بسم الله الرحمن الرحيم

اعزائي :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا ينكر احدا بأن هزيمة فريق كالهلال - بإسمه وسمعته - من فرق كالقادسية اوالاتفاق ( مع احترامي الشديد لمنسوبيهما ) يعتبر كارثة خصوصا اذا وصلت النتيجة الى اربعة أهداف .

وهذه نظرة منطقية وواقعية لما عرف عن الفريق الهلالي فهو سيد فرق آسيا المتوج ويعتبر من أعظم الفرق العربية ورمز من رموز الرياضة السعودية بل زعيمها ولا يمكن مقارنة فريق كالاتفاق او القادسية به .

ولكن الا نبحث عن الاسباب الخفية وراء ذلك ؟

هل نسلم بالامر الواقع ونكتفي بالمفاجأة ؟

أليست هذه كرة القدم التي تخدم من يخدمها ؟

اذا لنعطي انفسنا فرصة بعيدا عن التشنج ونرى ماذا حدث

أعتقد والعلم عند الله ان ما حدث يعود الى :

أن هذه الفرق ومعها فرق أخرى كالشباب مثلا قد انتبه مسئوليها مبكرا وخططوا وعملوا للمستقبل فأجادوا حيث تخلصوا ((( تدريجيا ))) من جزء كبير من لاعبيهم العواجيز ولم تتأثر فرقهم جراء ذلك كثيرا ،علما بأنهم ضحوا بعدة مواسم ابتعدوا خلالها عن المنافسة على البطولات بل وصل الامر بالقادسية مثلا أن ذاق الامرين حتى رجع الى وضعه الطبيعي بعد معانات الهبوط - وأسسوا فرقا شابة لا يتجاوز متوسط اعمار لاعبيها عن 20 الى 21 سنة ، وهؤلاء اللاعبين يلعبون مع بعض لأكثر من موسم ويتضح ذلك من خلال انسجامهم وتفاعلهم مع بعضهم ، وقد اعتمدت هذه الفرق على الله ثم على هؤلاء اللاعبين في جميع مبارياتهم في دوري العام الماضي حتى نضجوا ، وها نحن نرى ما يقدموه من مستويات ونتائج جيدة على مستوى هذه الفئة العمرية .

بينما مسئولينا مع الاسف الشديد لم يلتفتوا الى هذا الامر بل أكثر من ذلك نجد أن اعتماد الهلال على هذه الفئة العمرية فقط في حالة اصابة لاعب من الفريق الاول ولا يوجد لاعب يعوض مكانه فيضطرون الى اشراك أحد هؤلاء الشباب .

وعندما اقر نظام المشاركة بلاعبين تحت 23 سنه تفاجأ المسئولين عن الفريق وبدأو بتجميع هؤلاء اللاعبين ومحاوة خلق الانسجام والتفاهم بين اللاعبين داخل الملعب ( بين ليلة وضحاها ) وتمخض ذلك عن هذا المستوى الهزيل ، وعندها بدأ الجميع يركز عن الكلام حول ضعف القاعدة الهلالية ......

ولو نظرنا الى هذه المجموعة من الشباب الواعد وتمعنا بكفائتهم لوجدناهم على أعلى مستوى كأفراد ولكن عندما يلعبون سويا يتضح خللهم في عدم انسجامهم مع بعض . حيث لم يسبق لهم أن لعبوا مع بعض قبل هذه المسابقة ، وهذه هي ضريبة الاعتماد على اللاعبين الكبار في كل مشاركات الفريق ، وعدم اعطاء هؤلاء الصغار فرصة اللعب والبروز والانسجام وتعود اللعب على مستوى الفريق الاول .

وهنا لابد من الاشارة الى أن الوحيد الذي بح صوته وهو ينادي بالاعتماد على الشباب هو مدير الكرة ( فهد المصيبيح ) فهو صاحب تجربة وكان يعلم علم اليقين بأن هذه الهزة قادمة لا محاله ، ومع الاسف الشديد بأن هناك من يحمله تبعات هذه النتائج والاخفاقات .

-----------------------------

أخيرا

انا لست متشائما ولكن أرى بأن الزعيم لن يقدم ما يشفع له بالتقدم في المنافسة على هذه البطولة ، وأكثر استفادة ممكن نجنيها هي طرح الثقة كاملة بهؤلاء الشباب بغض النظر عن النتائج .

تحياتي للجميع ........