الموضوع: في التوبة
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 05/07/2007, 02:37 PM
أحبك ياسامي9 أحبك ياسامي9 غير متواجد حالياً
في انتظار تفعيل البريد من قبل العضو
تاريخ التسجيل: 10/03/2006
المكان: اختراق العضويات
مشاركات: 2,458
في التوبة

وهي التي منَّ الله بها على عباده رأفة منه بهم ورحمة لهم. وقد ورد الحث عليها في آيات كثيرة وأحاديث من النبي وأوصيائه عليهم أفضل الصلاة والسلام، وقد ورد أن العبد إذا اقترف سيئة أنظره الله تعالى سبع ساعات فإن تاب لم تكتب عليه، وإن لم يتب كتبت عليه سيئة، ثم هو في فسحة من أمره تقبل منه التوبة ما دام فيه الروح ـ كما فالواجب على المؤمن عقلاً ونقلاً المبادرة إليها وانتهاز الفرصة قبل أن يفجأه الأجل أو يسود قلبه من الذنوب ويطبع عليه فلا يفيق من سكرته ولا يصحو من غشيته، أولئك الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم، وما ربك بظلام للعبيد.
ولابد في التوبة من أمرين: الندم على الذنب، والعزم على ترك العود فيه أبداً، وبذلك تتحقق التوبة النصوح التي ورد ذكرها في الكتاب الكريم والسنّة الشريفة، فإن غلبته نفسه وسول له الشيطان فعاد في الذنب كان عليه المبادرة للتوبة أيضاً، وهكذا كلما عاد تاب حتى تقوى توبته وتستحكم حيث لا تغلق التوبة في وجهه أبداً مهما عاد رأفة من الله ورحمة به، فإنه عز اسمه يحب من عبده أن لا تقعد به المعصية عن التوبة مهم أكثرت ذنوبه وعظمت عيوبه، وليحذر العبد من القنوط واليأس من رحمة الله تعالى، فقد تقدم أن ذلك من الكبائر، وهو من أعظم وسائل الشيطان وأقوى حبائله ليسيطر على العبد ويجره إلى الهلكة، أعاذنا الله تعالى منه ومن مكره وكيده.
ونسأله أن يعصمنا من الزلل في القول والعمل وأن يختم لنا بالتوبة والمغفرة والسعادة وحسن العاقبة، إنه أرحم الراحمين وولي المؤمنين، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
انتهى الكلام في العبادات ليلة الأربعاء، التاسع عشر من شهر رمضان المبارك، عام ألف وأربعمائة وأربعة عشر للهجرة النبوية على صاحبها وآله أفضل الصلوات وأزكى التحيات.
والحمد لله رب العالمين
اضافة رد مع اقتباس