عندما يتحدث يوسف القبلان !!! عندما يتحدث الأستاذ يوسف بن محمد القبلان عن المنتخب وهو العضو السابق في مجلس إدارة نادي الهلال والإداري الأول الفائز بجائزة الإداري العربي المتميز وقبلها وبعدها الأكاديمي الفاهم فيجب علينا أن نقرأ ونستفيد
شكراً أبو خالد على نظرتك الفاحصة البطولة الأهم
يوسف القبلان
أكتب هذه المقالة قبل المباراة النهائية وقد يفوز وقد لا يفوز المنتخب السعودي في المباراة النهائية على كأس آسيا أمام العراق ولكن بصرف النظر عن النتيجة فإن مشاركة المنتخب السعودي هذه المرة تستحق التوقف والتأمل في أبعادها الإدارية والفنية.
بداية لابد أن نشيد بالتوجه الواضح لاتحاد كرة القدم بإعطاء كامل المسؤولية للمدرب وعدم التدخل في اختياراته وفي خططه.
وكان من نتائج هذا التوجه اختيار أعضاء المنتخب بمعيار العطاء الفني وحاجة الفريق وليس بمعيار النجومية، فاللاعب المشهور باسمه وتاريخه لا يضمن أن يكون ضمن أعضاء المنتخب ما لم يصاحب ذلك بعطاء فني، واندماج كامل في الفريق كعضو ضمن فريق لا يعتمد على لاعب واحد بل على العمل بروح الفريق، والنجم الوحيد في هذا التوجه هو المنتخب، هو الوطن، وأي شعور فردي بالتفوق على الآخرين يصنف على أنه شعور سلبي يؤثر على انسجام الفريق وبالتالي لا يمكن لصاحب هذا الشعور التأقلم مع مفهوم "الفريق الواحد".
إن الثقة بالمدرب كنتيجة لاختياره وفق معايير معينة ستؤدي إلى استمرار المدرب في عمله بصرف النظر عن نتيجة البطولة التي يشارك فيها، وبمعنى آخر لابد أن تعطى للمدرب فرصة طويلة لتنفيذ خطة استراتيجية بعيدة المدى، وأن لا يتأثر عقده بنتيجة المباريات كما تفعل بعض الأندية التي ما ان تخسر مباراتين متتاليتين حتى تبادر بإلغاء عقد المدرب.
من المهم جداً أن لا نبحث عن نتائج عاجلة على حساب البناء المستقبلي. وأمامنا تجربة المدرب (أنجوس) فعندما منح الثقة والحرية أبدع وبداية إبداعه تتمثل في مفاجأة اختيار الأسماء المؤهلة لتمثيل المنتخب حين قرر أن المعيار هو خدمة الفريق وليس النجومية، وقد فعل مدرب منتخب البرازيل (دونجا) وفق هذه الفلسفة ونجح مؤخراً في تحقيق بطولة كوبا أمريكا، هذا لا يعني أن أصحاب الخبرة ليس لهم مكان، فإذا كان الفريق بحاجة إلى هذه الخبرة فالمدرب يملك الصلاحية لتشكيل توليفة تجمع بين الخبرة وبين حماس الشباب ورغبتهم في تمثيل الوطن.
ما ينطبق على المدرب ينطبق على إدارة المنتخب من حيث الاستمرارية وهي بحاجة إلى (لياقة إدارية) إن صح التعبير لا تكتسب إلا بالخبرة وهي أهم بالنسبة للعمل الإداري مقارنة باللاعب.
نحن راضون عن أداء ونتائج المنتخب وأمام مفاجأة مفرحة لأن توقعاتنا في البداية لم تكن عالية، وهذه ناحية إيجابية تحسب للصحافة ووسائل الإعلام، بل إن الانتقادات المتعلقة بتشكيلة المنتخب أعطت دفعة قوية من الحماس للشباب لإثبات قدراتهم وتفجير طاقاتهم وهذه نتيجة طبيعية من نتائج الثقة.
نعم، الثقة هي من أهم عوامل النجاح في الرياضة وفي ميادين العمل المختلفة ولا يمكن أن تتوقع نتائج ايجابية من موظف أو عامل أو معلم، أو لاعب كرة إذا كنت تشعره بأنك غير واثق من قدراته وتشك في نجاحه.
المنتخب السعودي ناجح ومتميز وهو منتخب المستقبل سواء حقق كأس البطولة الآسيوية أو اكتفى بالمركز الثاني فقد حقق البطولة الأهم وهي تغيير مفاهيمنا الكروية وأن نتعامل مع المنتخب بموضوعية بعيداً عن ميولنا نحو الأندية فعندما يحضر الوطن فكل الأندية فريق واحد، فألف مبروك هذه البطولة حتى وإن لم يحضر الكأس. [email protected] |