريم "Canada's gallant "
* * *
( قُلِ اللّهُم مَلِكَ المُلْكِ تُؤتي المُلكَ من تشآءُ وتَنزِعُ المُلكَ مِمن تَشآءُ وَتُعِزُ مَن تَشآءُ وتُذِلُ مَن تَشآء بِيَـدِكَ الخيرُ إنكَ على كُلِ شيءٍ قَديرٌ ) آل عمران : (26 )
فاللهم انصرنا بعزتك وجلالك وإجعلنا ممن تُعزهم ولا تذلهم برحمتك يا أرحم الراحمين .
محبتكم..,  | 